Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 12, 2017
A A A
دورتموند في الرمال المتحركة
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

لم يعد خافياً على أحد أنّ موسم بوروسيا دورتموند يتّجه ليكون الأسوأ منذ سنوات عدة بعدما أخذ منعطفاً خطراً كان ضحيته المدرب بيتر بوش الذي أُقيل من منصبه، لكن الحقيقة أنّ الرجل ليس المسؤول الوحيد عمّا حصل، بل سلسلة ظروف متراكمة.

ما توقّعه الكثير من الخبراء حول العالم عن أنّ موسم بوروسيا دورتموند سيكون لامعاً بالكؤوس هذا الموسم، سقط واختفى، وحلّ مكانه كلام عن موسم كارثي سيعرفه هذا النادي الألماني في نهاية المطاف.

الحقيقة أنّ هذه المقولة أصبحت راسخة في ألمانيا، وخصوصاً مع ابتعاد دورتموند عن ركب المنافسين على لقب «البوندسليغا» حتى قبل الدخول في فترة العطلة الشتوية. خسارة في نهاية الأسبوع أمام فيردر بريمن المتواضع أطاحت المدرب الهولندي بيتر بوش، الذي كان وصوله لتسلّم قيادة الفريق قبل نحو ستة أشهر قراراً خاطئاً، بينما ساهمت ظروف أخرى في غرق الرجل وفريقه في الرمال المتحركة للدوري الألماني، إذ اقترب النادي صاحب الشعبية الجارفة من الاختناق.
الواقع أنّ فترة بوش كانت مضطربة، وعكست تسرّعاً لدى إدارة دورتموند في اعتماد مدربٍ رأت فيه خليفة للمدربين السابقين يورغن كلوب وتوماس توخيل، وتحديداً من خلال نهجه الهجومي وذهابه نحو الضغط العالي في العملية الدفاعية. لكن بوش لم يستطع البناء على نقاط القوة في الفريق، ولم يستطع سدَّ الثُّغَر، في وقتٍ لم يجد فيه أيضاً حلولاً لمشكلات لم يكن لها حلّ أصلاً.
أولى هذه المشكلات التي عطّلت مسيرة دورتموند حتى الآن، كانت عاصفة الإصابات التي ضربت الفريق منذ بداية الموسم، فخسر نجمه الأول ماركو رويس لفترة طويلة، ومن ثم النجم الواعد ماكسيميليان فيليب، الذي سجّل بداية مميزة معه، كذلك تنقّل النجم ماريو غوتزه كثيراً بين العيادات الطبية، ولحق به «الجوكر» غونزالو كاسترو، وأحد المداميك الأساسية في خط الوسط سيباستيان روده، والمدافعان، البولوني لوكاس بيتشيك وإيريك دورم، وزميلهما البرتغالي رافايل غيريرو الذي اعتاد تقديم مستوى ثابت…
إذاً، كل هذا أجبر بوش على اعتماد لاعبين في غير مراكزهم الحقيقية لملء الفراغ، ما خلق حالة ضياع في الفريق الذي بدأ يترنح بحكم النتائج السلبية.
وما زاد الطين بلّة، قدوم بوش لتنفيذ ما فعله مع أياكس أمستردام، إذ بنى كل شيء حول اللاعبين الشبان. لكن أفكاره احترقت بما أن الدوري الألماني متطلب على صعيد الخبرة، إذ حتى إنّ لاعباً مثل الأوكراني أندريه يارمولنكو يعاني لتأكيد حضوره، لكونه لا يملك خبرة في الملاعب الألمانية.

ويضاف إلى هاتين الأزمتين غياب القائد الحقيقي مع ابتعاد رويس ومشاغبات الغابوني بيار – إيميريك أوباميانغ، الذي يبدو أنه لا يكترث هذه الأيام في حال بقائه مع الفريق، وخصوصاً مع انخفاض نسبته التهديفية بفعل عدم وجود مجموعة حوله يمكنها أن توصله إلى المرمى أو تخلق له الفرص الحقيقية الكثيرة خلال المباريات. وهذه المسألة كانت غير موجودة في الموسم الماضي عندما أحرز «أوبا» لقب الهداف بوجود الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي لم تعوّضه إدارة دورتموند بالشكل المطلوب بعد رحيله إلى برشلونة الإسباني.
وهذه النقطة تفتح المجال للحديث عن الفشل المتواصل للمدير التنفيذي هانتس – يواكيم فاتسكه، والمدير الرياضي ميكايل تسورك، إن كان في عملية التعاقد مع بوش أو في تعويض الرموز التي تترك الفريق، الذي انفضح هذا الموسم دفاعياً، لكون الثنائي المذكور لم يعوّض القائد السابق لخط الظهر ماتس هاملس بمدافعٍ آخر بمستواه، مستقدماً مدافعين عاديين هما الإسباني مارك بارترا والتركي عمر توبراك، اللذان يحتاجان إلى الكثير ليصلا إلى نصف إمكانات مدافع بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا.
ببساطة، مشاكل دورتموند أبعد من بوش أو تغيير مدرب… مهلاً، السؤال الذي يطرحه الكل الآن: من هو هذا المدرب الجديد الذي جرى التعاقد معه والمدعو بيتر شتويغر. أليس هو نفسه ذاك النمسوي الذي أُقيل قبل أيام من تدريب كولن بسبب وقوف هذا الفريق العريق في ذيل الترتيب بعد تلقيه 12 هزيمة من دون أي انتصار، حاصداً 3 نقاط فقط؟
فعلاً دورتموند في ورطة حقيقية.
*

توالت سقطات دورتموند هذا الموسم محلياً وأوروبياً (أ ف ب)