Beirut weather 20.21 ° C
تاريخ النشر December 3, 2017
A A A
شهر «التريث» في الاستقالة الحريرية ينتهي غداً
الكاتب: الأنباء

التريث في موضوع استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، يبلغ نهاية مهلة الشهر المرسومة له في الرابع من كانون الأول، اي غدا الاثنين.
وستظهر خواتيمه مع عودة الرئيس الحريري من باريس، مصحوبا بخلاصة اتصالات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الدولية، وصولا الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي التقاه امس، مسبوقا بتنديد الحريري بالعمليات التي تستهدف المملكة العربية السعودية، وآخرها اطلاق الصاروخ الباليستي الثاني، من الاراضي اليمنية، معتبرا في مثل هذا العمل تهديدا جديا للأمن الإقليمي، وتنذر بعواقب وخيمة.

وبالتزامن قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ان ايران تواصل التدخل في شؤون غيرها، وانها سهلت حركة عناصر ««القاعدة» و«داعش» وان حزب الله يستغل المصارف اللبنانية لغسيل الأموال من تجارة المخدرات، معتبرا ان وضع لبنان مأساوي والدولة مخطوفة من قبل جماعة ارهابية، هي حزب الله، وأن الحل الوحيد في لبنان هو نزع سلاح هذه الجماعة وتحويلها الى حزب سياسي، ورأى ان لبنان دولة مهمة جدا للعالم العربي، وهو نموذج للتعايش بين مختلف الديانات ولا يمكن السماح بفشله.

وبالتزامن ايضا اغار الطيران الاسرائيلي على ما قيل انه قاعدة عسكرية ايرانية يجري بناؤها قرب دمشق، بإطلاق صواريخها من الأجواء اللبنانية.

هذه التطورات العسكرية، الاقليمية الطابع، تخشى اوساط سياسية مراقبة ان تنعكس سلبيا على مسار الخروج من الأزمة الحكومية في لبنان، ولفتت الأوساط عبر «الأنباء» الى قول السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين لقناة المستقبل ردا على سؤال عن المقصود بالقوات الأجنبية، التي دعا وزير الخارجية الروسية لافروف من روما امس الاول الى خروجها من سورية: المقصود القوات المعادية للنظام، لا القوات الحليفة التي تعتبر قوى شرعية. وعندما سئل عن تصنيف حزب الله قال: ان الحزب ليس معنيا بكلام لافروف. وقيل له متى يعود حزب الله من سورية الى لبنان، فأجاب: ليس مهما متى يعود، بل المهم الاستقرار في سورية ولبنان.

وفي هذه الأثناء تحدث زاسبكين عن مفاوضات مع الرئيس سعد الحريري لتوريد السلاح للجيش اللبناني، مؤكدا ان على الدولة ان تقوم بواجبها الامني والعسكري.

ووسط هذه الأجواء يتعين الخروج بتسوية من نفق الاستقالة الحريرية، وهو ما تجري الاتصالات الدولية والإقليمية بشأنها الآن، لتشكل بابا للعودة الحريرية عن الاستقالة، والأرجح ان تصدر التسوية ببيان عن مجلس الوزراء ينطوي على التمسك بالنأي بالنفس بما يتلاءم مع المصلحة الوطنية اللبنانية.

وستعرض التسوية التي يشارك في صياغتها كل من الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل الموجودين في باريس، على الرئيس الفرنسي ماكرون ليتولى توفير الضمانة الاقليمية لها بالتعاون مع القاهرة وواشنطن.

النائب احمد فتفت عضو كتلة المستقبل لاحظ في حديث اذاعي، ان 14 آذار حركة شعبية لبنانية سيادية لا تنتهي، لكن قيادتها لم تعرف كيفية معالجة مرحلة الانتصار والاستفادة منها. وكشف فتفت عن ان حديثه لإذاعة «لبنان الحر» هذا سيكون الاخير له، مفضلا الصمت بعد الآن.

شعورا بالأسى أمام نوعية الخطاب السياسي الراهن بين قوى 14 آذار، والتي تقدم خدمات مجانية للفريق الآخر، مستغربا تبرير الرئيس عون لسلاح حزب الله، بما لا يخدم السيادة الوطنية. ورأى أن الحملة على القوات اللبنانية تهدف إلى عزلها وتدجينها استباقا لأمور ستطرح، وضمن هذه الحملة التهويل بالتعديل الوزاري لإخراج القوات من الحكومة، وهو ما وصفه بحرب نفسية أكثر منها كلاما فعليا.

موضوع التعديل الحكومي اعتبره رئيس مجلس النواب نبيه بري، افتعالا لمشكلة نحن بغنى عنها، وقال في حديث لجريدة «الأخبار»: هذه مصيبة بذاتها ولزوم ما لا يلزم. وأضاف: ان الخوض في تعديل يصل إلى ثمانية وزراء، يعني أكثر من نصاب الثلث المعطل لنصاب مجلس الوزراء، كما لو أننا ذاهبون إلى حكومة جديدة وبيان وزاري جديد وثقة جديدة من مجلس النواب.

وقد استبعد وزير الداخلية نهاد المشنوق، بعد لقائه بري التعديل الوزاري، كما استبعده ايضا الرئيس سعد الحريري.

ويقول عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم إن حزب الله لا يقف وراء الحملة على «القوات» انما يتمناها، لأن «القوات» تزعج البعض بتمسكها بمفهوم الدولة، والبعض الآخر الغارق في الفساد على انواعه، ومشكلة «القوات» كما يراها كرم انها تتمسك بالسيادة وبالتوازن الوطني، لذلك باتت مزعجة بالنسبة لمن اعتاد خرق السيادة والتوازن ونسي الحقوق بعد انشغاله بالمصالح.

مصادر قريبة من القوات، قالت ان بعض المستقبليين انجرفوا مع الاتهامات التي وجهت لرئيس القوات سمير جعجع بالتحريض على الحريري، في فترة غياب الأخير، وكان الاتهام واحدا انما بأصوات كثيرة، بدأها الوزير السابق وئام وهاب وأججها الشيخ نعيم قاسم واتسعت دائرتها من خلال بعض المواقع المستأجرة وقد تحدثت المصادر عن لقاء قريب بين الحريري وجعجع بعد عودة الاول الى بيروت، ويصف جعجع هذه الاقوال بالهرطقات والولدنات. ورأى أن ترميم العلاقات بين المستقبل والقوات يتقدم، وأسف جعجع لأن بعض الحلفاء يساير، أما عن التعديل الوزاري فقد أكد أنه غير وارد.

وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، في افتتاح معرض حرفي للمرأة القواتية في انطلياس، قال من جهته ان لبنان اما ان يكون سيدا حرا ومستقلا والسلطة بيد الدولة ومواطنوه متساوون أو لا يكون، وهو ما ليس محققا اليوم بسبب استقواء البعض.