Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر November 30, 2017
A A A
السبهان مايسترو الحملة السعودية على حلفاء إيران
الكاتب: بي بي سي

يقود وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان الحملة الإعلامية السعودية على حزب الله اللبناني وإيران ولا يتردد في الخروج عن اللغة الدبلوماسية في حديثه وهو الذي خدم ملحقا عسكريا لبلاده في لبنان قبل أن يتم تعيينه سفيرا في العراق.
وسرعان ما أثار السبهان ضجة في العراق ودخل في حرب كلامية مع رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي.
ولم يتردد السبهان القادم إلى العمل الدبلوماسي من المؤسسة العسكرية والأمنية السعودية في توجيه انتقادات علنية ولاذعة لإيران دون أن يراعي العلاقة الوثيقة التي تربط العراق بها.

تسعى الإدارة الاميركية بشكل حثيث إلى تبديد أزمة الثقة والتوتر بين بغداد والرياض، ويلعب ممثل الرئيس الأميركي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية برت ماكورك دورا كبيراً في هذا المجال.
وحققت الجهود الاميركية تقدما ملموسا في هذا المجال، حيث زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السعودية مرتين والتقى بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز. كما استأنفت السعودية الرحلات الجوية إلى العراق واعيد فتح معبر عرعر البري بين البلدين مؤخرا بحضور السبهان وماكورك.

لكن السبهان يؤدي حاليا دورا أساسيا في التقارب السعودي – العراقي بهدف “إبعاد العراق عن دائرة النفوذ الإيراني وإعادته إلى الحاضنة العربية” عبر تقوية موقف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، حسبما يأمل المسؤولون الامريكيون والسعوديون.

صعود السبهان السريع إلى مرتبة وزير أمر لافت حيث وصل لرتبة عميد في الجيش السعودي لينتقل بعد ذلك إلى العمل كملحق عسكري في لبنان عام 2014، وتم تعيينه بعد عام سفيرا في العراق أوائل 2016 لينهي القطيعة بين البلدين منذ الاجتياح العراقي للكويت عام 1990.

المالكي بمواجهة السبهان
وبعد ذلك بقليل بدأت المعارك الكلامية بين السبهان وبعض الساسة العراقيين، وأولى المعارك كانت مع نوري المالكي الذي وصف السعودية بأنها “مصدر للإرهاب في العالم والمنطقة والحل الوحيد للسيطرة على السعودية هو وضعها تحت الوصاية الدولية للحد من نشاطاتها الإرهابية” على حد تعبيره.
فجاء رد السبهان أكثر حدة إذ قال عبر صفحته على تويتر “ماذا يتوقع ممن حارب العراق ووقف مع إيران وخلال فترة حكمه خسر العراق 70 % من أراضيه لحلفائه من الدواعش صدقت العرب: رمتني بدائها وانسلت”.

وانتقد السبهان خلال وجوده في العراق الحشد الشعبي وقال إنه غير مقبول من قبل العرب السنة والكرد حسب قوله فتعالت الأصوات المنادية بطرده من العراق بدعوى تدخله بالشأن العراقي.

وبعد أقل من عام من وجوده في العراق غادره سبهان دون تسمية بديل له فتراجع مستوى تمثيل السعودية في العراق إلى قائم بالأعمال.

في شهر تشرين الأول 2016 اسند إليه منصب وزير الدولة لشؤون الخليج بمرتبة وزير وهو منصب جديد تم استحداثه مؤخرا بناء على تعليمات من الملك سلمان.

ورافق السبهان ماكورك في زيارة إلى مدينة الرقة بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها والتقى بممثلين من الإدارة المدنية التي تشرف على إعادة تأهيل الخدمات في المدينة.

وذكرت الأنباء أن السعودية تساهم في تمويل عمليات تأهيل الخدمات والمرافق في المناطق التي يتم إبعاد التنظيم منها، ما يعني ان سوريا التي يشملها دور سبهان.

أما تلاسنه مع حزب الله اللبناني والتصريحات النارية ضد الحزب فهي مؤشر على أن لبنان أيضا ضمن نطاق مهامه ومسؤولياته.

وهاجم السبهان في شهر أيلول الماضي عبر صفحته على تويتر حزب الله اللبناني بألفاظ لاذعة، وحذر من أن لبنان سيدفع ثمن ممارسات حزب الله.

وما أن استقال رئيس وزراء لبنان سعد الحريري غرد السبهان قائلا: “سنعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب ميليشيات حزب الله” وأضاف “إن حزب الله يؤثر في كل القرارات التي تتخذها حكومة لبنان”.

وتعد الحملة السعودية على حزب الله اللبناني واستقالة الحريري والاعلان عن الاستقالة من السعودية مؤشراً على أن هناك مواجهة بين السعودية وحزب الله، خاصة بعد ان اتهمت الحزب بمساعدة الحوثيين في إطلاق الصاروخ الباليستي على العاصمة السعودية الرياض في أوائل تشرين الثاني 2017.
*

السبهان وماكورك يفتتحان معبر عرعر بين السعودية والعراق