Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر November 17, 2017
A A A
صورة “الغدر بالمسيح” في استقالة الحريري
الكاتب: اسكندر خشاشو - النهار

صورة “الغدر بالمسيح” في استقالة الحريري… الشظايا تطاول البيت الواحد؟
*

التطورات الاخيرة المتعلقة باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية وما تلاها، هبطت كالزلزال ليس على الدولة فحسب، انما بدأت شظاياها تطاول الفريق الواحد.

فبعد التسريبات الصحافية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن خيانات تعرض لها الحريري من فريقه السياسي ومقربين منه، ان كان من كتلته او من حلفائه عبر وصفه بأنه “غير قادر على المواجهة، وهو رضخ تماماً لضغوط حزب الله”، جرت محاولات لضبط هذه الحركة في الفترة الاخيرة، وهو ما بدا بارزاً من خلال البيان الذي اصدره “تيار المستقبل”، مؤكداً ان المواقف السياسية التي تعبر عن رأي “المستقبل” من التطورات هي حصرا مواقف الكتلة النيابية والبيانات الرسمية الصادرة عن التيار، وأي مواقف اخرى تعبر عن وجهات نظر شخصية.

الا ان البارز امس كان تغريدة لوزير الثقافة غطاس خوري قال فيها “هذه اللوحة الليتورجيّة قرّرت إهداءها الى من كنت أعتبره صديقاً! علّها ترشده في مهمّاته الجديدة”، مرفقاً التغريدة بصورة يظهر فيها يهوذا الإسخريوطي وهو يقبّل السيّد المسيح، كعلامة على تسليمه الى اليهود.

استعمال خوري لصورة تروي واقعة من الانجيل، هي واقعة الغدر بالمسيح من احد تلاميذه وتسليمه لليهود لصلبه مقابل 30 من الفضة، دفع المراقبين إلى الترجيح بأن هذه التغريدة موجهة الى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، الذي اتهم من البعض في الفترة الاخيرة بتخريب علاقة الرئيس الحريري مع السعودية، فيما راح اخرون إلى اتهامه الوشاية بفريق عمل الرئيس ويعتبر خوري ركناً اساسيا في هذا الفريق، اضافة الى ان استعمال صورة ذات طابع ديني يحمل اشارة الى زيارة البطريرك الراعي، واصبح من المعروف ان سعيد احد مهندسيها، وبدا كأنه في الفترة الاخيرة المقرب الابرز من بكركي والكنيسة المارونية.

يبدو ان الرسالة وصلت الى سعيد، مما استدعى رداً مباشراً منه على خوري بحسب ما كشف احد المقربين منه لـ”النهار”، وايضاً استخدم موقع “تويتر”، راجيا جميع “المحبين” عدم التدخل بينه وبين بيت الحريري، ومؤكداً ان السياسة “عابرة”. وأضاف: “علاقتي ببيت رفيق الحريري مقدسة، لا يفيد ما يقوم به البعض”.

وفي المحصلة، بدأت ارتدادات الازمة الكبيرة والتي طالت بشكل اساسي الحريري وحزبه وفريقه تظهر جلياً، وهي ربما ستكبر في الايام اللاحقة قبل جلاء الصورة نهائياً، والتي بحسب الاجواء ستشهد تغيرات، لكن لا بد من الاشارة انه في خضم الازمة يجري تكبير بعض الادوار السياسية، وربما الاتهامات، لأفراد او احزاب سياسية تعتبر صغيرة جداً امام صراعات المنطقة والاشتباك السعودي – الايراني، ومن غير الممكن ان يستطيع شخص او كيان سياسي لبناني التأثير فيها او تغيير معادلات بين الدول.