Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر November 15, 2017
A A A
مخاوف من توتّر أمني في عين الحلوة
الكاتب: ندى أيوب - النهار

مخاوف من توتّر أمني في عين الحلوة ربطاً بالتصعيد السياسي الداخلي؟
*

على وقع سيل الشائعات التي تؤرق لبنان ربطاً بالأزمة السياسية التي أحدثتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، خطف مخيم عين الحلوة الأنظار وتعاظمت المخاوف من ارتدادات الوضع السياسي على الأمني، وتحديداً في المخيمات الفلسطينية، بعد تسريب موقف بأن حركة “حماس” رحبت باستقالة الحريري من الرياض، والتساؤلات التي أثارتها زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس إلى السعودية، وأهدافها.

في محيط عين الحلوة كان لافتاً تكثيف الاجهزة الامنية اللبنانية اجراءاتها وللغاية اتخذت وحدات الجيش عند مداخل المخيم اجراءات لوجستية وفنية خاصة بها ويعكس ذلك تخوفاً من محاولة ضرب الاستقرار والعبث بالامن. حضر التحوط الامني لدى القيادات الفلسطينية ورفعت الفصائل من وتيرة اهتمامها بالواقع الامني، عبر سلسلة اجتماعات عقدتها تحت شعار الحفاظ على الوضع الامني في عين الحلوة. ويخشى اللبنانيون من توظيف العنصر الفلسطيني في أزمة بلدهم السياسية مما يشكل عامل توتر اضافي هم بالغنى عنه.

بالنسبة لأمين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي أبو العردات، فان “الشائعات التي تطلق مغرضة هدفها استدراج العامل الفلسطيني للتهويل وتعكير صفو الامن بالبلد”، مؤكداً لـ”النهار”: أن “المخيمات ليست رهن الاستخدام من أي أحد، وأن هناك سياسة نأي بالنفس عن الوضع السياسي الداخلي للبنان على كل الفصائل الفلسطينية أن تلتزم بها”. ورأى العردات أن “القلق مشروع واجراءات القوى الامنية اللبنانية حول المخيم مفهومة من قبلنا”.

وأكد أن “الامن والاستقرار خطان أحمران خاصة في الظروف التي يمر بها لبنان، والامور تتابع بشكل يومي مع القيادات الفلسطينية العازمة على ضبط الاوضاع وعدم تحويل المخيمات الى عنصر توتير، وذلك بالتنسيق مع الاجهزة الامنية اللبنانية”، مضيفا ان “ما يعنينا هو بقاء المخيّم وكل المخيمات واحة أمان واطمئنان للجوار اللبناني واهتمامنا يتركز على ملف المطلوبين للوصول الى حل جذري لهذه الآفة التي تهدد استقرار المخيم والداخل اللبناني”.

حركة المقاومة الاسلامية “حماس” ملتزمة بدورها في المسار نفسه، ممثلها في لبنان علي بركة أكد لـ”النهار” أن كافة القوى والفصائل الفلسطينية رفعت من وتيرة اهتمامها بالواقع الامني لعين الحلوة بما يتناسب مع التأزم الحكومي”، مشددا على “أن الفلسطينيين سيبقون صمام أمان في ظل الازمة السياسية التي تعصف بلبنان والحروب التي تجتاح المنطقة ولن يسمح بالعبث بوضع المخيمات والجوار”.

وأشار بركة الى أن “المخيمات غير معنية اطلاقا بالشأن اللبناني الداخلي، وهناك حرص على التواصل مع الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية لمواكبة أي عمل مخل بالامن”، لافتا الى أن “الفلسطينيين ليسوا غب الطلب لم يرغب باستخدامهم لمصالحه”.

الى ذلك، عمد قادة الأجهزة الأمنية في صيدا الى التواصل مع القوى السياسية من أجل الحفاظ على الهدوء السياسي لتفادي أي توتير على أرض الميدان، في وقت لفت الانتباه الاتصال الذي أجراه الأمين العام للتنظيم “الشعبي الناصري” أسامة سعد مع النائبة بهية الحريري بهدف الاطمئنان منها على الحريري وعائلته.

الجهود تتناغم اذا لإبقاء الساحة الفلسطينية بعيدة عن التجاذبات السياسية اللبنانية وتظهير حياديتها، فهل تنجح المساعي في تجنيب لبنان خضة أمنية عبر خاصرته الرخوة؟