Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 1, 2017
A A A
الشيخ فضل الله: للحذر من التطبيع العربي مع اسرائيل

 

شدد ​العلامة السيد علي فضل الله​ في الكلمة التي القاها في العاشر من محرم على “ضرورة حماية ​الوحدة الوطنية​ والإسلامية وعلى مواجهة الفساد مقدرا تضحيات الجيش ال​لبنان​ي والمقاومة التي بذلت لحماية لبنان من الاحتلال والخطر ​الإرهاب​ي”، داعياً إلى “تكاتف عربي إسلامي لحفظ المنطقة من التقسيم “، مؤكداً على “الوقوف إلى جانب ​الشعب الفلسطيني​ ومحذرا من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وإدخاله في الجسم العربي”.
واشار الى أننا “سنظل ندعو إلى الوحدة الإسلامية والوطنية ونؤكد على احتواء كل الخلافات الداخلية صوناً للوطن واستقراره الداخلي.. في الوقت نفسه نصر على الإصلاح في كل ما يطاول البنيان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للإنسان اللبناني، وسنصر على مواجهة الفساد الذي كان ولا يزال هو السبب الرئيسي في تجويع الناس والإجحاف بحقوقهم، وهدر المال العام وبالتالي مستقبل هذا البلد”، معتبرا أن “من حق اللبنانيين أن يعيشوا في بلد يحترم إنسانيتهم ويبقيهم في أرضهم ولن يكون كذلك إلا إذا كان يراقب ويدقق ويحاسب هذه الطبقة السياسية”، مؤكدا أننا “نريد لبنان أن يكون انموذجاً يقدم للعالم رسالة تؤكد فيها الأديان والمذاهب على قدرتها على التلاقي والتعاون في مواجهة من يرى أن وجود الأديان مع بعضها البعض هو مشروع حرب وفتنة”، مضيفا: “وعندما نتحدث عن تلاقي الأديان فإننا نتحدث عن القيم التي ينبغي أن تكون هي الحاكمة فالرسالات ما جاءت إلا لتبعث القيم ونتحدث عن العدالة التي تبقى هي هدف الأديان والرسالات”، مشددا على أننا “لا يمكن أن نتحدث عن لبنان إلا ونتحدث عن لبنان القوي الذي نريده والذي كان تعبيره هزيمته لعدو من اعتى الأعداء وهو العدو الصهيوني في العام 2000 و2006 وهو لا يزال يشكل خطراً ولبنان القوي في إبعاد خطر الإرهاب التكفيري.. وهنا نقف بإجلال أمام تضحيات الجيش و​القوى الأمنية​ اللبنانية والمقاومة التي بذلت من شبابها وبرو حسينية ولا تزال تبذل وهي على استعداد أن تقدم المزيد من أجل الوطن وابعاد الخطر عن هذه المنطقة في هذا الوقت تأتي ​عاشوراء​ و​العالم العربي​ والإسلامي يعيش أسوأ الظروف بفعل الفتن والحروب التي أكلت وتأكل اخضره ويابسه وجعلته في مهب مشاريع الدول الكبرى التي استثمرت الكثير من الثغرات لتمسك بقرارات هذا العالم ومستقبله. واستفادت من منطق تكفيري الغائي بدأ يتمدد داخل هذه الأمة هذا ما نشهده في ​العراق​ و​سوريا​ و​اليمن​ و​ليبيا​ والعديد من البلدان”.
ورأى ان “من المسؤولية العمل على الاصلاح في هذا العالم بمعالجة الأسباب التي أدت إلى جعل هذه المنطقة من العالم أرضاً خصبة لحصول الفتن والحروب وكذلك معالجة الأسباب التي أدت إليها سواء ذات الطابع الديني أو المذهبي أو القومي أو غيرها من الأسباب من خلال العمل لتحقيق العدالة والحرية في الأمة، وبكف أيدي العابثين بالفتن، وبالوعي الذي يجعل هذا العالم العربي والإسلامي يرى نفسه في دائرة الاستهداف لإخضاعه وتقسيمه”، لافتا الى أنه “لن يكون له قرارات إلا إذا توحدت جهوده وخرج من ​سياسة​ التخويف وخلق الهواجس والصراع الدامي الذي تحول من العدو الصهيوني إلى داخل هذا العالم وفي كل مرحلة نتج أزمة جديدة بين هذا البلد وذاك”، معربا عن اعتقاده أنه “بالحوار سيكتشف الجميع أن لا حقيقة للكثير من الهواجس والمخاوف”.
لفت الى أن “الكيان الصهيوني يبقى هو الأساس فيما تعاني منه المنطقة والشعب الفلسطيني، ومن هنا فاننا مدعوون وانطلاقاً من عاشوراء إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني في سعيه لحريته وتحقيق حلمه بالعودة وإلى اليقظة من محاولات إدخال هذا الكيان إلى داخل الجسم العربي والإسلامي والتطبيع معه مستفيدين من واقع الفتنة ومن تداعيات الصراع الجاري في هذا العالم”.