Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر September 12, 2017
A A A
كوتينيو بين فشل التمرد والعودة المنتظرة
الكاتب: هادي احمد - الأخبار

تترقب جماهير ليفربول مباراة فريقها مع إشبيلية، الليلة، لأهميتها في انطلاق بطولة دوري أبطال أوروبا، ولمعرفة إذا ما سيعود البرازيلي كوتينيو إلى المشاركة مع فريقه، بعد بقائه رغماً عنه معه وعدم انتقاله إلى برشلونة.

لعل اللقاء بين إشبيلية وليفربول في انطلاق دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هو من المباريات الأضعف لكبار الفرق التي ستتنافس في أولى الصراعات ضمن البطولة الأهم أوروبياً.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه مدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، إشراك لاعبيه الجدد والقدامى في دوري الأبطال، يأخذ وجود البرازيلي فيليبي كوتينيو ضمن التشكيلة حيّزاً إعلامياً ضخماً، فهو المتمرد الذي لم ينل مراده في سوق الانتقالات الأخيرة.
حالات التمرد التي شهدها «الميركاتو» كانت من قبل لاعبين لم يرضوا بأوضاعهم الحالية داخل أنديتهم، بل أرادوا الانتقال إلى فرق أكبر. وهذا السلوك أدى إلى مشاكل مع النادي، وعلى مرأى من وسائل الإعلام. مشكلة كوتينيو لم تقف عند هذا الحدّ، بل وصلت أيضاً إلى الجماهير التي لم تُرد رحيله، بل البقاء داخل أسوار ناديها.
أُغلق سوق الانتقالات، ورفضت كافة عروض برشلونة، وبعدما كان كوتينيو قد طلب من كلوب عدم وضعه في القائمة المستدعاة إلى دوري أبطال أوروبا ليتمكن من المشاركة مع النادي الكاتالوني، عاد المدرب الألماني ووضعه في قائمة «الريدز» المشاركة في البطولة.
ولا شك في أن كوتينيو يعيش حالياً حالةً من الإحباط الكبيرة لفشله في الخروج من أسوار النادي، وخصوصاً أنه لم يشارك بعد في أي مباراة لعبها فريقه، في الدوري المحلي، أو في تصفيات دوري الأبطال.
قيل وقتها إن سبب عدم مشاركته هو إصابة في ظهره، لكنه عاد بعدها وشارك في مباراتين لمنتخب البرازيل خلال تصفيات كأس العالم، وسجل هدفاً واحداً، ما يعني أنه كان جاهزاً للمشاركة. لكن لا شك في أن الضغوط النفسية عليه كبيرة جداً بعد الظروف التي تعرض لها في الفترة الأخيرة.
مراهنة كبيرة أن يتمرد اللاعب على فريقه، إذ تؤكد التجارب أن هذا السلاح إذا ما فشل، يتحوّل إلى جحيم على اللاعب الذي قد يُلصق بمقاعد الاحتياط بعد فشله في مخططاته.
لهذا يبدو وضع كوتينيو مترنّحاً بعض الشيء، وتقع المسؤولية الأكبر على كلوب لإخراجه من الحالة التي أدخل نفسه فيها. صحيح أن المدرب الألماني قد قال إنه تحدث مع كوتينيو بعد عودته من معسكر منتخب بلاده، وأكد أنه شعر بالتفاؤل بعد المحادثة، لكن ما عقَّب فيه بعدها ينسف ما سبق: «أرفض إشراكه في المباريات في الوقت الحالي».
هذا ما يبعث الشكوك في رغبة كوتينيو بالاستمرار في اللعب لليفربول بنفس الروحية والعزم الذين ظهر فيهما في الموسم السابق. ويتكامل هذا الحديث، رغم استدعاء كلوب له إلى دوري الأبطال، مع الخبر الذي نشرته صحيفة «سبورت» الكاتالونية التي أوردت أن اللاعب يشعر بالاشمئزاز من إدارة ليفربول، ويفكر في التمرد مجدداً على ناديه، وعدم المشاركة في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، آملاً الانتقال إلى برشلونة خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، لكي يستطيع المشاركة معه في الأدوار الأهم من البطولة.
مشكلة تضرب اليأس لدى جماهير ليفربول، لكن من المتوقع من جانب كلوب المدرب الذي لطالما تميز بتعامله مع اللاعبين، أن يعيد كوتينيو إلى فريقه برضاه، ويخرج منه طاقاته التي برز فيها الموسم الماضي.
لا يبدو كوتينيو، بحسب سلوكه الحسن الذي دائماً ما ظهر فيه، من طينة اللاعبين الذين يرفضون اللعب في موسم مهم جداً لفريقه، وله تحديداً. مع انتهاء هذا الموسم، تبدأ بطولة كأس العالم، وعلى كوتينيو تقديم أفضل مستوياته خلال الموسم الحالي.
هذا محفزٌ أساسي له، وكلوب محفز أيضاً لإقناعه بأنه، بوجوده على أرض الملعب، يمكنه أن يقود فريقه للذهاب بعيداً في دوري الأبطال، البطولة التي تشغل بال الموهبة البرازيلية.