Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر September 4, 2017
A A A
الجيش حقق ما عجز عنه العرب والغرب
الكاتب: اسكندر شاهين - الديار

من معركة «المالكية» عام 1948 مع عصابات الصهاينة وصولاً الى معركة «فجر الجرود» مع عصابات التكفيريين يسجل الجيش اللبناني العظيم انجازات عجزت عنها معظم الجيوش العربية منها والاجنبية، حيث لم تسجل اية قوة عربية نصراً على العدو الاسرائيلي في فترة النكبة، كما لم يسجل لاي جيش من الجيوش نصراً على الارهابيين منذ ولادة الارهاب الحديث على يدي مؤسس «تنظيم الجهاد العالمي» المعروف «بالقاعدة» اسامة بن لادن، وحتى للجيش الاميركي الاقوى في العالم الذي اجتاح افغانستان ولا زال غارقاً في صحاريها ووديانها دون ان ينجز هدفه في القضاء على «طالبان» على الرغم من ترسانته الاقوى عالمياً واقماره الاصطناعية التي ترصد اقل حركة في كل منطقة من مناطق العالم وفق الاوساط العسكرية بينما نجح الجيش اللبناني باقتلاع «داعش» من مساحة 140 كلم2 هي الاقسى طبيعياً والاشد وعورة بسرعة قياسية اذهلت كل من واكب معركة «فجر الجرود» دون ان يسقط له شهيد واحد، الا الذين استشهدوا بانفجار الالغام والنسفيات التي خلفها التكفيريون خلفهم في جرود عرسال، ولكن مع الاسف ثمة جوقة توزعت الادوار لتقزيم النصر المبين، بدل ان يتم استثماره واحترام دماء شهداء الجيش الذين سقطوا في الجرود ابان كشفهم على المفخخات وتفكيكها ودماء الشهداء العسكريين الثمانية الذين كانوا هدف المعركة وعنوانها لكشف مصيرهم واسترداد جثامينهم التي دنستها ايدي وحوش «داعش».

وتضيف الاوساط ما الهدف الذي يسعى اليه من آذاه النصر ومن هي الجهات التي تقف خلف هؤلاء حيث احيط الانتصار الكبير بوابل من الشائعات المغرضة، فما كادت تنتهي المعركة محققة اهدافها المرسومة من قبل قائد الجيش العماد المغوار جوزف عون صاحب المناقبية المعروفة والشجاعة الموصوفة حتى تداولت بعض المواقع خبراً مفاده استقالة قائد جبهة «فجر الجرود» العميد المغوار فادي داود، علماً ان القيادة سارعت الى نفي الخبر جملة وتفصيلاً في وقت كانت ابنة داوود الصغيرة تفخر امام زميلاتها: «لقد استرد والدي» «خربة داوود» من ايدي الارهابيين»، وسألت الاوساط: من يقف وراء تلك الاشاعة التي اصابت داوود بأذى اكبر من الاذى الذي الحقته به القوات السورية ابان وصايتها في لبنان حيث سجن داوود لديها وتعرض لابشع عمليات التعذيب من قلع اسنانه وصولاً الى رفعه مقلوباً «بالبلانغو» وفق الاسلوب الحضاري الذي رسخه غازي كنعان على يد «النبي يوسف» ومن بعده الوالي المعروف رستم غزالة.

وتشير الاوساط لم تكد تنفي قيادة الجيش خبر الاستقالة جملة وتفصيلاً في وقت كانت قافلته العسكرية تستقبل بالورود في رأس بعلبك حيث ترجل داوود ليشكر المستقبلين حتى ابرزت احدى الزميلات من الصحف عبر «المانشيت» خبراً يقول ان الادارة الاميركية اعلنت وقفها كافة المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وطالبت باسترداد مدرعات «برادلي» لان الجيش لم يحسن التصرف عسكرياً وذلك بسماحه «للدواعش» بالخروج من وادي مرطبيا عبر المفاوضات التي اجراها «حزب الله» وسرعان ما جاء الرد الاميركي على لسان قائد المنطقة الوسطى العسكرية الجنرال جوزف فوتيل الذي اتصل بالعماد جوزف عون مباركاً له بالانتصار ومشدداً على التزام اميركا بايفاء كافة تعهداتها التسليحية للمؤسسة العسكرية ودعمها في حربها ضد الارهاب، واذا كان البعض حاول المزايدة على الجيش اللبناني لانه اوقف النار وكان بمقدوره سحق الدواعش في «المرحلة الرابعة» اثر انهيارهم عسكرياً، فقد كان العماد قائد الجيش واضحاً في مؤتمره الصحافي في اجابته على احد الاسئلة بالقول: انجح المعارك تلك التي نربحها دون ان نخوضها» كون الضغط العسكري احد اهم اساليب المواجهة عبر العارفين في الميدان، و«فجر الجرود» كانت من اهم المعارك التي نجح فيها قائدها بحفظ دماء جنوده.