Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2017
A A A
هكذا استهدف كهروب هيئة علماء الشام وملالة للجيش
الكاتب: كلادس صعب - الديار

رغم ان الجيش اللبناني استطاع دحر الارهابيين من الجرود اللبنانية ببراعة متناهية وايمان قوي نابع من قيادة حكيمة ممثلة بالجنرال جوزف عون الا ان فرحة النصر ما زالت ينقصها معرفة مصير العسكريين الذين خطفهم تنظيم «داعش» الارهابي اخطبوط يقتات من دماء الابرياء لكن اذرعه انقطعت اوصالها على الحدود اللبنانية وهي اليوم تلفظ انفاسها الاخيرة.

وفي الداخل اللبناني ستبقى عيون المؤسسات الامنية بكاملها ساهرة لاقتلاع من يبث الافكار التكفيرية بين الشباب اللبناني كما ان ما يسمى «بالخلايا النائمة» سيقطع عنها مصادر الهواء الذي تتغذى منه لتنتفض ثأراً للخسارة التي حلت بتنظيمهم وستغط بنوم عميق لا بل بغيبوبة ابدية.

ولكن القضاء عليهم عسكرياً يتزامن مع ملاحقة قضائية لكل من سولت له نفسه قتل الابرياء وحتى من يخالفه الرأي والعقيدة ومن هنا فان امام المؤسسة الامنية عمل شاق وطويل لفك شيفرة معظم التفجيرات والمعارك التي خيضت ضد ابناء المؤسسة العسكرية والمدنيين ومن هنا فان غرف التحقيقات وادراج المحكمة العسكرية لن تتسع لهذا الكم الهائل من المتهمين والموقوفين بتهم ارهاب وتقويض مؤسسات الدولة وضرب السلم الاهلي .

ملفات تم ختم التحقيقات فيها واحيلت الى المحكمة العسكرية الدائمة وبعضها تتجاوز صفحاتها الـ200 صفحة لمتهم واحد وحيد وسنعرض موجز لاحد هذه الملفات التي اجتمع فيها متهمين بارزين ذاع صيتهما على السنة العديد من المتهمين وفي الاعلام وهما «كهروب» و«بريص».

محمد ابراهيم الحجيري الملقب بـ «كهروب» اكد في التحقيقات الاولية انه ضمن مجموعة اسسها خاله ابراهيم الاطرش الامنية التابعة لـ«داعش» مضيفاً ان هناك مجموعة امنية اخرى يرأسها «البريص» مركزها وادي الارنب وهي مجموعة آمرة تتولى الاعمال الامنية من قتل وخطف.

«كهروب» متهم بالانتماء الى «داعش» ووضع دراجة نارية وتفجيرها في المكان الذي اجتمعت فيه «هيئة علماء القلمون» في عرسال (5-11-2015) كما انه وضع دراجة اخرى لدى مرور دورية للجيش اللبناني الامر الذي ادى الى قتل عدد من المدنيين وجرح عسكريين.

بدأ مسيرته بتجارة الاسلحة ونقلها الى المجموعات المسلحة في الجرود في بداية بعد عرض تلقاه من خاله ابراهيم الاطرش الذي انتقل في منتصف الـ 2013 الى يبرود والتحق بكتيبة «جند الحق» الذي كان يترأسها «ابو مالك» الذي غادر يبرود بعد فترة وجيزة عندها اسس ابراهيم الاطرش مجموعة انضم اليها اكثر من 14 عنصراً بينهم عمر الاطرش واحمد الاطرش المعروف بـ «نسر عرسال» وكان هو ضمن هذه المجموعة التي انتقلت الى بلدة الجراجير ومنها الى جرد عرسال قرب بركة وادي الديب حيث مكثت لمدة شهر.

هذه المجموعة وفق «كهروب» قامت بعدة عمليات امنية وتفخيخ سيارات احدها ادت الى مقتل سائقها عمر الاطرش الذي شارك الاخير بتفخيخها مع المدعو «ابو عبد الله العراقي وهي سيارة (جيب بليزر جي.ام.سي) وكان مخططهم يقضي بتفجيرها في الهرمل بين محطتي محروقات حيث قام المدعو محمد اوزدمير بمراقبة الطريق قبل تنفيذ العملية وعند تحديد ساعة الصفر للقيام بها توجهوا ب3 سيارات قاد «كهروب» احداها وطلب منه ملء خزانها بالوقود في حين رافق اوزدمير بمرافقة ابراهيم الحجيري ولكن السيارت انفجرت في محلة رافع حيث قتل عمر ورفيقه في السيارة اما سيارة الجيب من نوع شيروكي لون جردوني احضرها سامي واحمد الاطرش فخخت في منطقة الجراجير ونقلت الى عرسال لكنها ضبطت في الضاحية الجنوبية منطقة المعمورة قبل تفجيرها.

اما السيارة الاولى التي فخخت فهي من نوع «بونتياك» تحمل لوحات لبنانية فشلت عملية تفجيرها بعدما فخخت بـ 300 كلغ من المواد المتفجرة الذي جعل صندوقها الخلفي يرتطم في الارض الامر الذي حال دون نقلها وبقيت في الجرود الى ان تم احضار سيارة مرسيدس 600 شبح لون اسود حيث تم نقل نصف الكمية التي كانت موجودة في سيارة «البونتياك» ووضعت المواد المتفجرة في ابواب السيارة وفي «التابلو» بمشاركته مع «ابو عبد الله العاراقي» سامي الاطرش «نسر عرسال» على ان يتم تفجيرها بواسطة هاتف خليوي لكنها بقيت في منطقة الزمراني بعدما انتشار الخبر في عرسال.

اما العملية الابرز التي شارك فيها هي تفجير مقر اجتماع علماء القلمون وهذه العملية حدثت بعد توقيف الجيش اللبناني لخاله وانتقال مجموعته الى الجرود وتسلم قيادتها «ابو عمر اليبرودي» وانضم اليها ومهمتها القيام باعمال التصفية وتفخيخ السيارات والدراجات النارية التي كان «ابو فراس» المتخصص بتفخيخها في خيمته الكائنة بالقرب من طريق المصيدة حيث كان في ذلك الوقت قد فخخ حوالى الـ 10 دراجات وبعد ان تقرر استهداف هيئة علماء القلمون.

وبهدف الاستطلاع قام مع اليبرودي بالسؤال عن تاريخ الاجتماع بحجة عقد قران وفي اليوم التالي توجه «ابو فراس» الى المكان ومعه الدراجة المفخخة وركنها امام المكتب ومن ثم عمل على تفجيرها وكان هدفها الاساس اغتيال رئيس الهيئة وفي اليوم التالي قاموا باستهداف دورية للجيش اللبناني على طريق المصيدة بعدما تمت مراقبة المكان وتوجه «كهروب» مع «اليبرودي» و«ابو فراس» الذي وضع الدراجة وغادروا المكان في حين توجه الاخير الى خيمته القريبة من طريق المصيدة منتظراً عودة ملالة الجيش وقام بالعملية التي اصيب بها عدد من العسكريين والمدنيين.