Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر July 8, 2017
A A A
الجماعات التكفيرية تسقط التسوية بتوجيهات اقليمية
الكاتب: ياسر الحريري - الديار

يمشي لبنان بين النقاط والالغام في الازمة السعودية – القطرية، ويحاول ابعاد نفسه او استخدام سياسة «النأي بالنفس» عن الخلافات الخليجية، التي تتجاوز في حقيقتها وجوهرها قطر والسعودية، الى دول اخرى، مما ادى الى انقسام خليجي، واضح بين الدول الاربع الفارضة الحصار على الشعب القطري، لكن لبنان في هذه الاثناء اوصل موقفه وطلب من الخليجيين تفهم وضعه السياسي والطائفي الحساس، وتفهم الانقسام اللبناني- اللبناني- حول مختلف الملفات الاقليمية، منها الازمة السعودية ـ القطرية، فالواضح ان مختلف القوى السياسية عممت على قيادييها ومحازبييها، وفق المعلومات والمعطيات،ان تبتعد عن الحديث عن الازمة الخليجية التي يمر بها مجلس التعاون الخليجي، فلبنان تلقى مساعدات هامة من كل من السعودية وقطر، كما من دول عربية اخرى كالامارات العربية المتحدة اضافة الى وجود عشرات الالف اللبنانيين في مختلف الدول الخليجية.

لكن الاهم في رؤية مختلف القوى والاحزاب في 8 و14 اذار، في مجالسهم وفي الحديث معهم خلال كل الفترة الماضية، ان صح التعبير في هذه التسمية، ان هذه الرؤية متفقة على ان الادارة الاميركية هي من افتعلت الازمة بين العواصم الخليجية وتحديداً بين الرياض والدوحة، الا ان ما يجري، وبحسب مصادر ديبلوماسية عربية، ان السعودية استعجلت في فرض الحصار والعقوبات على دولة قطر، لأن هذه العقوبات او الحصار، لم يقدم ولن يؤخر في الازمة لمصلحة دول الحصار الاربع، رغم الخلاف على النظرة الى «الاخوان المسلمين»، الذين باتوا اليوم وفق نظر مصر والسعودية والبحرين جماعة ارهابية، بعد ان كانوا جزءاً هاماً من المجتمع السياسي البحريني والسعودي والمصري. بل كانت السعودية الملاذ الآمن لـ«الاخوان المسلمين» في مرحلة ماضية ضد عبد الناصر وهي من مولتهم وقدمت الخدمات والمكان الآمن، لقيادات «الاخوان» في وجه حكومات، اضافة الى تأييد نظام الرئيس عمر البشير الذي هو صلب «الاخوان المسلمين»، كذلك انظمة وجماعات عربية واسلامية.

المصادر الديبلوماسية تؤكد ان لبنان استطاع افهام موقفه للجميع بأن يبقوه على «الحياد الايجابي»، نظرية الرحل كمال جنبلاط، اذ يكفيه ازمات وانقسامات داخلية، وكذلك من الملفات الاقليمية. ما تزيده اتقسامات، تؤثر في نسيجه الوطني الذي هو بالاساس، «مضروب على رأسه» ويمكن هزّه بأي محطة سياسية او امنية، كما جرى ويجري اليوم في قضية النازحين السوريين.

اما الاخطر على لبنان، فهو الجماعات التكفيرية المسلحة الممولة من شخصيات خليجية او من عواصم او محسوبة على عواصم، تضيف المصادر، وهي تمارس الخلافات السياسية الاقليمية فيما بينها اشتباكات واقتتال كما يجري في بعض مناطق سوريا، ومما قد ينعكس على لبنان، خصوصاً في عرسال وجرودها، واعاقة التسوية التي كانت تجري للحل في عرسال والجرود، وهذه الاعاقة ذات طبيعية اقليمية وتعكس الخلاف السعودي ـ القطري، اذ بات من المعلوم ان الرياض تغذي جماعات تكفيرية معينة وكذلك قطر لها علاقاتها المالية والسياسية مع جماعات اخرى، وكل هذه الجماعات كما تتحرك في سوريا تتحرك في الاراضي اللبنانية، او على الحددود اللبنانية – السورية، وكانت عملية الجيش اللبناني الاخيرة في مخيمات النازحين السوريين، خير دليل على طبيعة هذه المخيمات، والتي كانت في الاساس محل خلافات وتباينات لبنانية، طائفية ومذهبية، الى ان اصبحت المرحلة اليوم تشكل ازمة، على الفريق السياسي، الذي عمد الى التجارة بالنازحين واستفاد ماديا ومالياً وسياسياً من هؤلاء النازحين، حتى باتت مخيماتهم امكنة آمنة لجماعات تكفيرية. وفي اول مواجهة وعمليات دهم لمثل هذه المخيمات عمد 4 انتحاريون الى تفجير انفسهم بقوى الجيش اللبناني. عدا التوقيفات لبعض الاشخاص الخطرين بالتعاون مع القوى الفلسطينية في مخيمات اللاجئين الفلسطيين، في مختلف مخيمات لبنان من الجنوب الى بيروت الى الشمال.

انعكاس الازمة السعودية ـ القطرية على لبنان ، يمكن ان يكون من باب الجماعات التكفيرية، من هنا فإن الحكومة اللبنانية وفق المصادر مدعوة لمواجهة هذا الاستحقاق ان حصل، والانتباه الى الخلايا النائمة الموزعة في المناطق، في حال الحسم العسكري اللبناي. وعدم الانجرار وراء الخطاب الطائفي والمذهبي، في هذه المحطة الوطنية التي يجب ان يقف الجميع خلف وامام الجيش اللبناني.