Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 18, 2017
A A A
من هو الارهابي خالد السيد؟ من يغطيه؟ لمصلحة من؟
الكاتب: ميشال نصر - الديار

لا شك في ان القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، وبإعتراف الكثيرين في الداخل والخارج قد نجحت في تثبيت الاستقرار الامني بقبضة من حديد، مع نجاح الحرب الاستباقية في توجيه ضربات موجعة الى المجموعات الارهابية، من جبهة فتح الشام الى داعش وما بينهما من فصائل، ممسكا زمام المبادرة على الجهات الشرقية والشمالية كما على الجبهة الداخلية، في محيط يغلي حيث الكلمة ما زالت لتلك الجماعات ولقوانين النار والبارود التي فرضتها.

فالوقائع تبين بما لا يرقى اليه شك ان الاجهزة المعنية لم تعد منذ سنوات في موقع الدفاع، بل انتقلت الى موقع المبادر والمهاجم في مواجهتها للارهاب، ساهم في بلوغها هذا المستوى المتقدم أكثر من عامل، أهمّها التنسيق الدائم والثابت بين الاجهزة وتبادل المعلومات فيما بينها من دون انقطاع. كذلك من التقاء اركان المجتمع الدولي على ضرورة دعمها لوجستيا، لا سيما منها الجيش اللبناني، لادراكهم ان انتكاسة على هذا الصعيد قد تُسقط الاستقرار في لبنان وتحوّل شواطئه الى منطلق لموجات نزوح الى أوروبا، من هنا كم المساعدات التقنية والتدريبية الكبير، والتي بلغت نسبا غير مسبوقة، بهدف تطويرها ومساندتها، ورفع نسبة التعاون معها، ما رفع من مستوى وخبرة افرادها، فضلا عن «الداتا» الكبيرة التي باتت موجودة لديها، ما سمح لها باختراق اكثر من ساحة ليس اهمها مخيم عين الحلوة الحاضن لخليط من الارهابيين من مختلف الانتماءات والجنسيات، على ما يبدي المسؤولون الغربيون من مواقف خلال زياراتهم للبنان.

عين الحلوة الذي عاد الى الواجهة من جديد من بوابة حماس هذه المرة، واحد اخطر المطلوبين الذين تبين انه يرأس شبكة ارهابية خطرة لها امتداداتها نحو الخارج كان يسعى لاقامة امارة اسلامية في لبنان، الا ان جهود الامن العام نجحت في تفكيكها والقبض على افرادها.
وتكشف المصادر ان خالد السيد، الذي تبحث عنه الاجهزة الامنية، هو اسم جديد طارئ على لائحة المطلوبين لا توجد اي معلومات عنه او صور تحدد هويته، رغم الكلام الكثير الذي قيل عن انتقاله من حطين الى حي السميرية في المخيم ويُلازم منزلا يتوارى فيه وهو قليل الحركة خلال النهار، وانه يلقى التغطية من الارهابي هلال هلال وبلال العرقوب واولاده، وان عمليات البحث والتحريات جارية لتحديد كامل التفاصيل المتعلقة به وللتأكد من صحة وجود ارهابي بهذا الاسم، او ما اذا كان احد الامراء في المخيم يستعمل هذا الاسم كغطاء.
وتتابع المصادر ان القوى الاسلامية لا تبدو حتى الساعة متعاونة بدرجة كافية مع الاجهزة اللبنانية، إذ أنكرت منذ اليوم الاول وجود هذا الشخص داخل المخيم او امتلاكها اي معلومات عن ارهابي بهذا الاسم، مؤكدة انها اجرت اتصالات مع الجماعات المتطرفة الموجودة داخل المخيم والتي نكرت بدورها ايواء هذا الشخص، رغم ان معطيات التحقيقات الاولية مع افراد الشبكة تؤكد بشكل جازم ان الرأس المدبر موجود في المخيم وان قاعدة الخلية اللوجستية هي في عين الحلوة.

من جهة اخرى طمأنت المصادر الى ان الوضع في المخيم حتى الآن مضبوط وممسوك وان لا حركة غير عادية داخله رغم كل ما يسرب في الاعلام، وان يقظة الاجهزة الامنية والعسكرية وجهوزيتها بلغت حدها الاقصى على مدار الساعة، كاشفة انه ورغم كل ما ينشر عن توقيف لشبكات ارهابية فان ذلك لا يعني ان الامن متفلت وان تظل نسبة حدوث اختراق ما ممكنة.

من جهتها اشارت مصادر فلسطينية الى انه منذ الاعلان عن الشبكة وعلاقة السيد بها، يشهد مخيم عين الحلوة توترات أمنية يومية، مشيرة الى أن الشكوك تدور حول شخص معروف لدى القوى الاسلامية بالحج خالد، وهو متوار في حي الصفصاف وحزامه الناسف لا يفارقه، لافتة الى أن دخول الجيش والقوى الامنية الى المخيم لاعتقاله يحتاج الى قرار سياسي، رغم أن الاطاحة به  ممكنة من خلال رفع الغطاء الفلسطيني عنه وتعاون الاجهزة الامنية الفلسطينية واللبنانية للقبض عليه، كما حصل في عملية اعتقال أمير «داعش» في المخيم عماد ياسين، مبدية تخوفها من تفاقم الاوضاع في المخيم والدخول في صراعات مسلحة غير مضبوطة مع الارهابيين الذين يؤمنون له الحماية، ما قد يؤدي الى تكرار سيناريو الارهابي بلال بدر، في حال قامت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة باي عمل لتوقيفه.