Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر June 2, 2017
A A A
التكفيريون في جرود عرسال يعيشون وضعاً صعباً
الكاتب: خالد عرار - الديار

كثرت التساؤلات حول هجوم «داعش» على «سرايا اهل الشام» الاخير، وجرى تداول معلومات ان هدف الهجوم لتصفية ابرز قيادييها، وعرف منهم القيادي الموجود في وادي حميد، السوري الملقب «بالعمدة» وهو ناشط على خط التفاوض من اجل ايجاد تسوية من شأنها ان تعيد اهالي القلمون المقيمين في مخيمات النزوح في عرسال وجرودها الى قراهم.

وطرحت فصائل المسلحين التكفيريين في منطقة عرسال علامات استفهام عديدة، في حين ان المسؤولين عن المتابعة الامنية لدى هذه الفصائل تساءلوا عن كيفية تمكن مسلحي «داعش» من تخطي منطقة تسيطر عليها «جبهة النصرة» عسكرياً – امنيا بشكل محكم وخصوصاً في ساعات الليل، حيث درجت هذه الجهة على نصب العديد من الكمائن، وبالرغم من ذلك استطاع «داعش» الوصول بهجومه الى داخل وادي حميد وحتى الملاهي التي تعتبر معقل «سرايا اهل الشام»، وخاضت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات طويلة، تكبد فيها «داعش» خسائر كبيرة جداً تفوق خسائر «سرايا اهل الشام»، واضطرت «جبهة النصرة» للمشاركة في هذه الاشتباكات منعاً لانكشاف دورها في التواطؤ الامني مع «داعش»، وحكي عن اتفاقات سرية بين الطرفين، اولها عرقلة ملف التفاوض الذي يجريه قياديو «سرايا اهل الشام».

واشارت مصادر متابعة الى ان هجوم «داعش» على اكثر من محور باتجاه الملاهي وبشكل سريع، كاد ان يقترب من الحواجز التي يقيمها الجيش اللبناني والفاصلة بين الملاهي وعرسال، وفي ضوء هذه التطورات فتحت المدفعية التابعة للجيش اللبناني نيرانها الكثيفة التي استهدفت مجموعات «داعش» ومواقعها المتقدمة، وحققت في صفوف المسلحين خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً، واستطاع ابعاد الخطر عن العسكريين اللبنانيين الموجودين على الحواجز المتاخمة لجرود عرسال.

من جهة اخرى، رجحت مصادر سياسية تابعت تفاصيل المعركة، ان هجوم «داعش» على «سرايا اهل الشام» في جرود عرسال، كان انعكاساً طبيعياً للازمة التي انفجرت بعد مؤتمر الرئيس الاميركي والملك السعودي والذي حضره العديد من رؤساء الدول الاسلامية، والذي انعقد في الرياض، بين قطر والرياض، وسوق الاتهامات المتبادلة لبعضهما بعضاً، ورجحت هذه المصادر ايضاً، ان تتكرر ظاهرة الاقتتال فيما بين المسلحين التكفيريين في كافة المناطق التي يوجدون فيها بشكل مشترك.

وتؤكد المصادر ان المسلحين التكفيريين في جرود عرسال ومحيطها باتوا يعيشون وضعاً في غاية الصعوبة، بسبب التناقض السريع في قدراتهم العسكرية والبشرية منها والتسليحية، وطالبت المصادر بمراقبة المؤن التي ترسل الى مخيمات النزوح في عرسال، لانها ترسل بغالبيتها الى المسلحين، بعد الاطباق الكامل على الغوطة الشرقية من قبل الجيش السوري وحلفائه، وكل الطرق المؤدية الى البادية السورية، والذي قابله اطباق شديد من قبل الجيش اللبناني بعد انتشاره على السلسلة الشرقية بعدما اخلى حزب الله مواقعه فيها.

وطالبت المصادر السياسية الحكومة اللبنانية بتوفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني الذي انجز استعداداته لاجتثاث هؤلاء المسلحين التكفيريين من جرود عرسال.