Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر May 16, 2017
A A A
كاتبة أميركية: خارطة سوريا ستُقسّم… وللبنان دور

تناولت الكاتبة إريكا سولومون في صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية المخاطر التي ينطوي عليها اتفاق إنشاء مناطق تخفيف التصعيد الأربعة في سوريا. و قد أبدت خوفها من أن تؤدي هذه الخطوة التي توسطت روسيا وتركيا وإيران للتوصل إليها إلى صراع دولي شرس على النفوذ، بحسب ما نقلت عن معارضين وديبلوماسيين إقليميين وغربيين. ففي تقريرها، حذّرت من تحوّل المجموعات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى القتال في بينها خدمةً لمصالحهما الاستراتيجية، إذ نقلت عن ديبلوماسي إقليمي قوله: “سوريا بعد أستانة ليست كما قبلها. وسواء أتحوّل هذا الاتفاق إلى خريطة لتقسيم سوريا أو لتقاسم النفوذ، فإنّنا نشهد اليوم سباقاً على الحصة الأكبر”.

أمّا عن الاتفاق الذي يقضي بتجميد القتال في أجزاء من محافظتي حمص وحماه والمناطق الجنوبية والشرقية، فأوضحت أنّ الشرق الغني بالحقول النفطية والأراضي الزراعية يضطلع بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى القوى العالمية، لسيتمتع الفائز بقوة وصل طريق إيران الاستراتيجية التي تمر بسوريا والعراق وصولاً إلى “حزب الله” في لبنان أو قطعها. في هذا الإطار، كشفت الكاتبة عن احتمال نشر قوات أردنية على المنطقة الاَمنة الجنوبية قد تؤدي إلى إنشاء منطقة آمنة مدعومة أميركياً أو إلى انتشار قوات مدعومة إيرانياً على عتبة إسرائيل.

إلى ذلك، نقلت الكاتبة عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إنّ الروس مستعدون لإبرام اتفاق مع واشنطن، بينما اعتبر اَخرون أنّ روسيا تسعى إلى عرقلة تقدّم القوات المدعومة أميركياً في شرق سوريا وترك ما تبقى من الأراضي للنظام وحلفائه. فمن جهتهم، رأى ديبلوماسيون إقليميون أنّ موسكو عالقة بين عدائها مع طهران على الدور الأبرز في سوريا وإدراكها أنّها قوة محورية في هذه الحرب. في هذا السياق، تخوّف مسؤول خليجي من تكرار سيناريو كردستان العراق في سوريا، حيث لا تبسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي. في ما يتعلّق بالهدف المرجو تحقيقه فور إنشاء منطقة آمنة جنوبية تنشر فيها قوات أردنية، فاعتبر ديبلوماسيون غربيون أنّه يتمثّل بقطع الطريق أمام تقدم عناصر “داعش” من معقليه في العراق وشرق سوريا باتجاه الأردن. في المقابل، رأت المعارضة أنّ الهدف يتمثّل بسيطرة واشنطن على شرق سوريا لقطع الطريق أمام إيران وبالتالي إلى لبنان.

ختاماً، حذّرت سولومون من خطورة التحركات الأجنبية على طول حدود سوريا الجنوبية والشرقية، وذلك في أعقاب إجراء إسرائيل تدريبات على طول حدودها معها وانتقال مقاتلين عراقيين مدعومين إيرانياً إلى المنطقة المذكورة، واتهام النظام واشنطن ولندن بنشر قوات شرق البلاد إلى جانب المعارضة.