Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 12, 2017
A A A
الزيارات الأولى لوزراء الخارجية الأميركيين إلى روسيا
الكاتب: تاس

ريكس تيلرسون تاسع وزير خارجية أميركي يزور موسكو منذ قيام الدولة الروسية الحديثة. وكالعادة كان أسلاف تيلرسون يزورون العاصمة الروسية خلال الأشهر بعد تعيينهم في هذا المنصب.

جيمس بيكر (1989 – 1990، إدارة جورج بوش الأب)
كان جيمس بيكر أول وزير خارجية أميركي زار روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وخلال لقائه مع بيكر، 28 كانون الثاني 1992 ، أطلعه نظيره الروسي أندريه كوزيريف على سير الإصلاحات الاقتصادية في روسيا، كما بحث الوزيران مسألة تنامي عدد الدول التي تملك الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقضية حظر انتشار هذه الأسلحة، إضافة إلى تنسيقهما اللقاء الأول بين الرئيسين الروسي بوريس يلتسين والأميركي جورج بوش (الأب) في كمب ديفيد، القمة التي ستضع حدا رسميا للمواجهة بين المعسكرين “الشرقي” و”الغربي”.

لورنس إيغلبيرغر (1992 – 1993، إدارة جورج بوش الأب)
وصل لورنس إيغلبيرغر إلى روسيا في 2.01.1993، بعد 25 يوما من توليه منصبه، ليشارك في المحادثات بين بوريس يلتسين وجورج بوش الأب، كما حضر مراسم توقيع المعاهدة الروسية الأميركية حول الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، والتي توصل وزيرا خارجية البلدين إلى الاتفاق على صياغتها في جنيف في أواخر 1992.

وورن كريستوفر (1993 -1997، إدارة بيل كلينتون)
قام وورن كريستوفر بأول زيارة له إلى روسيا في 4 و 5 ايار 1993، بعد 104 أيام من توليه وزارة الخارجية. وركزت محادثاته في موسكو على النزاع المسلح في أراضي يوغوسلافيا السابقة وبحث خطة التسوية السلمية له. وفي ختام اللقاء أعلن الجانب الروسي لأول مرة أنه لن يصر على حل الأزمة بطرق سلمية حصرا، معربا عن استعداده لإرسال قوات لخوض عملية لحفظ السلام، إذا لزم الأمر. كما أكدت القيادة الروسية أن موسكو لن تدخل في مواجهة مع الولايات المتحدة في حال رفض الصرب في البوسنة توقيع خطة السلام. وفي 10 نيسان 1994 نفذت طائرات الناتو أول غارات لها على مواقع الصرب في البوسنة والهرسك.

مادلين أولبرايت (1997 – 2001، إدارة بيل كلينتون)
مادلين أولبرايت، إحدى أنصار تعزيز دور واشنطن في الناتو، وصلت إلى روسيا في 20 و 21 شباط 1997، بعد أقل من شهر من تعيينها من منصب وزير الخارجية. والقت أولبرايت في موسكو مع الرئيس الروسي بوريس يلتسين ورئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين، ووزير الخارجية يفغيني بريماكوف. وركزت المحادثات على مسألة انضمام هنغاريا والتشيك وبولندا إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي كان يثير قلق القيادة الروسية. وحاولت الوزيرة الأميركية إقناع موسكو بأن توسيع الناتو “شيء إيجابي”. ونتجت عن المباحثات توقيع الطرفين، في أيار 1997، على “الوثيقة التأسيسية” التي أكد الناتو وروسيا فيها أنهما لا ينظر بعضهما إلى بعض كعدوين وينشئان آلية للتشاور والتنسيق واتخاذ خطوات مشتركة”.

كولين باويل (2001 – 2005، إدارة جورج بوش الابن)
زار كولين باويل روسيا في 9 و 10 كانون الأول 2001، بعد 322 يوما من توليه وزارة الخارجية الأميركية. وجرت محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي إيفانوف على خلفية إعلان واشنطن “الحرب على الإرهاب في العالم”، على إثر أحداث 11 ايلول والحملة العسكرية الأميركية في أفغانستان. وهذا ما جعل اللقاء مركزا على قضايا التعاون الثنائي في محاربة الإرهاب وتطور حملة واشنطن في أفغانستان، ونقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى هناك عبر الأراضي الروسية. كما تطرق الجانبان إلى مسألة التوافق الروسي الأميركي حول الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، وآفاق إلغاء تشريعات أمريكية تربط العلاقات التجارية بين البلدين بمسألة “حرية الهجرة”، ومنح روسيا العضوية في منظمة التجارة العالمية (التي أصبحت روسيا عضوا فيها في العام 2012).

كوندوليزا رايس (2005 – 2009، إدارة جورج بوش الابن)
تولت كوندوليزا رايس وزارة الخارجية الأمريكية في 26 كانون الثاني 2005 وقامت بأول زيارة لها إلى روسيا في 19.04.2005. وفي موسكو أجرت رايس محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين. وبحث الطرفان الوضع في قرغيزيا بعد “ثورة السوسن” (التي أطاحت بحكم الرئيس عسكر أكاييف)، وتوريدات الأسلحة الروسية إلى فنزويلا (الأمر الذي كان يثير قلق واشنطن). كما قامت رايس بالتنسيق مع الجانب الروسي بشأن موعد زيارة الرئيس جورج بوش الابن إلى روسيا (حيث شارك في الاحتفالات بالذكرى الـ60 للنصر في الحرب على ألمانيا النازية).

هيلاري كلينتون (2009 – 2013، إدارة باراك أوباما)
وصلت هيلاري كلينتون إلى موسكو في أول زيارة لها لروسيا بصفتها وزيرة للخارجية الأميركية في 13 تشرين الأول 2009، في اليوم الـ265 على تعيينها في هذا المنصب. وجرت زيارتها على خلفية عملية “إعادة تشغيل” العلاقات بين البلدين، والتي بادر إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتناولت المحادثات بين كلينتون ولافروف إنشاء منظومة جديدة مضادة للصواريخ، مع نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. وسابقا أصرت موسكو على تقديم ضمانات لعدم توجيه هذه المنظومة ضد روسيا. وأعلنت كلينتون أن الولايات المتحدة تنوي أخذ الموقف الروسي في الحسبان، لكنها لا تخطط لعقد اتفاقية ملزمة قانونيا حول “الدرع الصاروخية”. أما في موضوع تشديد العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي، فقررت روسيا دعم العقوبات الأميركية في حال فشل الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل المشكلة. كما بحث الجانبان الاتفاقية الثنائية الجديدة حول الأسلحة الاستراتيجية الهجومية.

جون كيري (2013 – 2017، إدارة باراك أوباما)
قام جون كيري بأول زيارة له إلى موسكو في 7 و 8 ايار 2013، بعد مرور 95 يوما على تعيينه وزيرا للخارجية. وكان أحد أهداف الزيارة إعداد لقاء بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما المقرر له في حزيران من العام نفسه. كما بحث الوزيران الوضع في سوريا، والملف النووي الإيراني وتبعات العملية الأميركية في أفغانستان. كما بحث الوزيران إتلاف الذخائر النووية والأسلحة الكيميائية الروسية. وكان من أبرز نتائج الزيارة القرار بعقد مؤتمر دولي حول سوريا، بسبب فشل المحاولات السابقة لتسوية الأزمة السورية. وجرت الجولة الجديدة من المباحثات السورية في جنيف في 22 كانون الثاني 2014 ، وأطلق عليها “جنيف-2”.