Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر April 10, 2017
A A A
” ماذا قدمتِ تغيرين ؟ “
الكاتب: عبدالله الجُعيد
  على بعد مسافة الساعةِ و النصف التي تفصل زغرتا عن إشارة جسر سليم سلام عند تقاطع طريق الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت ، و على متن سياسةٍ خضراء شبيهة بعروبة الجامعة ، تستكمل يوم غد الثلاثاء عضو المكتب السياسي في “تيار المردة” فيرا يمين مهمتها الحزبية-الوطنية المتمثلة باستقطاب الشباب الذين عبرهم فقط يبدأ التغيير ، لكي تعلن في ندوة نظمها نادي ” my club” لطلاب المرده في الجامعة اللبنانية الدولية بيروت .

يمين التي في حديثٍ أخير لها على قناة الجديد قالت أن ” الثلاثي فيليمون وهبي ، الرحابنة و فيروز هم لبنان ” بالمعنى الإبداعي الجمالي لن تدخل الجامعة من بابها السياسي البحت ، بل لابد من أن يدخل فكرها الثقافي إلى نفسِ منتسبي النادي .

لكن ، تجدر الإشارة هنا إلى أن مسابقة للكتابة و الشعر تم الإعلان عنها في الجامعة منذ سنة  ، لم تجرى نسبةً لتدني عدد المتقدمين للإشتراك فيها بشكل شبه معدوم .. فهل هنالك ما يكفي من أمل ؟

لابد من أن فرض القراءة على الطلاب على شكل واجب جامعي هو الحل النهائي الذي فيه رأت المحاضرة في مادتي “قوانين واخلاقيات الاعلام، والحضارة الغربية الاوروبية” حياة حريري حلاً لأزمة الحضيض الثقافي المنتشر بين زوايا صفوفها ، إذ إن جهل طالبة في قسم الصحافة لما يحد وطنها شمالا و جنوبا ، لابد يستوجب عليها أقله ، أن تفرض عليهم قراءة التاريخ و الجغرافيا .

أزمة الطلاب هذه لا تقتصر على الثقافة العامة أو الحقل العام ، هي أصلا لا تقتصر على ذات مكانها . إنها جمر امتداد لما يحمله مجتمع الشاشات الذكية ،
من تردٍ ثقافي يشمل مباني الجامعات كلها بقاطنيها ،
و يخرج نماذجاً تعمل بعد تخرجها بحقول عمل أخرى.

هذا الإنفصام الناتج عن فوضاه ، هو ذاته الذي في وقفة لاستشهاد باسل الأعرج أمام الجامعة صُرخَ فيها “تحيا سوريا” ، هو نفسه الذي في استطلاع رأي سريع لا يريد أحدا من رموز السلطة ، و هو ذاته الذي يصرخ غضبا دفاعا عن أحدهم في نقاش ..

هذا الإنفصام الناتج عن فوضاه ، هو ذاته الذي يعتبر أن تقصيرا معينا يقع على رؤساء الطلاب لا عليهم فقط ،
هو ذاته الذي يعرف أنه ليس لديه الحق في انتخابات طلابية ، هو ذاته أيضا صامت ، رغم علمه
أن شيئا ما يستوجب تغييرا ، كي لا نقول ثورة!

السؤال يبقى بعد الشرح إلى عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمين : ماذا قدمتِ تغيرين ؟