Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر April 5, 2017
A A A
إصابات الملاعب للعام 2017… خطرة ومقزّزة
الكاتب: البناء

إصابات الملاعب للعام 2017… خطرة ومقزّزة، فهل يتدخّل الفيفا لوقف المجازر بحقّ النجوم؟
*

تعدّدت الإصابات المخيفة في ملاعب كرة القدم، تحديداً منذ انطلاق عام 2017، ما لفت الانتباه إلى أنّ هناك خطراً داهماً أصبح يحيق بالساحرة المستديرة من الممكن أن يفقدها شعبيّتها وحبّ الجماهير لها.

فمنذ أكثر من شهرين تعرّض رايان ماسون لاعب هال سيتي لإصابة مرعبة بسبب تدخّل متهوّر من غاري كاهيل مدافع تشيلسي، تدخّل كاد يفقد اللاعب الإنكليزي حياته بعد أن أصابه بارتجاج عنيف في المخّ وكسر في الجمجمة أدّى لخضوعه لجراحة في مستشفى بالعاصمة البريطانيّة لندن.

تكرّرت مشاهد الإصابات الصعبة مرة أخرى، وتحديداً في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي عندما تعرّض هاري كين هدّاف توتنهام والمنتخب الإنكليزي لعرقلة عنيفة من مدافع ميلوال جاك كوبر بعد انطلاق مباراة الفريقين على ملعب «وايت هارت لين»، ما أدّى إلى خروج مبكر لثاني هدّافي الدوري الإنكليزي بعد سبع دقائق فقط من انطلاق المباراة.

واستمرّت المشاهد القاسية في ملاعب كرة القدم، وتكرّر سقوط اللاعبين ضحايا التدخّلات المتهوّرة والخشونة المبالغ فيها تحت غطاء التفاني في أداء الواجب الدفاعي، أو تنفيذاً لما يسمّى باللعب الرجولي، والذي تخطّى حاجز المسموح أو المتوقّع في أيّ منافسة رياضية، وبدت المأساة في ذروتها عندما انزلق لاعب المنتخب الويلزي ومدافع أستون فيلا نيل تايلور بقوة مبالغ فيها باتجاه سيمون كوليمان قائد منتخب جمهورية أيرلندا في مواجهة الفريقين ضمن منافسات المجموعة الرابعة من تصفيات كأس العالم، لينتج عن الاندفاع المتهوّر لنيل إصابة مروّعة صدمت كلّ من كان في الملعب، بل وجميع من شاهد اللقاء عبر شاشات التلفاز، وخلّفت غضباً بالغاً أصاب كلّ عشاق الساحرة المستديرة، حيث أصبحت تلك المشاهد الناتجة عن حماس مبالغ فيه تشوّه كرة القدم الجميلة وتحوّل الملاعب إلى ساحة للمصارعة دائماً ما يكون ضحاياها أمهر اللاعبين وأكثرهم إبداعاً وتفوّقاً في عالم اللعبة.

نترك الملاعب الإنكليزية ونتّجه إلى إسبانيا، حيث الليغا التي كانت شاهدة على أحد أعنف إصابات عام 2017 حتى الآن عندما تعرّض ظهير أيمن برشلونة أليكس فيدال البالغ من العمر 27 عاماً إلى تدخّل بالغ القسوة من مدافع ألافيس المعار من أتلتيكو مدريد ثيو هيرنانديز، ما أدّى إلى كسر مضاعف في قدم فيدال وانتهاء موسمه بشكل مأساوي، والمحزن جداً في قصة فيدال أنّ اللاعب كافح كثيراً لإقناع مدرّبه لويس إنريكي بقدراته بعد فترة طويلة قضاها حبيساً لكرسي البدلاء.

موقف أكثر صعوبة عاشته الجماهير الإسبانية عندما تعرّض فيرناندو توريس مهاجم أتلتيكو مدريد إلى خطر الموت عقب بلع لسانه بسبب اجتياح عنيف جداً من أليخاندرو أريباس مدافع ديبورتيفو لاكرونيا في إحدى مباريات الدوري الإسباني، وهو ما جعل الجميع يشعر أنّ كرة القدم بدت وكأنّها أصبحت أكثر عنفاً وخطراً من ألعاب جماعيّة معروفة بشراستها مثل الركبي أو كرة القدم الأميركيّة.

الفيفا يتدخّل
نظراً لعنف الإصابات وما تسبّبت فيه من تأثير سلبي على متعة كرة القدم وعلى شعبيّتها، قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أن يفتح تحقيقاً منفصلاً وعاجلاً في التدخّل المرعب لتيلور مدافع ويلز على الأيرلندي كوليمان، وذلك بحسب ما نقلته الـ بي بي سي ، وهو ما يعني بأنّ الفيفا بدأ يعي أنّ هذا النوع من العنف داخل المستطيل الأخضر يجب أن يواجه بقرارات صارمة واستثنائيّة لإيقافه، إذ أنّ تايلور كان قد عوقب خلال المباراة بنَيل بطاقة حمراء توضّح أنّها غير كافية أبداً.

تاريخياً، يتذكّر الكثيرون التعديل الذي حدث في قانون كرة القدم جرّاء إصابة مهاجم ميلان الشهير الهولندي ماركو فان باستن، عندما تسبّب تدخّل عنيف من الخلف في قطع وتر أخيل للّاعب، وهي إصابة أدّت إلى اعتزاله كرة القدم، ما جعل الحكّام عقب ذلك يشهرون البطاقات الحمراء في وجه أيّ لاعب يقوم بالعرقلة من الخلف.

فهل ستنبئ الأيام القادمة عن تعديل قانوني من الفيفا يعيد به الانضباط إلى ملاعب كرة القدم، ويخفّف من الأذى البالغ للإصابات الناتجة عن تدخّلات دفاعية خارجة عن الإطار الكروي؟