Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 7, 2017
A A A
من يعش اطول السيدات ام الرجال؟


سألته زوجته مؤخراً: “لماذا تفترض أنك سوف تموت قبلي؟” تفاجأ لسؤالها المباغت. ولكنه في حقيقة الأمر كان قد استقر في ذهنه هذا الافتراض. لذا، بادر بالإجابة، كمن يقرّ بأمر واقع قدر استطاعته، فقال في كلمة واحدة: “الإحصاءات”.
هكذا استهل روبرت شميرلينغ، رئيس تحرير مدونة كلية الطب بجامعة “هارفارد”، مقاله الذي تم نشره في موقع “دورية هارفارد الطبية”.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل نسبة الرجال إلى النساء (التي تكاد تكون متعادلة تقريباً في مرحلة الشباب) تبدأ في الارتفاع لصالح المرأة بمرور الوقت. ومن بين أقوى الأسباب هو أن الرجال يميلون إلى:
1) تحمل مخاطر أكبر
يبدو أن جزءاً من هذا السبب هو “المصير البيولوجي”، حيث إن الفص الأمامي من المخ هو الجزء الذي يسيطر على مسائل الحكم على الأمور والنظر في عواقب أية تصرفات، يتطور ببطء أكثر في الأولاد و الشبان من نظرائهم من الإناث. وهذا من شأنه أن يساهم في حقيقة أن عدداً أكبر من الفتيان والرجال يموتون في حوادث أو بسبب العنف مقارنة بالفتيات والنساء.
ومن الأمثلة على ذلك حوادث ركوب الدراجات النارية وقيادة السيارات في حالة سكر، وحوادث القتل في مشاجرات.
2) لديهم وظائف أكثر خطورة
عدد الرجال يفوق عدد النساء في بعض من أخطر المهن، بما في ذلك المعارك العسكرية وإطفاء الحرائق والعمل في مواقع البناء.
3) يموتون من أمراض القلب
في الواقع، فإن 50% من الرجال أكثر عرضة من النساء للوفاة بسبب أمراض القلب. حقيقة أن الرجال لديهم انخفاض في مستويات هرمون الإستروجين أكثر من النساء، مما قد يكون جزءاً من السبب. لكن #المخاطر_الطبية، مثل سوء التعامل مع ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكوليسترول غير المواتية، يمكن أن تسهم في ذلك أيضاً.
4) أكبر حجماً من النساء
عبر العديد من المخلوقات، بما في ذلك الحيوانات كبيرة الحجم تظهر الإحصائيات أنها تموت في عمر أقل من تلك صغيرة الحجم. على الرغم من أن حجم هذا التأثير غير مؤكد في البشر، وأنه يسبب الوفاة المبكرة للذكور.
5) الانتحار أكثر منهن
وهذا صحيح على الرغم من حقيقة أن الاكتئاب يعتبر أكثر شيوعاً بين النساء وأن النساء يرتكبن المزيد من محاولات الانتحار (غير القاتلة). ويعزو البعض ذلك إلى ميل الرجال إلى تجنب التماس العلاج من الاكتئاب، فضلاً عن المعايير الثقافية التي لا تشجع الرجال على طلب المساعدة للأمراض العقلية.
6) أقل اتصالاً بالمجتمع
الأسباب غير واضحة تماماً، لكن البيانات تشير إلى أن الناس من ذوي الاتصالات الاجتماعية الأقل والأضعف (بما في ذلك الرجال) تكون معدلات الوفاة بينهم أعلى من غيرهم.
7) تجنب الأطباء
ووفقاً لوكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة، فإن الرجال من المرجح أن يتجاهلوا الفحوصات الروتينية العادية، وهم أقل من النساء من حيث عدد مرات التردد على العيادات الطبية، وفقاً لأرقام العام السابق.

كيف يمكن مساعدتهم للحياة عمراً أطول؟
في حين أنه ليس هناك الكثير الذي يمكن عمله حيال بعض هذه العوامل، بينما يكون البعض الآخر قابلاً لتعديل نمط حياته. وعلى سبيل المثال، فنظراً إلى أن الرجال يميلون حتى الآن أكثر من النساء إلى تجنب الرعاية الطبية، وعدم اقتناعهم بذكر الأعراض التي تنتابهم (بما في ذلك الاكتئاب)، وعدم استعدادهم لأن يعرضوا أنفسهم للمتابعة المنتظمة للمشكلات الصحية المزمنة (مثل ارتفاع ضغط الدم)، فإن هذا يجعل من الممكن أن يكونوا عرضة للوفاة في سن أصغر.
ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن الكثير من الزوجات يمتن قبل أزواجهن. ولكن يكون ذلك نتيجة لعوامل خطر فردية (مثل التدخين والسكري، أو تاريخ عائلي قوي لسرطان الثدي) يمكن أن تتعارض مع الاتجاهات العامة لحياة المرأة عمراً أطول.
وربما سوف نكون أكثر نجاحاً في المستقبل في تجنب الوقاية من الوفاة المبكرة بين الرجال (والنساء)، ولأن الكثير من هذه الجهود سوف يكون لها تأثير أكبر على الرجال، فإن الفجوة بين الجنسين بين كبار السن قد تضيق في نهاية المطاف.
وحتى ذلك الحين، يختتم شميرلينغ مقاله البحثي قائلاً: “فإنني وزوجتي نبذل ما في وسعنا للبقاء في صحة جيدة. ولكن الإحصائيات لا تكذب، فمن المحتمل أن أموت أنا أولاً”.