Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 16, 2017
A A A
ما حقيقة اكتشاف كنائس في السعودية .. هل اجتمع دينان في جزيرة العرب؟
الكاتب: هافينغتون بوست

نفى عضو هيئة السياحة والآثار مشعل الراجح ما تداوله سعوديون من صور تشير إلى وجود كنائس في المملكة، مؤكداً أنه لا وجود لها على أراضي البلاد.
وفي ما يتعلق بالصور التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية، أوضح مشعل أنّ “الكنيسة التي قيل إنها تقع في جدّة، هي منزل أثري قديم يعود للشيخ محمد علي عبده، كما وثق ذلك عدد من رجال جدة الثقاة”.
والشيخ عبده كان يعمل مديرًا للكنداسة، وهي أول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة لدعم مصادر المياه العذبة، وقد توفي في أواخر خمسينات القرن الماضي.
ثم سكن بهذا المنزل مقيم إيطالي، ولعله أجرى عليه بعض التعديلات المعمارية، ما أثار هذه الأقاويل، على حدّ قول الراجح.
وكانت أمانة جدة بدأت منذ عام 2016 ترميم هذا المنزل الأثري الذي يعد -بحسب وصف الراجح- “واحداً من أهم المعالم التاريخية في المدينة”.
كما أطلقت عليه اسم “بيت أمير البحر”، وسيصبح البيت بعد الانتهاء من الترميم موقعاً للمعلومات التاريخية والتراثية في جدة، ويستطيع أي زائر أو سائح الدخول إليه للمشاهدة والاطلاع.
هذه حقيقة كنيسة الجبيل
الجدل لم يكن فقط حول ذلك المنزل الأثري في جدة؛ بل طال أيضاً موقعاً أثرياً آخر في محافظة الجبيل (شرق السعودية)، الذي وجده سعوديون بالصدفة عام 1980.
موقع للآثار العامة ذكر أن مجموعة من الشباب وخلال حفرهم في الرمال لإخراج سيارتهم العالقة، وجدوا هذه الجدران المنقوشة والأعمدة عليها صلبان وتعود للقرن الرابع الميلادي.
من جهته، أوضح رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار د. حامد الرفاعي، أنّ ما أُشيع أنها كنيسة قديمة في الجبيل، ما هي إلا غرفة منحها الملك فيصل للمسيحيين في ذاك الوقت، ولكن لم يصدر مرسوم أو تشريع أو أي قانون رسمي في المملكة العربية السعودية، يدعو بالسماح للمسيحيين بإقامة كنيسة.
لا يجتمع دينان
وفي ما يتعلق بتشييد كنائس في السعودية، أوضح الرفاعي أن العلماء يعملون بالحديث النبوي “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب”، وهذه القاعدة قائمة لدى العلماء، حسب قوله، “لكن وجود هذه الاستثناءات يشير إلى التسامح ومن باب إظهار حسن النية، بعدم معاداة الأديان الأخرى، ولكن في الوقت ذاته نؤكد أن لدى الجزيرة العربية قواعد وثقافة دينية، يجب أن يلتزموا بها”.
وذكر الرفاعي أن العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، منح المسيحيين شقةً لإقامة صلاتهم فرادى، في حين منعهم من أن يعلنوا عنها ويقيموا التجمعات، ولكنهم خالفوا الشروط، حيث إنهم عملوا على التبشير بها ونشر صلاتهم على الملأ، والدعوة إلى عقيدتهم.
لا تُهدم ولا تُنتهك
وعن الكنائس التي توجد في الخليج، ذكر الرفاعي أن “بعض الدول في أطراف الخليج كانت خاضعة للاستعمار البريطاني والبرتغالي؛ إذ إن هذه الدول أقامت الكنائس في اليمن والبحرين وعمان والكويت، وعندما تحررت لم يهدم المسلمون هذه المعابد احتراماً لها”.
وأوضح أن الدولة المسلمة المستقلة لم تنشئها، “لكنها وجدتها قد أقيمت في عهود سابقة خارج إرادتها، ولأن المعابد محترمة لديهم فلا تُهدم ولا تُنتهك لذا تُركت على حالها”.
وفي ما يتعلق بإقامة الكنائس في العالم الإسلامي، يقول الرفاعي: “هناك كنائس في القاهرة ولبنان وتركيا والكويت، مثلما هناك مساجد في روما وأميركا وبريطانيا، ولكن السعودية تقارَن بالفاتيكان من حيث الحصانة الجغرافية للدين الإسلامي”.
مجمع للأديان بالسعودية
وذكر الرفاعي أنه التقى في عام 1998 رئيس لجنة الأديان في وزارة الخارجية الأميركية توماس فارد، برفقة وفد حضر للتحاور بشأن إقامة مشروع في السعودية يسمى مجمع الأديان، يحوي جميع المعابد لجميع الأديان، ورُفض هذا المقترح.
ولكن في الوقت ذاته، عرض الرفاعي مقترحاً آخر لإقامة الكنائس داخل سفارة كل دولة؛ إذ إن السفارات أرض تابعة للدول، بحيث تدعو السفارات الجاليات الخاصة بها لإقامة صلاتهم التي تقام مرة واحدة في الأسبوع، ولا تعترض السعودية عليهم.
يشار إلى أن السعودية هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تسمح بإقامة دور عبادة غير إسلامية على أراضيها، فيما تضم الكويت والبحرين وقطر والإمارات كنائس مسيحية، علاوة على وجود معبدٍ يهودي في البحرين، وآخر هندوسي في الإمارات.