Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 12, 2017
A A A
منفذ هجوم اسطنبول… هكذا جاء وهذا تاريخه!

أعدت نيابة إسطنبول لائحة اتهام، ضد عبد القادر مشاريبوف، منفذ الهجوم الإرهابي على النادي الليلي بمنطقة “أورطه كوي” بإسطنبول، ليلة رأس السنة، تضمنت تفاصيل الهجوم، وكيفية انخراطه في تنظيمات إرهابية، وقدومه إلى تركيا.
وأشارت اللائحة التي أعدها مدعي عام مكتب الجرائم المنظمة والإرهاب في إسطنبول، كوك ألب كوجوك، إلى أن الأوزبكي مشاريبوف، غادر إلى العاصمة الروسية موسكو، بسبب خضوعه للمراقبة في بلاده بعد الاشتباه بكونه منتم لأحد التنظيمات الإرهابية، وتزوج من “زارينة نورالله يف” المتهمة بالانتماء لتنظيم “داعش” الإرهابي.
ولفتت إلى أن مشاريبوف انتقل بعد ذلك بصورة غير قانونية مع زوجته إلى أفغانستان، بهدف الانضمام لتنظيمات هناك.
وانضم مشاريبوف في أفغانستان إلى “حركة أوزبكستان الإسلامية”، وثم لـ”اتحاد الجهاد الإسلامي”، وتلقى دروساً دينية وسياسية وخضع لتدريبات عسكرية، ولعب دوراً في الهجمات ضد الجيش الباكستاني في المناطق الحدودية مع أفغانستان، كما أعلن بيعته لأمير الاتحاد في منطقة وزيرستان الباكستانية الحدودية، الملقب بـ”أبو ساير” عام 2014.
وأضافت اللائحة أن “مشاريبوف توجه إلى ولاية “وان” جنوب شرقي تركيا، في مطلع عام 2016 بصورة غير شرعية، ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة إسطنبول.
وعقب وصوله إسطنبول، تواصل عبر تطبيق “تلغرام” (للمحادثة) مع أحد مخططي هجوم الملهى الليلي “رينا”، وهو الملقب بـ”تولبار”، المطلوب للسلطات التركية حاليًا، وأقام مع كل من المخطط الآخر للهجوم الملقب بـ”يوسف” وأسرتيهما في إحدى الخلايا التابعة لتنظيم “داعش” في منطقة “قايا شهير”، لحين تنفيذه هجومه الإرهابي ليلة رأس السنة.
وأوضحت اللائحة أن مشاريبوف تلقى يوم 25 كانون الأول الماضي، أوامر بتنفيذ هجوم إرهابي ليلة رأس السنة، وذلك من أحد أعضاء “داعش”، الملقب بـ”أبو شهدا”، المقيم في إحدى مناطق الصراع في سوريا، وتم التواصل بينهما عبر “تلغرام”.
وأشارت اللائحة إلى أن مشاريبوف تواصل في ذات اليوم، مع الإرهابي الملقب بـ”رهوفا” المقيم بالرقة السورية، ومن ثم قرر تنفيذ الهجوم، ليقوم بإبلاغ “أبو شهدا” عن استعداده لتنفيذ عمله الإرهابي.
وأضافت أن مشاريبوف تواصل في 25 ديسمبر الماضي عبر “تلغرام”، مع منسق عمليات “داعش” في تركيا الملقب بـ”أبو جهاد”، وأخبره الأخير أن عضواً آخراً في التنظيم سيتواصل معه عبر التطبيق ذاته بعد يوم. والتقي مشاريبوف في اليوم التالي مع الشخص المذكور في منطقة “بشاك شهير” بإسطنبول. وأوضحت اللائحة أن مشاريبوف تلقى من الشخص الذي التقى معه تعليمات حول تنفيذ العملية ليلة 31 ديسمبر، في ساحة تقسيم وسط إسطنبول، باستخدام قنابل يدوية، وسلاح من نوع كلاشينكوف الأوتوماتيكي. واستأجر المنفذ منزلاً لمدة 3 أيام في 27 من ديسمبر، وفق تعليمات واردة من التنظيم. وفي 29 ديسمبر، جاء إلى ساحة تقسيم، واستطلع الوضع فيها والتقط بعض المشاهد بهاتفه الجوال.
وبعد يوم، تواصل مع “أبوجهاد” عبر “تلغرام”، الذي أبلغه بالتوجه إلى أحد العناوين ليستلم الأسلحة التي سيستخدمها في العملية الإرهابية.
وفي 31 كانون الاول، التقى مع أحد عضو التنظيم المقلب بـ”أبو محمد” المقيم في منطقة “قايا شهير”، وطلب منه أن يرسل له إلى منطقة “زيتون بورنو” حقيبتين بداخلهما أسلحة وذخائر، وبعدها استلم الحقيبتين. وجاء في لائحة الادعاء أنَّ ماشاريبوف، تم توقيفه بعد الهجوم مباشرة من قبل الشرطة المدنية، وتظاهر حينها بأنه جريح وأحد ضحايا الهجوم على النادي الليلي، ووجه عناصر الشرطة له سؤالاً عما جرى داخل النادي الليلي، فأجاب بأن انفجاراً وقع في الداخل، ثم تُرك بعدها يذهب في حال سبيله، وعلى بعد مسافة قصيرة غادر المكان بواسطة تكسي أجرة.
في 3 كانون الثاني، تواصل ماشاريبوف مع الإرهابي “أبو جهاد” عبر “تلغرام”، من أجل تغيير سكنه في منطقة “صفا كوي”، وأثناء عملية الانتقال إلى عنوان آخر في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول، توقفت السيارة التي كانت تقل ماشاريبوف في نقطة تفتيش للشرطة. وعلى إثر تعرف الشرطي على المهاجم الذي كان يجلس في المقعد الخلفي، قاموا بالفرار بسيارتهم، وبعد مطاردتهم، فتح الإرهابيون على الطريق السريع، النار على سيارة الشرطة من النافذة الخلفية للسيارة التي يستقلونها، وتمكنوا من الفرار. وبعد جمع فوارغ الرصاصات التي أطلقها ماشاريبوف في هجوم رأس السنة، والتدقيق بها، تبين أنها مصنوعة من الفولاذ، أي أنها رصاصات خارقة للستر الواقية والعربات غير المصفحة، ما يؤدي عند استخدامها إلى إصابة أكثر من شخص برصاصة واحدة.
وفي وقت سابق من امس السبت، قرر القضاء التركي، حبس مشاريبوف، بتهم “محاولة تقويض النظام الدستوري، والقتل العمد، وحيازة أسلحة أو شرائها”.
وتعرض نادي “رينا” الليلي في منطقة “أورطه كوي”، الذي كان مكتظًا بالمرتادين، لهجوم مسلح ليلة 31 كانون أول 2016، ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا، وإصابة 65 آخرين، حسب أرقام رسمية. وفي 16 كانون الثاني الماضي، ألقت السلطات التركية القبض على ماشاريبوف.