Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 25, 2017
A A A
لهذه الأسباب فشل المنتخب الجزائري في أمم إفريقيا 2017
الكاتب: موقع الماني

خيبة أمل كبيرة عمت الجماهير الجزائرية بعد إقصاء منتخب بلدها في الدور الأول لبطولة أمم إفريقيا. ويعود هذا الإقصاء لمجموعة من الأسباب عجلت برحيل رياض محرز ورفاقه عن البطولة بعد أن اعتُبر المنتخب من أبرز المرشحين للفوز بها.

شكل خروج المنتخب الجزائري لكرة القدم من الدور الأول لبطولة أمم إفريقيا (كان 2017) صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية والإعلامية الجزائرية. فحتى أكثر المتشائمين لم يتوقعوا إقصاء “الخضر” من البطولة مبكرا وبدون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في دور المجموعات، حيث اكتفى رياض محرز ورفاقه بالتعادل أمام منتخب زيمبابوي بهدفين لمثلهما وانهزموا أمام تونس في المباراة الثانية بهدفين لواحد قبل أن يتعادلوا أمام السنغال بهدفين لمثلهما، ليحتلوا بذلك المركز الثالث ويغادرون البطولة صفر اليدين بعدما كانوا مرشحين للظفر باللقب الثاني في تاريخهم.

وفي أول رد فعل على هذا الإقصاء المخيب للأمل قدم المدرب البلجيكي جورج لينكز استقالته من تدريب المنتخب الجزائري. وأوضح لينكز أن هذا القرار جاء نتيجة الضغوطات المفروضة على اتحاد الكرة والمنتخب بعد الخروج من الدور الأول للبطولة ، متمنيا أن يكون هذا في مصلحة الجميع. وأضاف لينكز في تصريح مقتضب لموقع الاتحاد الجزائري على الانترنت: “بسبب الضغوط على اتحاد الكرة والمنتخب، قررت إنهاء عقدي نظرا للصداقة التي تربطني برئيس الاتحاد الذي يستحق الاحترام”.
ولم تتجاوز المدة التي قضاها لينكز بالمنتخب الجزائري ثلاثة أشهر، فهو لم يبدأ بتدريب “محاربو الصحراء” إلا في أواخر تشرين الأول من العام الماضي، خلفا للصربي ميلوفان راييفاتش.

كثرة تغيير المدربين
ويعتبر البعض أن كثرة تغيير المدربين كانت أحد الأسباب التي جعلت المنتخب الجزائري يفشل في تحقيق نتائج جيدة في الفترة الأخيرة على الرغم من توفره على لاعبين من الطراز العالي، في مقدمتهم نجم ليستر سيتي وأفضل لاعب في إفريقيا لعام 2016 رياض محرز. في ظرف وجيز غير المسؤولون عن الكرة الجزائرية ثلاثة مدربين، فبعد استقالة الفرنسي كريستيان غوركوف من منصبه، تعاقد الاتحاد الجزائري مع الصربي راييفاتش الذي لم يستمر في مهمته سوى ثلاثة أشهر قبل أن يترك منصبه للبلجيكي لينكز الذي يستقيل الآن بدوره بعد خيبة كان 2017.
ويرى الدولي الجزائري السابق والمحلل الرياضي الحالي علي بن الشيخ أن تحقيق النجاح يحتاج للتخطيط على المدى المتوسط والبعيد ويتطلب استقرارا على صعيد الإدارة التقنية. ويضيف بن الشيخ في تحليله على قناة “الهداف الجزائرية” المدرب لا بد أن يستمر على الأقل ثلاث سنوات في المنتخب الوطني حتى يتمكن من بناء فريق قوي قادر على تحقيق الأهداف المرسومة”.

ضعف الدفاع
عامل آخر ساهم في فشل المنتخب الجزائري في كان 2017 وهو غياب التوازن داخل الفريق. فمنتخب “الخضر” يضم حقا لاعبين رائعين في صفوفه، مثل هداف ليستر سيتي محرز وزميله في الفريق إسلام سليماني الذي تم اختياره في الموسم الماضي أفضل سابع هداف في أوروبا بالإضافة إلى المتألق إبراهيمي لاعب بورتو، بيد أن أداء هؤلاء اللاعبين على المستوى الجماعي داخل المنتخب الجزائري لم يرق للمستوى المطلوب.

علاوة على ذلك يعاني خط الدفاع والوسط من ضعف جعل المنتخب الجزائري يتلقى أهدافا سهلة في بطولة أمم إفريقيا. وفي هذا الخصوص قال الدولي الجزائري السابق لخضر عجالي على قناة الهداف الجزائرية: ” لو كانت منظومتنا الدفاعية بنفس مستوى خط الهجوم لكانت الحصيلة مختلفة، فهجومنا سجل خمسة أهداف في ثلاث مباريات لكن الدفاع تلقى أيضا ستة أهداف” ويضيف عجالي أن التوفر على منتخب قوي يتطلب إيجاد توازن بين الدفاع والهجوم.

مطالب برحيل رئيس الاتحاد
بعد الإقصاء المبكر للمنتخب الجزائري من “كان 2017” في الغابون، صبت جماهير جزائرية جام غضبها على محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حيث رفعت بعد نهاية مباراة السنغال لافتات كتب عليها “روراوة إرحل”. ويحمل هؤلاء مسؤولية تراجع أداء المنتخب الجزائري لرئيس الاتحاد الجزائري بعد تعاقده مع المدرب جورج ليكنز، الذي يرى فيه البعض أنه مدرب بإمكانيات محدودة وبشخصية ضعيفة. كما يُتهم روراوة بتدخله في الأمور الفنية الخاصة بالفريق الجزائري.
وليس من المستعبد أن يكون لهذا الإقصاء تداعيات أيضا على رئيس الاتحاد الجزائري، خاصة في ظل الحديث عن رغبة الحكومة الجزائرية في فتح تحقيق لتقييم أداء الفريق في “كان 2017″ وعن إجراءات صارمة سيتم اتخاذها ضد المسؤولين عما اسماه البعض بـ” النكسة”.
بعد توديع بطولة أمم إفريقيا 2017 لم يعد يبقى أمام منتخب “الخضر” من خيار سوى التركيز على تصفيات مونديال روسيا 2018 والاجتهاد من أجل تحسين ترتيبهم في التصفيات من أجل تعزيز حظوظهم في المنافسة على بطاقة العبور لمونديال روسيا. وإن تحقق ذلك فقد يكون بمثابة البلسم للجماهير الجزائرية التي تجرعت مرارة إقصاء منتخبها المبكر من بطولة أمم إفريقيا 2017.