Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر January 23, 2017
A A A
فتوى من احد مشايخ عين الحلوة للانتحاري!!
الكاتب: ياسر الحريري - الديار

ما كنا نحذر منه باستمرار حول الانتحاريين في لبنان والمناطق تأكد بالدليل القاطع، ومرة جديدة تثبت الاجهزة الامنية الوطنية والجهات المعنية  حضورها الامني، من خلال متابعة انتحاري «الكوستا» في شارع الحمرا.
اذ وفق المتابعون ليس عن طريق الصدفة استهداف بيروت وقلب بيروت وشارعها التاريخي، ان لجهة التوقيت او المكان، فبقدر ما كانت المحاولة التفجيرية فاشلة بقدر ما يمكن التوقف عند المكان، اذ من المعروف ان شارع الحمرا له خصائصه التجارية، لكن ايضا السياحية، وهو ما يشير الى دلالات واضحة من ان للاستهداف التفجيري الانتحاري، جملة ابعاد، اولها القتل وثانيها الموقع التجاري وثالثها الموقع السياحي، اي ان من افتى وارسل الانتحاري، يريد اصابة عشرة عصافير بانتحاري واحد.
المتابعون يؤكدون ان اللطف الالهي ومتابعة ووعي الاجهزة الامنية نجّت لبنان مرة جديدة من مجزرة في شارع الحمراء.
لكن هناك جملة اسئلة واقعية ومنطقية حول الانتحاري والعملية، فالانتحاري الذي كان ينتمي لمجموعات الشيخ احمد الاسير، لم يتراجع عن تكفيره للآخريين، دون النظر الى انتماءاتهم الدينية والطائفية، وفي الوقت نفسه ان مشغليه يريدون ضرب موسم السياحة في لبنان، بعد ان اعلنت بعض الدول العربية عن نيتها بتشجيع مواطنيها زيارة لبنان للسياحة، وهذا يؤكد ان الاستهداف سياحي بامتياز. وهذا الفعل بالطبع، يكون مأجورا لدول ليس لها مصلحة في ازدهار الموسم السياحي في لبنان.
تضيف المصادر المتابعة لمثل هكذا ملفات امنية، ان صحت المعلومات فالشاب الانتحاري، تردد الى عين الحلوة ومن احد المشايخ اخذ فتوى الانتحار والتفجير، ومن ثم انتقل الى مخيم برج البراجنة، فان الامر يعني ان خلايا «داعش» النائمة متواجدة في هذين المخيمين وان القوى الفلسطينية التي تنسق مع الاجهزة الامنية اللبنانية استطاعت متابعة عمر الحلبي، لكن كان بامكان الحلبي الانتحار في صيدا واي منطقة اخرى وان الاجهزة الامنية اللبنانية استطاعت في الربع ساعة الاخير كشفه في اللحظة المناسبة ونجا البلد من كارثة محققة.
وسألت المصادر من هو صاحب الفتوى داخل مخيم عين الحلوة وكيف يمكن السكوت عنه، ان على صعيد القوى الفلسطينية او تركه يتحرك بحرية،اذا لم يكن هو الجهة الاقوى في المخيم، عدا عن المجموعات التي ارتبط بها وتؤمن له متطلباته اللوجسيتية للتفجير، وتحضر له ظروف تنفيذ الانتحار في بيروت؟ من هنا اهمية بقاء هذا الانتحاري الشاب في حالة تأهب تؤكد انه اذا فشل هذه المرة فمن يضمن ان لا تنجح عملية اخرى مماثلة مع الاشارة الى ان الانتحاري كان بامكانه التفجير في اي منطقة اخرى.
لا بد من التنويه وفق المصادر بالتعاون الذي حصل بين الاجهزة الامنية وبعض القوى داحل المخيمات لاستباق هكذا عمليات، وهو ما يؤكد ضرورة مواصلة التنسيق مع بعض الجهات الفلسطينية لملاحقة هذه الجماعات. وهو ما يجب ان يستمر، بل وملاحقة الرؤوس الكبيرة التي من الواضح انها مرتبطة باجهزة امنية لدول تعمل لحسابها الامني والاقتصادي والسياحي.
كما تسأل المصادر  كيف يمكن معالجة الموضوع جذريا في لبنان، وهو من الصعوبة بمكان، طالما هو يتغلغل في مناطق لا تصلها اجهزة الدولة. من هنا فان واجب القوى في المخيمات ان تقوم بجهد استثنائي لملاحقة هذه المجموعات وتطهير المخيم منها، وهي التي تاخذ مساحة داخل المخيم يعتد بها.
بالطبع بعد تسجيل التعاون الامني بين مخابرات الجيش وفرع المعلومات، يمكن توقع المزيد من الانجازات الامنية الاستباقية، لكن كيف يمكن التعاطي الموضوعي مع هذه الجماعات وتدخل العديد من القوى السياسة لتخفيف الاحكام عنهم، وهم اخلّوا بالامن والاستقرار، وجرت تدخلات مذهبية لتخفيف الاحكام القضائية عنهم وهم من شاركوا بقتل عسكريين ومدنيين.