Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر January 13, 2017
A A A
جنود اسرائيليون يرفضون الانخراط في سلاح المدرعات: لن ننسى «الميركافا»
الكاتب: محمود زيات - الديار

اكثر ما يتفق عليه كبار الضباط الاسرائيليين، هو ان «حزب الله» لن يتخلَّى،  ولو للحظة واحدة، عن عملية تعاظم قدراته القتالية والصاروخية، وهو لم يتخلَّ عن تعزيز استعداداته على الأرض، فيما تقاطع المصالح والعمليات العسكرية ضد المسلحين في سوريا مع الجيش الروسي تمنح قيادة «حزب الله» دفعة كبيرة من شأنها أن تدفع الذراع العسكرية لتنفيذ عمليات استثنائية.

ان قتال «حزب الله» في سوريا، لم يأت على حساب حجم وجوده على الحدود في جنوب لبنان، وخصوصا في منطقة مزارع شبعا، التي شكلت عنده  ساحة اللعب للردود على الاسرائيليين، وقتاله في سوريا لم يكن على حساب جهوزيته لمواجهة الاسرائيليين، فـ«غرق»! «حزب الله» في سوريا يمنحه الكثير من التجربة العملياتية، فالحزب، وفق ما يقول جنرال اسرائيلي يشرف على العمليات العسكرية في مزارع شبعا، لم يترك الحدود الشمالية (جنوب لبنان)، مقاتلوه يرصدوننا ويراقبوننا ويجمعون عنا المعلومات… «حزب الله» يستعد تماما مثلنا ليوم اصدار الامر بالحرب.

ـ مزارع شبعا… الخاصرة الرخوة للاحتلال ـ
فمزارع شبعا التي ينظر اليها كبار الضباط في جيش الاحتلال، على انها الجبهة الرخوة لهم، لكونها المنطقة الاكثر حساسية من الناحية الجغرافية والامنية، وهي الجبهة القابلة للانفجار، بمجرد وقوع حادث فيـها، ويؤكد هذه الحقيقة قائد الكتيبة التي تنتشر في المزارع، ضمن وحدات لواء «غولاني» للواء غولاني، حين يـقول: ان «حزب الله» موجود في مزارع شبعا طوال الوقت، هو كل يوم هناك، سواء شاهدته ام اصطدمت به او لا، وعلى هذا الاساس يجب ان نتصرف وان نستعد، وان «حزب الله» يجمع المعلومات على مدار الساعة عن الجيش الإسرائيلي في منطقة المزارع، ويدرس أساليب عمل الجيش الاسرائيلي ويستعد للحظة الهجوم،  لذلك يجب على قواتنا ان تعمل طوال الوقت بشكل غير اعتيـادي، عبر تسيير الدوريات ونصب الكمائن في كل الأحوال المناخية وعلى مدى ساعات طويلـة، وعلينا المحـافظة على مستوى عمليـاتي عال جدا، لان «حزب الـله» موجـود ويعمل بطريقـة سريـة، وفي المكان الذي لا يـوجد فيه جنود الجيش الإسرائيلي سيتسلل «حزب الله» اليه.

ـ «الميركافا» او«التابوت الحديدي» الذي سنُدفن فيه ـ
وعلى الرغم من مرور عشر سنوات ونيف، فان الكوابيس التي حملها ضباط وجنود الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على لبنان في تموز العام 2006، والذي اقفله المجتمع الدولي على هزيمة مدويَّة للاحتلال، وتمكن المقاومة من تسجيل ابرز الانتصارات المدونة في سجلها، فان مشاهد الخيبة ما تزال تسيطر على العقل الاسرائيلي، تترجم بكوابيس مرعبة ترتقي الى مستوى الهستيريا التي انعكست على اداء اركان العدو وجنود، سيما على الجبهة الشمالية المتاخمة للحدود مع لبنان.

ولعل التداعيات التي سجلتها الايام الثلاثة والثلاثون، الحافلة بالمفاجآت التي اظهرها الاداء العسكري لـ «حزب الله»، وهي تداعيات اطاحت كل اهداف العدوان، ووضعت حدا للغطرسة العدوانية التي تمارس ضد لبنان منذ نشوء الكيان الاسرائيلي فوق ارض فلسطين، لكن المفجع عند الاسرائيليين، ان تجد قيادة اركان جيشهم، من يتمنع من الجنود عن الانخراط في سلاح المدرعات، في دلالة على الكابوس النفسي الذي شكلته هزيمة دبابة «الميركافا» التي شكلت على مدى السنوات الماضية التي سبقت عدوان تموز، احد ابرز الاسلحة التي فاخر بها جنرالات الحرب.. الم يُقَل عن «الميركافا» انها «التابوت الحديدي» الذي سنُدفن فيه»، فمعارك وادي الحجير، الوادي هو الممر الاجباري لقوات الاحتلال الاسرائيلي، لاي عملية توغل اسرائيلي في العمق اللبناني، وهذا ما اختبرته الفرقة التي حاولت التوغل برا، وانتهت المعارك بالاطلاق الصحافة الصهيونية عليها اسم «مقبرة الدبابات التي سيرفض جنودنا الدخول طوعا اليها… لانها ستكون  قبرا لهم في اي حرب مقبلة، وفق ما كتبت صحيفة «معاريف» الصهيونية، التي تلفت الى ان احد اكبر التحديات التي يواججها الجيش الاسرائيلي في العام الفائت 2016، هو تجنيد اسرائيليين في سلاح المدرعات، على الرغم من وجود ما نقول عن «الميركافا» الجيل الرابع انها الافضل في العالم، لكن تسويقها بعد حرب لبنان الثانية لم ينجح، لانها لم تؤمن الردع للاسرائيليين.

وبحسب الصحيفة، فان 86 جنديا رفضوا في شهر تشرين الثاني الماضي فرزهم خلافًا لرغبتهم في سلاح المدرعات، ما أدّى فيما بعد إلى سجنهم ثم الخدمة عنوة في المدرعات، أن ألوية المشاة وسلاحي البحر والجو يحظون بفائض في الطلبات للخدمة فيهما، فيما لم يجد سلاح المدرعات الصيغة المناسبة التي تسمح بإكمال الأعداد المطلوبة للخدمة قبل انتهاء فترة التجنيد، وان معظم الجنود الذين يحضرون إلى قاعدة الفرز يوم التجنيد يعلمون إلى أين سيتم فرزهم، فيما يتحدثون في سلاح المدرعات عن ثغر جسيمة بين المرغوب وما هو موجود، مؤكدة على ضرورة ان يقوم الجيش الاسرائيلي بايجاد الصيغة المناسبة للوصول إلى قلب الشاب الاسرائيلي المرشح للخدمة.

ـ متى يفعلها «حزب الله» في المزارع؟ ـ
وفي السياق، وفي ضوء القراءات الاسرائيلية للتطورات العسكرية التي جرت على جبهات القتال في سوريا، وبخاصة تحرير حلب من القوى الارهابية، والذي شكل مفصلا هاما من مفاصل الحرب على سوريا، فقد انعكست المقاييس وانقلبت الحسابات لدى جنرالات الحرب الاسرائيليين، الذين باتوا، يتوجسون شرا من اي انسحاب لمقاتلي «حزب الله» من سوريا وعودة مقاتليه الى لبنان، على عكس ما كانوا يراهنون عليه خلال السنوات الخمس الماضية من آمال وتمنيات بأن يغرق «حزب الله» في الوحل السوري!، واستنزاف قدراته العسكرية والبشرية وتأثر مخزون ترسانة الصواريخ لدى الحزب، سيما ان التقارير الاسرائيلية التي تناولت هذه الترسانة، تؤكد انها في تطوير وتحديث مستمرين، منذ توقفت الحرب الاخيرة مع «حزب الله» في آب العام 2006.

وقبل ايام قليلة، تلقف الاسرائيليون التقارير الصادرة في عواصم اوروبية، زعمت ان هناك رغبة روسية بخروج مقاتلي «حزب الله» من سوريا، في ضوء الاتفاق على وقف النار الذي تم برعاية روسية ـ تركية، على عكس التقارير الغربية التي اكدت حاجة روسيا لوجود قوة عسكرية ضاربة لـ «حزب الله» مؤلفة من اكثر من 7 آلاف مقاتل متمرس، مشيرة بذلك الى تحركات عسكرية ميدانية قام بها حزب الله، الذي نجح في زرع عبوات ناسفة قرب موقع اسرائيلي داخل مزارع شبعا، وسجل اطلاق نار ظنت حامية الموقع ان صيادين يطلقون النار على الطيور!، لكن الخشية قائمة على الدوام، من ان يقوم «حزب الله» بتشريك عبوات ناسفة في المنطقة، وبالفعل، فقد عثر على واحدة منها مؤخرا، ويخلص الموقع الى ان الاسرائيليين باتوا يرغبون في بقاء «حزب الله» في سوريا، لان خروجه منها سيشكل عودة لاستهدافنا مرة جديدة.