في الوقت الذي لم يستفق فيه بعض متابعي الصحافة العميقة من صدمة إغلاق “السفير”، علّقت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على أفولها، معتبرةً أنّ مواجهة النظام السوري الذي كان يدعم الصحيفة لمشاكل ماديّة، من الأمور التي ساهمت في إغلاق مكاتب الصحيفة التي أنشأها طلال سلمان عام 1974. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ السبت الماضي، وُزّعت النسخة الورقية الأخيرة من “السفير”، ونُشر فيديو قصير على “يوتيوب” يوم السبت الماضي يظهر سلمان وهو يطفئ الأنوار في مكتبه، قبل أن يعمّ المشهد الأسود. كما اعتبرت “هآرتس” أنّ “السفير” التي تنشر في بيروت، تعدّ من أهمّ الصحف الناطقة باللغة العربية التي تصدر في لبنان، وكانت معروفة بموقفها المؤيّد لسوريا، ويشتبه بأنّ النظام السوري كان يموّلها.

ولفتت الى أنّ الصحيفة وقفت مع حزب الله، عند إندلاع مواجهات بعد العام 1982، موضحةً أنّ توجهات سلمان كانت قومية عربية ويسارية. وقالت إنّ سلمان يرى “السفير “كصحيفة وطنية لبنانية، عليها أن تدعم مقاومة الإحتلال الأجنبي، لا سيّما الإسرائيلي.
وإذ أشارت “هآرتس” إلى أنّ سلمان عزا إقفال الصحيفة إلى أسباب مالية، لفتت الى أنّه “وعلى عكس الصحف اللبنانية الأخرى التي تمتع بدعمٍ سياسي أو مساعدات من حكومات عربية، ف”السفير” لم يكن لديها قاعدة تمويل ثابتة”، كما قالت إنّ الأزمة زادت مع مواجهة النظام السوري – الذي يرجّح أنّه كان يمدّ الصحيفة بالتمويل في الماضي- لصعوبات مالية.
وختمت الصحيفة بأنّ “السفير” ليست الوحيدة التي فشلت بالصمود أمام المنافسة الإلكترونية. فصحيفة “النهار” أيضًا التي أسست عام 1933، تواجه مستقبلاً مجهولاً، فقد إستغنت مؤخرًا عن 100 موظف وكان لديها مشاكل في دفع الرواتب المستحقّة خلال العام الماضي.