Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 13, 2016
A A A
مصر أقوى من التآمر والإرهاب
الكاتب: نون - اللواء

التفجير الذي باغت الكنيسة البطرسية في القاهرة، لا يعني الأقباط وحدهم، ولا الشعب المصري وحسب، بقدر ما يُعتبر حلقة في مسلسل إشعال الفتن الطائفية والمذهبية في الشرق العربي، واستنزاف طاقات شعوب المنطقة في حروب داخلية لا طائل منها.
هو ليس التفجير الأول الذي يستهدف الرموز القبطية، ولن يكون الأخير في المحاولات المستمرة لزعزعة الأمن المصري، وإظهار السلطة المصرية وكأنها عاجزة عن حفظ الأمن وحماية البلاد والعباد من غدر الإرهاب الإجرامي.

قبل ٤٨ ساعة من تفجير الكنيسة، وقع انفجار في منطقة الهرم، كان ضحاياه من رجال الشرطة المكلفين حماية الآثار في المنطقة، مما يدل، مرة اخرى، أن المخططات الإرهابية الجهنمية لا تفرّق بين مسلم ومسيحي، وأن المقصود هو النظام الحالي في مصر، وصولاً إلى ضرب الاستقرار في الداخل، وحصار الدور المصري القومي في الفضاء العربي.

وليست مجرد صدفة أن تتعرّض أكبر دولة عربية، لضغوطات أمنية واقتصادية، إقليمية ودولية، بمجرد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وأعلن عن تصميمه استعادة الدور المصري في المنطقة العربية، والعمل على ترسيخ دعائم الاقتصاد الوطني، عبر مجموعة من المشاريع الاستراتيجية الطموحة، بدأها بحفر القناة الموازية لقناة السويس بسرعة قياسية، ثم توالت المؤتمرات العربية والدولية لتقديم الدعم والمساندة للحكومة المصرية، ولكن مخططات التآمر والإرهاب حاولت إجهاض مسيرة النهوض، فكانت عملية تفجير الطائرة الروسية لتعطيل السياحة، وحرمان مصر من أهم مصادر الدخل القومي بالعملات الأجنبية، وجاءت الأحداث الأمنية المتصاعدة في سيناء، بموازاة التفجيرات المتنقلة في الداخل، لتهز صورة النظام، ومنعه من الانصراف إلى تنفيذ المشاريع الإنمائية الاستراتيجية للتخفيف من معاناة المواطن المصري!

جروح مصر هي مصاب لكل العرب، لأن « أم الدنيا» كانت وستبقى قلعة العروبة، وخط الدفاع الأول عن الأمة، وأقوى من مخططات التآمر والإرهاب!