Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر December 23, 2025
A A A
“واشنطن تتفهمّ خصوصية الحالة اللبنانية وترفض أي حرب أهلية”
الكاتب: هيام عيد

كتبت هيام عيد في “الديار”

 

بمعزلٍ عن مشهد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب والبقاع، فإنه لا يمكن الإغفال بأن ما حقّقه الجيش اللبناني على امتداد الأشهر الماضية من جهة، والتطوّر على مستوى لجنة “الميكانيزم” من جهةٍ أخرى، قد أرسى معادلات مختلفة على مستوى المشهد الميداني، وذلك بعد عام على بدء عمل هذه اللجنة.

إلاّ أن السفير الأسبق في واشنطن رياض طبارة، لا يتوقع تغييرات نوعية على مستوى “فاعلية عمل لجنة الميكانيزم في المرحلة المقبلة، وذلك بغضّ النظر عن خطوة تطعيمها بالمدنيين وفتح باب البحث والنقاش الديبلوماسي”. ويؤكد السفير طبارة في حديثٍ لـ”الديار”، أن المشهد العام في الجنوب على مستوى الواقع العسكري، كما على مستوى لجنة الميكانيزم، لن يتكرّس إلا بعد المحطة الأساسية المتمثلة باجتماع الرئيس دونالد ترامب مع بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في الأسبوع المقبل”.

ويتحدث السفير طبارة، عن معطيات جديدة بدأت ترتسم في هذا الإطار، معتبراً أن “الأميركيين باتوا مقتنعين بأن في لبنان حالة خاصة تستدعي عدم الانزلاق إلى خطر أي حرب أهلية تحت عنوان حصرية السلاح، ولذلك يطرحون الآن تجميد سلاح حزب الله بدلاً من نزعه كما يتحدث السفير توم براك، بهدف التوصل إلى الحلول المناسبة لهذا العنوان، وخصوصاً أن الجيش اللبناني قد قام بالمهمة التي اضطلع بها جنوب نهر الليطاني”.

وفي هذا المجال، يوضح السفير طبارة إن الأميركيين “يتّجهون إلى اعتماد مقاربة جديدة تقوم على تفهّم الحالة اللبنانية ويحاولون إقناع نتنياهو بحلٍّ يحمي إسرائيل من دون أي حربٍ أهلية أو إسرائيلية في لبنان”.

وعن آلية عمل لجنة الميكانيزم في المرحلة المقبلة، فإن السفير طبارة يجد أن “لا تعديل جوهرياً في عملها، وإنما هناك تعديلات على مستوى تفاصيل المهمة الموكلة إليها، ذلك أن تعيين السفير سيمون كرم يحمل رمزيةً معينة، مفادها أن التفاوض قد يصل إلى ما بعد الحل العسكري”.

ويكشف السفير طبارة، عن أن “هذه الخطوة قد أرادتها واشنطن لإرضاء إسرائيل، ولكن من دون أن يكون لهذا الأمر مفاعيل مباشرة وعملية، بمعنى أنها محاولة لإدارة الأزمة وليس حلّها، لأن واشنطن لا تريد انفلات الأمور، بل إبقاء المواجهة تحت السيطرة، علماً أن كل ما يحصل هو ترقيعٍ للمشكلة سواء عبر تعيين مدنيين أو طرح تجميد السلاح أو تفاوض تقني وديبلوماسي”.

ولذلك، فإن السفير طبارة يتوقع أن ” يتحدّد المشهد النهائي في المنطقة على مستوى تسوية النزاعات في المنطقة اعتباراً من نهاية العام الحالي، حيث إنه من المتوقع أن تعمل الولايات المتحدة على وضع حدود لكل مشاريع نتنياهو للتوسّع في جنوب لبنان أو في جنوب سوريا، أو حتى على مستوى قطاع غزة، ما يجعل من الاجتماع المرتقب في واشنطن، محطةً للمواجهة على هذا الصعيد، وذلك للمرة الأولى بين الأميركيين والإسرائيليين”.

 

وعن أسباب هذه المواجهة، يتحدث السفير طبارة، عن “تراجع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وعن تركيز الرئيس ترامب على منع أي حروب جديدة في المنطقة، وإصراره على منع إسرائيل من ضمّ واحتلال أي أراضٍ جديدة في غزة وسوريا ولبنان”، مشيراً إلى أن اجتماع ترامب ونتنياهو سيكون حافلاً بالخلافات والتباينات للمرة الأولى بين الجانبين”.