Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر December 20, 2025
A A A
مشروع لزراعة 8 آلاف دونم من البساتين المُدمَّرة: توزيع 10 آلاف شجرة زيتون على القرى الحدودية
الكاتب: زينب حمود - الأخبار

رغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، لكسر إرادة الجنوبيين ومنعهم من العودة إلى قراهم، انطلقت أمس مرحلة جديدة من مشروع «معاً لزيتون لبنان»، إذ وُزِّعت 10 آلاف شجرة زيتون على 26 قرية متضررة في الخط الأمامي، في الأقضية الثلاثة: صور (كالناقورة وعلما الشعب والبستان) ومرجعيون (كمحيبيب وميس الجبل ومركبا والعديسة)، وبنت جبيل (كرامية ورميش). وستقوم البلدية في كل قرية من هذه القرى، عبر الاتفاق مع اتحاد البلديات، بتوزيع الشتول على المزارعين الأشد تضرراً.

 

وأثناء مواكبتها توزيع الشتول وزراعتها أمس، تشير رزان زعيتر، رئيسة منظمة «العربية لحماية الطبيعة» ومؤسسة «الشبكة العربية للسيادة على الغذاء» – الداعمتين للمشروع، إلى «الحماس الموجود عند المزارعين، فنحن نستلهم منهم الإرادة والإصرار على الصمود». وتقول: «إننا هنا لنساهم في تثبيت المزارعين في أرضهم وتعويض ولو جزء صغير من الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم، ولنقول لهم أنتم لستم وحدكم». وتضيف: «السيادة الغذائية في كل أقطار الوطن العربي، هي طريقنا إلى السيادة على قرارنا السياسي والسيادي، والزراعة شكل أصيل من أشكال المقاومة». لذا، أُطلقت الحملة لزراعة «كل زيتونة اقتُلعت»، واستعادة «كل زيتونة سُرقت».

 

26 قرية استهدفتها المرحلة الجديدة من المشروع في صور ومرجعيون وبنت جبيل

 

 

يُذكر أن حملة «ترميم قطاع الزيتون في الجنوب اللبناني» سبق أن نفّذت مشاريع متعدّدة، إذ وزّعت في نيسان الماضي 2000 شجرة زيتون على المزارعين المتضررين في بلدات قانا وعيترون وبليدا. وقبلها، أمّنت زراعة 200 شجرة زيتون في محافظة النبطية. و«لن تقف الحملة عند هذا الحد، لأن ما تمّ إتلافه من الأراضي الزراعية وما تمّ تدميره من روافد الاقتصاد الزراعي إضافة إلى الأشجار والتربة وشبكات المياه، كبير جداً». وستبقى مستمرة حتى «إعادة زراعة نحو 8000 دونم من بساتين الزيتون التي دمّرها العدوان الإسرائيلي».

 

وعن تركيز الحملة على زراعة الزيتون الصوراني، توضح زعيتر أن «هذا الزيتون هو ابن بيئته، مقاوم للجفاف والأمراض، ويعيش لفترة أطول. عدا أهميته الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والروحية، والرمزية، فالزيتون يدعم هوية الجنوب». وبذلك، يُسهم المشروع «في حماية التراث الزراعي اللبناني وصون الهوية الثقافية المرتبطة بشجرة الزيتون بوصفها رمزاً تاريخياً ووطنياً».

 

ورداً على من يسأل: «هل هذا الوقت المناسب لإعادة الزراعة؟ وكيف نزرع في أراضٍ لا تزال تتعرّض للاعتداءات ويُمنع الوصول إلى بعض النقاط فيها؟»، تردُّ زعيتر بأن «هذا الوقت هو المناسب، لأن من وسائل الاستعمار الاستيطاني عسكرة الغذاء والبيئة وإخلاء المنطقة من الأشجار لتسريع تهجير سكان المناطق المُستهدفة. لذا، من المهم جداً تثبيت الناس وتعويض ما فقدوا من شجر».