Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر December 1, 2025
A A A
بالصور والفيديو – قداسة البابا من عنايا: نطلب السلام للعالم ونتضرّع إليه بشكل خاص من أجل لبنان وكل المشرق

 

1130895 1130895 1130895 1130895
<
>

 

في محطته الاولى في يومه الثاني في لبنان زار البابا لاوون الرابع عشر دير مار مارون عنايا – ضريح القديس شربل حيث جثا أمام الضريح وتلا صلاة خاصة.

ورافقت حمامة بيضاء لسيارة البابا لاوون في طريقه الى دير عنايا، ولم تبرح مقدمة السيارة، الى درجة قول أحد المنتظرين على الطريق بان “حمامة السلام” ترافق البابا، أملا بسلام يعم لبنان.

وكانت الدوائر الفاتيكانية المختصّة قد نشرت النصّ الكامل للصلاة التي تلاها الحبر الأعظم باللغة الفرنسية أمام ضريح القديس شربل في دير مار مارون – عنايا.
وفي ما يلي نصّ هذه الصلاة، مترجَمًا إلى اللغة العربية:
يا رب، يا مَن منحتَ القديس شربل،
حارس الصمت في حياة الخفاء،
أن يستنير بنور الحقيقة
ليتأمّل أعماقَ محبتك،
هَبْ لنا، نحن السائرين على مثاله،
أن نخوض في برّية هذا العالم

جهادَ الإيمان الحسن،
وأن نسير بفرح
على خطى ابنك يسوع المسيح.
ليدلّنا خادمك،
الذي عاش في سرّ الصلاة
وغلب التجارب
بأسلحة التوبة،
على عظمة رحمتك،
وليعلّمْنا صمتَ الكلمات
وقوّةَ الأفعال التي تفتح القلوب.
ليستمدَّ لنا من يسوع المسيح،
الذي حرّرنا من كلّ شرّ،
صحّةَ الجسد والروح،
وليَشْفَعْ فينا على الدوام،
حتى يكون لنا نصيب
مع القديسين في الملكوت الأبدي.
لك المجد والتسبيح،
أيها الآب والابن والروح القدس، آمين.

 

هذا ورحّب الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، الأباتي هادي محفوظ، بقداسة البابا لاوون الرابع عشر في دير مار مارون – عنايا، مؤكّدًا فرح الرهبانية والمؤمنين بهذه الزيارة المباركة.

 

وألقى البابا لاون الرابع عشر كلمة تحية خلال زيارته ضريح القديس شربل مخلوف في دير مار مارون – عنايا قال فيها:

“أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

أشكر الرئيس العام على كلماته وعلى استقباله لنا في هذا الدير الجميل في عنايا، الطبيعة التي تحيط بهذا البيت، بيت الصلاة، تشدنا بجمالها الداعي إلى الزهد.

أحمد الله الذي مكنني من القدوم حاجا إلى قبر القديس شربل. أسلافي، وأفكر بصورة خاصة في القديس البابا بولس السادس الذي أعلن شريل طوباويا وقديسا، كانوا يتمنون هم أيضًا أن يقوموا بمثل هذا الحج.

أيها الأعزاء، ماذا يعلمنا القديس شريل اليوم؟ ما هو إرث هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيا عن الأنظار وصامتا، لكن سمعته انتشرت في كل العالم؟

ألخص إرثه وأقول ما يلي: الروح القدس صاغه وكونه، لكي يُعلم الصلاة لمن كانت حياته بدون الله، ويُعلم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويُعلم التواضع لمن يسعى للظهور، ويُعلم الفقر لمن يبحث عن الغنى، كلها مواقف تسير عكس التيار، ولهذا تنجذب إليه، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقي.

القديس شريل يُذكرنا، بصورة خاصة، نحن الأساقفة والخدام المرسومين، بمتطلبات دعوتنا الإنجيلية أما التطابق بين إيمانه وحياته والذي يتصف بالجذرية والتواضع معا، فهو رسالة لكل المسيحيين.

ثم هناك جانب آخر حاسم: لم يتوقف القديس شربل قط عن التشفع لنا أمام الآب السماوي، ينبوع كل خير وكل نعمة، ففي حياته على الأرض، كان الكثيرون يأتون إليه لينالوا من الله العزاء والمغفرة والنصيحة. وبعد وفاته، تضاعف ذلك وصار نهرا من الرحمة. ولهذا، يأتي آلاف الحجاج في الثاني والعشرين من كل شهر، من بلدان مختلفة لقضاء يوم صلاة وتجديد للروح والجسد.

أيها الإخوة والأخوات، نريد اليوم أن نُوكل إلى شفاعة القديس شريل كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة بدءًا بالعائلات الكنائس البيتية الصغيرة، ثم الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيات، وصولا إلى الكنيسة الجامعة. شركة ووحدة. أما من أجل العالم فَلنَطلبِ السَّلام . نطلب السلام، بصورة خاصة، من أجل لبنان وكل المشرق. ونعلم جيدًا، والقديسون يُذكِّرُوننا بذلك، أنه لا سلام بدون توبة القلب لذا، فليساعدنا القديس شربل كي نتوجه إلى الله ونسأله نعمة التوبة لنا جميعًا.

أيُّها الأعزاء، رمزا للنور الذي أضاءه الله هنا بواسطة القديس شربل، احضرت معي هدية، قنديلا. أُقَدِّمُ هذا القنديل، وأُوكل لبنان وشعبه إلى حماية القديس شربل، حتى يسير دائما في نور المسيح. شكرا لله لأنه أعطانا القديس شربل وشكرا لكم، أنتم الذين تحافظون على ذكراه. سيروا في نور الله”.

وتجدر الاشارة الى أن دير مار مارون عنايا قدّم للبابا أول طبعة للمزامير الصادرة عام 1610 من دير مار أنطونيوس قزحيا، إلى جانب سراج يدوي للقديس شربل يحوي ذخائره، وشمع عسلي صنعه الرهبان ويحمل الشعار البابوي.