Beirut weather 21.99 ° C
تاريخ النشر September 13, 2025
A A A
سلاح الديبلوماسيّة الفرنسيّة حاضر… لكن النجاح يحتاج إلى توافق دولي
الكاتب: بولا مراد - الديار

 

بقيت نتائج الزيارة الأخيرة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت محدودة.

فالمسؤولون اللبنانيون الذين كانوا ينتظرون منه ان يبلغهم بمواعيد محددة لمؤتمري دعم لبنان اللذين تُعد لهما باريس، لم يحصلوا على أجوبة شافية، انما استغربوا رمي الكرة مجددا بملعبهم بعد خطوات كبيرة يعتبرون انهم قاموا بها لملاقاة المطالب والشروط الدولية لمد يد المساعدة مجددا لبيروت.

فقرار حصرية السلاح الذي اتخذته الحكومة في الخامس من آب كما بدء الجيش بتطبيق خطته التي عرضها على مجلس الوزراء في الخامس من ايلول، تطوران كبيران يعتبر مصدر وزاري انه كان يفترض ان يؤديا أقله الى تحديد موعد انعقاد مؤتمر دعم الجيش، لافتا في حديث لـ “الديار” الى انه اذا كان المطلوب من الجيش تطبيق هذه الخطة جنوب وشمال الليطاني فحري بالمجتمع الدولي تأمين تمويل لذلك، فالجميع يعرف امكانات الجيش المحدودة لانجاز مهام ضخمة تتطلب الكثير من الموارد.

وبحسب “المعلومات”، فان الطرف الفرنسي مقتنع تماما بوجهة النظر اللبنانية الرسمية وهو حاول قبل عودة لودريان الى بيروت الحصول على تعهدات سواء من واشنطن او الرياض او الدوحة بتقديم الدعم المالي المطلوب في حال تم تحديد موعد المؤتمر المخصص لدعم الجيش، الا انه لم يتلق هكذا تعهدات باعتبار ان الاطراف ال٣ السابق ذكرها لا تزال تعتبر ان على الجيش القيام بخطوات اكثر جدية وبالتحديد شمالي الليطاني كي يحصل على التمويل الذي يطلبه.

وتفضّل فرنسا ان ينعقد مؤتمر دعم الجيش بأسرع وقت ممكن، وفي حال أرادت الدول المانحة مواصلة الضغط على لبنان الرسمي للايفاء بتعهداته سواء بملف حصر السلاح او الاصلاح المالي، فيمكن مواصلة تأجيل انعقاد المؤتمر المخصص لاعادة الاعمار. الا ان المعطيات الراهنة تشير الى ان تمويل الجيش سيتواصل راهنا بالقطارة بانتظار خطوات كبيرة على الارض بمجال حصر السلاح شمال الليطاني.

ولطالما كان دور باريس في لبنان دورا داعما محتضنا لشعورها انها عرابة له، هو الذي لطالما تعاطى معها كالأم الحنون.

وهي أدّت دورا اساسيا للتوصل الى وقف لاطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، كذلك كان لها اليد الطولى بالضغط على واشنطن وتل أبيب لتمرير قرار التجديد لقوات اليونيفل الشهر الماضي بعدمل انكبت على صياغة مشروع قرار يرضي جميع الاطراف.

ويصف الكاتب السياسي الدكتور قاسم قصير الدور الفرنسي في لبنان بـ “المهم”، لكن الامكانات العملانية تبقى محدودة وبخاصة في مجال عملية اعادة الاعمار التي لا يمكن ان تتم اذا لم يكن هناك موافقة أميركية وعربية عليها”.

ويعتبر قصير في تصريح لـ “الديار” ان “الفرنسيين يؤدوون راهنا دورا محفزا من خلال عملهم على مؤتمري اعادة الاعمار ودعم الجيش اللبناني، كذلك كان لهم دور اساسي جدا بالنسبة للتجديد لقوات الطوارىء الدولية “اليونيفل” مضيفا: “باختصار باريس تؤدي دورا ايجابيا مساعدا ومحفزا لكنها وحدها لا تستطيع القيام بخطوات مباشرة وعملانية على الارض”.

وتواجه باريس تحديات جمة لمواصلة تأدية الأدوار التاريخية التي سبق لها ان قامت بها في منطقة الشرق الاوسط وبخاصة في ظل ميزان القوى العالمي الذي يميل وبقوة راهنا الى مصلحة واشنطن وتل أبيب، أضف ان الازمات السياسية والمالية التي تعاني منها فرنسا تجعل تأثيرها محدودا ما دام سلاح الديبلوماسية وحده لا يكفي!