Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر August 15, 2025
A A A
المفتي شريفة: لبنان بحاجة إلى الوحدة والحكمة

اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، في خلال خطبة الجمعة، أن “من يثق بأمريكا كمن ينتظر العسل من الدبابير”، مؤكدا أن أي ضجيج إعلامي مفتعل “ليس بريئا، بل هو تغذية للتوتر واستثمار في الانقسام، وهذا هو ديدن أمريكا”.

وقال: “لقد دعمت أميركا الأحزاب الأفغانية في مواجهة روسيا، ثم انسحبت، تاركة أفغانستان خرابًا بلا مقومات للحياة. وأرادت توجيه رسالة إلى موسكو، فكتبتها بدماء الأوكرانيين ودمار كييف وخاركيف. وغررت بالسوريين ووعدتهم بالحرية، فدفعتهم إلى الفتنة والاقتتال، ومزقت وحدتهم بين تمساح إسرائيلي يلتهم الأرض وضبع تركي يتربص بالجغرافيا والهوية. ولم تكن السودان بعيدة عن أيديها، ففصلت الجنوب وأشعلت الشمال وأرسلت المرتزقة وزرعت الفتنة”.

وتابع: “ها هم اليوم على أبواب غزة، يسقطون في امتحان الجوع، حيث لا طعام للأطفال ولا دواء، ولا تعنيهم الإنسانية إلا حين تكون أداة ضغط”.

وحذر المفتي شريفة من أن “اللعب بالنار في لبنان لن يبقي أحدا في مأمن، فالتحريض شرارة لا تعرف العناوين ولا تفرق بين بيت وآخر”. ودعا الحكومة إلى “البدء فورا بإعمار ما دمره العدو، وإعادة الحياة من خلال تأمين الكهرباء والمياه وشبكة الاتصالات، وبناء المدارس والبلديات، بدلا من اتخاذ قرارات تدفع بلبنان نحو المجهول”، متسائلا: “أليس الإنماء بنظر الدولة جزءا من السيادة؟”.

واعتبر أن “المطالبة بتسليم السلاح تناغم مع خطاب نتنياهو الأخير حول إسرائيل الكبرى”، مشددا على أن “العقلانية شجاعة، والتراجع عن حافة الهاوية بطولة”. وأضاف: “النظريات لا تشبه الواقع، ونحن بحاجة إلى منطق مختلف، بعيد عن الاستعلاء والتكبر. نحن ضد الحرب ولسنا مع الاستسلام، ونريد لبنان قويا بأبنائه، بعناوين توحد ولا تفرق، ومواقف تقوم على العدالة والكرامة، لا على الاستنساب والمصالح الضيقة”.

وختم بالقول: “كلمة دولة تعني كل لبنان، ببره وبحره وناسه، بكل مكوناته، بعيدا عن أفكار الانقسام والانهزام. فالتهور دمار للجميع، فلنغلب الحكمة على الانفعال، ولنضع مصلحة لبنان أولا وأخيرا، بدلا من تلك الترهات”.