Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 7, 2025
A A A
في مثل هذا اليوم توفي بطل يسير على طريق القداسة… يوسف بك كرم “فخر لبنان وتاريخه”
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

في مثل هذا اليوم من العام ١٨٨٩ وكان يوم احد كُتبت وثيقة وفاة بطل لبنان يوسف بك كرم وجاء فيها: ” انا الكافليار المحامي اندريا كاتشوتولي شيخ قطاع رازينا الرسمي أقر بأنه في الساعة الثانية والدقيقة الثلاثين من صباح السابع من نيسان 1889 قد توفي الأمير يوسف كرم وعمره 66 سنة في منزله في شارع اركولانو رقم 121. والمتوفي قاطن في رازينا ومولود في زغرتا لبنان وسورية وهو ابن المرحومين بطرس كرم ومريم ابي خطار من زغرتا، وهو عازب”.
وفي اليوم التاسع من نيسان تمت مراسم الصلاة على روحه في كنيسة القديسة مريم في رازينا في جنازة تليق بالأمراء ووضع الجثمان في معبد خاص في مدافن البلدة.
في ١٣ ايلول ١٨٨٩ اعيد جثمانه الى زغرتا ومنها باحتفال مهيب الى اهدن وتحديداً الى كنيسة مار جرجس بحالة جيدة ومن دون اي تحنيط رغم انه دفن في نابولي ونقل بالبحر الى لبنان وهو لا يزال كذلك الى يومنا هذا.
في ١١ ايلول ١٩٣٢ اقين تمثال برونزي لبطل لبنان يمتطي حصانه وضع في الباحة الخارجية للكنيسة (الكتلة).
في ١٥ حزيران من العام ٢٠٢٤ وافق الأساقفة الموارنة على تقديم طلب فتح دعوى تطويب يوسف بك كرم إلى مجمع دعاوى القديسين في روما وذلك بعد التماس تقدم به النائب البطريركي العام على زغرتا اهدن المطران جوزف نفّاع مع كهنة رعيّة إهدن-زغرتا وتم تعيين لجنة عملت جاهدة لتحضير اوراق ملف الدعوى تألفت من:
-المطران جوزف نفّاع رئيسًا.
-المطران حنا علوان، خبيرًا في قوانين دعاوى القديسين.
-المطران ناصر-مارون الجميّل، اختصاصيًّا في تاريخ الكنيسة.
-المطران جوزف معوّض، اختصاصيًّا في اللاهوت.
-الأب الياس الجمهوري، اختصاصيًّا في الروحانيّات.
-المونسنيور إسطفان فرنجيه، ممثّلًا كهنة إهدن-زغرتا.

اليوم في ٧ نيسان ٢٠٢٥ كشفت مصادر كنسية لموقع المرده ان ملف الدعوى يحرز تقدماً ملحوظاً وهو يسير وفق بروتوكول معتمد، متمنية على الجميع الصلوات من اجل ان يأخذ الملف طريقه الى التكريم ومن ثم التطويب فالقداسة وبالتالي يكون كرم اول قديس علماني في تاريخ الكنيسة المارونية.
لا يحتاج اهل زغرتا الى اثبات قداسة يوسف بك كرم فهو بنظرهم قديس يصلون له ويحجون الى ضريحه في اهدن لكنهم اليوم يرفعون الصلوات بكثافة من اجل ان تصبح القداسة رسمية وعلى مستوى الوطن والعالم اجمع وليس فقط على مستوى اهدن وزغرتا.

اذا سألت عن يوسف بك كرم في زغرتا يتحدث الجميع عن بطولاته وتفانيه في خدمة الوطن ومعركة بنشعي وغيرها من المعارك والتصدي لجحافل الجيش العثماني في عمر مبكر وصولاً الى مقولته الوطنية الشهيرة “فلأضح انا وليعش لبنان” لكن يسهو عن البعض ان كرم كان الى جانب بطولاته وفروسيته وثقافته ملتزماً جداً بايمانه وبصلواته وكنيسته فهو كان يرغب بان يصبح كاهناً وهو من اسس اخوية الحبل بلا دنس وجمعية مار يوسف التي هدفت الى نشر تعاليم الكنيسة ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتعليم الاحداث والعناية بالمرضى، كما كانت ذخيرة عود الصليب المقدس لا تفارق عنقه.
ولطالما ردد المطران جوزيف نفاع عندما يتحدث عن كرم بأنه
علينا قراءة حياة هذه الشخصية المميزة التي ولدت في عائلة كبيرة وغنية وفي فمه ملعقة ذهب لكنه صبر وتحمل المشقات والصعوبات وبقي على ايمانه بهذا الوطن” فيما وصفه البطريرك الماروني بشارة الراعي امام وفد جامعة آل كرم بفخر لبنان وتاريخه.
يوسف بك كرم المتوفّى في رائحة القداسة اليوم وبعد ١٣٦ سنة على انتقاله نسأل الله ان تتحقق مشيئته ويصبح قديساً على مذابح الكنيسة ويبقى المثل والمثال لكل مؤمن ولكل سياسي صادق ومحب لبلده ولكل من يعمل في الشأن الوطني.
يوسف بك كرم الذي لا تكفي مجلدات للكتابة عنه وعن افعاله وايمانه وبطولاته وفروسيته وجرأته وثقافته وتعلقه بالسيدة العذراء يحتاج اليوم الى صلواتنا جميعاً ليأخذ ملفه المسار السريع ويصبح من كان يريد ان يكون كاهناً على مذابح الكنيسة مكرماً ومن ثم طوباوياً فقديساً على مذابحها.