Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر January 23, 2025
A A A
جرعة “خماسية” لسلام وتطمينات أميركية جنوباً
الكاتب: رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في “لبنان الكبير”

يستمر الحراك الديبلوماسي في مواكبة الاستحقاقات الدستورية اللبنانية، وتتسارع الاتصالات على بعد خمسة أيام من انتهاء مهلة الستين يوماً تنفيذاً لاتفاق وقف اطلاق النار والتزام القرار ١٧٠١ وانسحاب جيش العدو الاسرائيلي من المناطق التي احتلها خلال الحرب الأخيرة على لبنان من جهة، وعشية تأليف الرئيس المكلف نواف سلام حكومته التي واجهت تعقيدات في توزيع الحقائب على القوى السياسية، من جهة أخرى.

فعلى مقلب الاحتلال الاسرائيلي والبلبلة التي أحدثها الكلام عن امكان تمديد المهلة لأيام قليلة لانسحاب جيش العدو، تؤكد مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير” أن الاتصالات مع الجانبين الأميركي والفرنسي الراعيين للاتفاق بعد الحديث عن التمديد أعطت التطمينات للجانب اللبناني الرسمي، وأضافت أنه لهذه الغاية سيكون هناك لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون في عين التينة. وتقول معلومات موقع “لبنان الكبير” إن الأميركيين يضغطون على الاسرائيليين وجدّيون في التزام الاتفاق من الطرفين، لئلا تتوتر الأجواء الجنوبية على الحدود من جديد ويهتزّ الاستقرار في حال الرد من الجانب اللبناني. لذلك فإن التطمينات الدولية وصلت الى لبنان، وتبقى العين على السابع والعشرين من الجاري، ليبني الجانب اللبناني موقفه وفقاً للواقع الميداني والانسحاب الاسرائيلي.

أما على ضفاف التأليف الحكومي، فتقول مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” إن لقاء اللجنة الخماسية أعطى الرئيس المكلف جرعة من الدعم الدولي لاتمام مهامه وتأليف حكومته وبدء مرحلة تنفيذ خطاب القسم والاصلاح واعادة الاعمار. وفي الحراك الخارجي، ينتظر الجانب اللبناني باهتمام زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الى لبنان هذا الأسبوع، وما تحمله من عودة سعودية رسمية الى لبنان بعد وضع حد للفراغ الرئاسي الطويل، الذي رآه بن فرحان أمراً ايجابياً للغاية، ومدخلاً لرؤية الاصلاحات الحقيقية من أجل زيادة مشاركة المملكة. ووفق مصادر سياسية فإن الأمير يزيد بن فرحان سيرافقه الى بيروت، وتترقب الجهات السياسية اللبنانية ما إذا سيكون له حراك خاص لتسهيل مهمة تأليف الحكومة، على غرار دوره في إرساء التوافقات على رئاسة الجمهورية وانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً.

أما في تفاصيل مشاورات التأليف، فتشير مصادر نيابية لموقع “لبنان الكبير” الى أن الرئيس المكلف التزم إعطاء الثنائي الشيعي المقاعد الوزارية الخمسة وعلى رأسها المالية. وترى أن كلام الرئيس نواف سلام من بعبدا لم يُنذر بإخلال في الوعود، وخصوصاً أنه التزم بعدم احتكار أي حقيبة وعقّب بالقول وعدم منع أي حقيبة عن أي طائفة، فلا الثنائي الشيعي يريد احتكار المالية، ولا الرئيس المكلف سيحجب عن الثنائي حقه.