Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر January 16, 2025
A A A
وزير خارجية الأردن من قصر بعبدا: نقف إلى جانب لبنان في البداية الجديدة ونحترم سيادته

تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون دعوة من العاهل الأردني عبد الله الثاني ابن الحسين لزيارة الأردن، نقلها اليه وزير الخارجية الأردني الدكتور ايمن الصفدي الذي استقبله الرئيس عون ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور السفير الأردني في لبنان السيد وليد عبد الرحمن جفال الحديد.
وخلال اللقاء نقل الوزير الصفدي الى الرئيس عون تهاني العاهل الأردني وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية الجديدة وسلمه رسالة خطية جاء فيها:
” يسرني ان أبعث الى فخامة اخي العزيز بأطيب التحيات وخالص التمنيات بدوام الصحة والسعادة وان يوفقكم الله في تعزيز مسيرة التطوير في بلدكم الشقيق، وتحقيق الازدهار للشعب اللبناني العزيز.
وأنني اذ اعبر لكم في هذه الرسالة التي يحملها لكم معالي الأخ ايمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، عن بالغ الاعتزاز بعلاقات الاخوة المتينة التي تربط بين بلدينا، لاؤكد الحرص على المضي قدما في توطيدها وتعزيزها في شتى الميادين.
وانطلاقا من تقديرنا الكبير لفخامتكم، وحرصا منا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فانه يسرنا ان نوجه الدعوة لفخامتكم، لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسبا، اذ ان هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية، ولشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والرفعة”.
وحمّل الرئيس عون الوزير الصفدي شكره الى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة، واعدا بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ثم تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة. كما تطرق الحديث الى الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد. وكانت جولة افق في عدد من المواضيع التي تهم البلدين.
تصريح الوزير الصفدي
وفي ختام اللقاء مع رئيس الجمهورية، تحدث الوزير الصفدي الى الصحافيين بالآتي:
“تشرفت بنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى فخامة الرئيس جوزف عون، اعادت التأكيد على تهنئة فخامته بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، ووقوف الأردن المطلق الى جانب لبنان في هذه المرحلة التي نتفاءل جميعا بأنها ستكون بداية خير للبنان ليتجاوز كل التحديات السابقة ، وليتقدم نحو تحقيق هدفنا المشترك في ان يستعيد لبنان امنه واستقراره، ويبدأ مسيرة إعادة الاعمار. موقفنا في المملكة هو الموقف الذي عبرنا عنه دائما، اننا نقف الى جانب امن لبنان واستقراره وسيادته، وسألتقي الآن مع عدد من الزملاء للتأكيد على إيجاد خطوات عملية لتعزيز التعاون بين بلدينا”.
وأضاف: “نؤكد أيضا على ضرورة التزام إسرائيل بوقف اطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد امنه، واعتقد اننا في لحظة مهمة جدا لأن العالم كله يقف الى جانب لبنان، سواء في المنطقة او خارجها، ويدرك اهمية هذه اللحظة. وكل الدعم لأشقائنا في لبنان من اجل ان يستعيد لبنان دوره الرائد والمتقدم في المنطقة. فهو لم يكن فقط واحة استقرار بل مركزا حضاريا وثقافيا واقتصاديا، ونحن نثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره، وتستعيد بيروت القها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة”
سئل عما اذا كانت الأردن ستواصل تقديم الدعم للجيش اللبناني، فأجاب: ” دعم المملكة للجيش اللبناني عملية مستمرة، وجلالة الملك يتابع شخصيا هذا الموضوع، وقدمنا ما استطعنا من دعم في المرحلة الماضية، وسنستمر في تقديمه وفي الحوار مع اشقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي للتأكيد على ان دعم الجيش اللبناني وتوفير ما يحتاجه من إمكانات وقدرات هو أساسي حتى يستطيع ان يقوم بدوره في لبنان”.
سئل: وهل ستساعد الأردن في عملية إعادة الاعمار في لبنان؟
أجاب: “الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال، وهناك علاقات موجودة أصلا بين مؤسساتنا على الصعيد الاجتماعي والشعبي ومستوى القطاع الخاص، الجغرافيا أيضا تفرض هذا التعاون، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، سيبحث الوزراء المختصون في كيفية العمل معا من اجل ان نفعِّل التعاون الثنائي. وكنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء، والنقاش ما زال مستمراً، وسنرى الكثير من هذا التعاون”.
سئل: زرتم لبنان منذ شهرين واكدتم انه لا يجب ان يكون ساحة لأحد، هل المنطقة ذاهبة الى انفراجات ام الى التصعيد؟
أجاب: “بالنسبة الى لبنان، تم انتخاب رئيس وهناك رئيس وزراء مكلف، وحالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان. ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة ان تستقر، وثمة الكثير من الأمور التي نتمنى ان تكون مدخلاً لما هو افضل في لبنان، بعد التطورات الإيجابية . نثق بأن القيادة الجديدة فيه قادرة على السير الى الامام وخدمة مصالح لبنان، والاسهام في امن واستقرار المنطقة. ثمة تغيير كبير أيضا في سوريا ونحن نقف معهم لاعادة بناء وطنهم. بالأمس اعلن عن وقف اطلاق النار في غزة، وهذا امر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى. نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد على ضرورة الالتزام به وتطبيقه، وعلى ضرورة ان نتحرك جميعا في المنطقة والمجتمع الدولي، من اجل إيصال المساعدات الكافية لأهلنا في غزة، بعد اكثر من عام من القتل والدمار والخراب. اذا ما عملنا معا اعتقد اننا قادرون على ان نتقدم باتجاه مستقبل افضل. التحديات تبقى بالتأكيد، ولكن كلما عملنا معا ضمن رؤية واضحة تحترم خصوصية وسيادة الجميع وعدم التدخل في شؤون أي دولة، اعتقد ان قدرتنا على ان نسهم إيجابا في اخذ منطقتنا الى ما هو افضل متاحة. نؤكد أيضا على ضرورة ان تلتزم إسرائيل بالاتفاقات التي وقعتها، وبالقانون الدولي، وتوقف خروقاتها لوقف اطلاق النار في لبنان، وتطبق وقف اطلاق النار في غزة، وتنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها، وتسير مع المنطقة باتجاه بناء السلام العادل الذي يشكل تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني بحدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، سبيلها الوحيد. نستطيع ان نسير الى الامام. ثمة بوادر للتفاؤل، مطلوب عمل كثير وجماعي” .
سئل عما اذا تناول البحث مع الرئيس عون قضية عودة النازحين السوريين الى بلادهم، فأجاب: ” قضية النازحين قضية أساسية، نحن في المملكة استضفنا إخواننا السوريين على مدى سنوات الازمة، وعددهم حوالى مليون و300 الف لاجىء. موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة الى سوريا، لأن حل قضية اللاجئين هي في عودتهم الطبيعية والآمنة الى بلدهم، ونعمل جميعا ليس فقط من اجل الاستمرار في توفير الحياة الكريمة لهم، ولكن الاسهام في استقرار سوريا وإعادة بنائها، وإيجاد البيئة التي تقنع النازحين بانهم قادرون على ان يعيشوا بأمن وكرامة ستؤدي الى ذلك. بالتأكيد السوريون يريدون العودة الى وطنهم لكن علينا أيضا ان نهيء الظروف التي تسمح لهم بالعودة”.