Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر January 11, 2025
A A A
تقدّم المفاوضات لا ينعكس هدوءاً: العدو يجرّف مدن الشمال
الكاتب: يوسف فارس

كتب يوسف فارس في “الأخبار”:

في الوقت الذي تحدّثت فيه وسائل الإعلام العبرية عن حدوث اختراق قد يدفع بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى قدماً، وصولاً إلى وقف إطلاق النار في الأيام الفاصلة عن تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في الـ20 من الشهر الجاري، سجّلت وقائع الميدان في شمال قطاع غزة مستوى مرتفعاً من عمليات نسف وتخريب وحرق المربعات السكنية، وتحديداً في مدينة بيت حانون والأحياء الشرقية لمخيم جباليا، ولا سيما تل الزعتر والشيخ زايد، إذ إن المئات من المنازل جرى نسفها وحرقها وتدميرها على نحو كلي في تلك الأحياء، فيما لم تشهد بقية المناطق أي هدوء يُذكر، يل واصلت الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية شن العشرات من الغارات على المنازل المأهولة وتجمّعات المواطنين في الشوارع والأسواق ومراكز الإيواء. واستشهد 5 مواطنين، قبل ظهر أمس، في عدد من الغارات التي طاولت منازل وتجمّعات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، و7 آخرون في عدة استهدافات لمخيم البريج وسط القطاع. وعصراً، استهدفت الطائرات الحربية منزلاً مأهولاً بالسكان في حي الشجاعية، ما أدى إلى ارتقاء 3 شهداء من عائلة واحدة. وفي مخيم النصيرات الجديد، استشهد 3 مواطنين من بينهم الصحافي سائد نبهان برصاص قناص إسرائيلي، كما استشهد طفل برصاص أطلقته طائرة «كوادكابتر» بالقرب من مفترق دولة جنوب مدينة غزة. ومع ساعات المساء شنّت الطائرات الحربية عدداً من الغارات على أحياء الرمال وسط مدينة غزة والشيخ رضوان وجباليا البلد والنزلة.

وفي مقابل ذلك، أعلنت «سرايا القدس» إطلاق مقاوميها عدداً من قذائف الهاون في اتجاه القوات الإسرائيلية المتمركزة في محور «فيلادلفيا» على الحدود المصرية، وتحدّثت عن قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة غزة. ووزّع «الإعلام الحربي» التابع لها، مشاهد لعملية إطلاق قذائف الهاون، كما بثّ رسالة موجهة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين جاء فيها أن «قيادتكم تقتل أبناءكم بتصميم وإصرار». وفي السياق ذاته، حذّر مصدر في «كتائب القسام» من أن جميع «الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا في نطاق لواء شمال غزة أضحوا في عداد المفقودين، وأن قيادة الاحتلال تتحمّل المسؤولية عن مصيرهم».
جدير بالذكر أن جيش العدو لم ينجح خلال العملية البرية المستمرة منذ 98 يوماً في مدن شمال القطاع الثلاث، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، في استعادة أيّ من أسراه الأحياء أو جثث القتلى منهم، في حين ارتفع عدد قتلى جنوده خلالها إلى 46 جندياً وضابطاً.