Beirut weather 17.68 ° C
تاريخ النشر December 19, 2024
A A A
الاستثمار العقاري… هل الوقت مناسب للشراء؟
الكاتب: عمر عبدالباقي

كتب عمر عبدالباقي في “لبنان الكبير”:

مع انتهاء العدوان المدمر الذي استهدف الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، تبدلت معالم العديد من العقارات، وأصبح مشهد الدمار رمزاً للألم والحنين إلى الماضي. اليوم، ومع بدء عملية إعادة الإعمار، يلوح في الأفق تحدٍ كبير يتطلب استعداداً محكماً لمواجهة الأزمات المتراكمة، بما في ذلك إعادة رسم الحدود العقارية.

تشكل التساؤلات حول مستقبل سوق العقارات في لبنان جزءاً من حوار مستمر. ووفق ما يوضح الباحث محمد شمس الدين من “الدولية للمعلومات”، عبر موقع ” لبنان الكبير” فان التقديرات الأولية أشارت إلى تدمير 48 ألف وحدة سكنية بالكامل، وتعرض 32 ألف وحدة لأضرار جسيمة، بينما لحقت أضرار طفيفة بـ142 ألف وحدة أخرى. ومع بدء مسيرة الاعمار، يتساءل اللبنانيون: كيف ستتغير ملامح السوق العقاري؟ هل ستشهد الأسعار ارتفاعاً أم انخفاضاً؟

أحمد، شاب طموح في الثلاثين من عمره، يعبّر عن قلقه إزاء الأسعار المتزايدة. ويقول لموقع “لبنان الكبير”: “بحثت عن شقة متواضعة في ضواحي بيروت، لكن الأسعار تفوق كل توقعاتي، إذ لا أجد بأقل من 150,000 دولار، وهذا مبلغ غير منطقي بالنسبة لي، والأسوأ أن صاحب العقار أبلغني أن الأسعار قد ترتفع أكثر بسبب الحاجة الملحة الى إعادة إعمار الوحدات السكنية المتضررة، ما سيزيد الطلب بصورة واضحة”.

في ظل التحديات التي يواجهها السوق العقاري اللبناني، يبرز تساؤل مهم: إلى أين تتجه الأسعار؟ وكيف ستكون ملامح السوق في الفترة المقبلة؟ نقيب الوسطاء والاستشاريين العقاريين وليد موسى في حديثه لموقع ”لبنان الكبير”، يسلط الضوء على مستقبل السوق العقاري، والعديد من العوامل التي تؤثر فيه.

ويؤكد موسى أن السنوات الأخيرة كانت من أسوأ الفترات التي شهدها السوق العقاري المعاصر، قائلاً: “لقد شهدنا انهياراً كبيراً في الأسعار، التي تم تثبيتها بالدولار، ما أدى إلى ارتفاعها مجدداً، ولكن ليس بالمستوى الذي كانت عليه في العام 2011”. ويشير إلى أن الأسعار عادت لتميل نحو الارتفاع، لكن بصورة متفاوتة بين المناطق، حيث شهد بعضها، مثل وسط بيروت وراشيا، زيادة تصل إلى 80% مقارنة بالفترات السابقة.

وعن الأسعار الحالية للشقق، يلفت موسى إلى أن هناك تبايناً كبيراً، ففي حين أن المناطق الأكثر رواجاً شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، لا تزال مناطق أخرى تعاني. ويقول: “إذا نظرنا إلى القروض السكنية، فهي لا تزال منخفضة، بحيث تتراوح الأسعار بين 50% و60% من قيمتها السابقة، ما يعكس انخفاضاً حاداً يصل إلى 35%”.

ويتطرق موسى إلى تأثير الأوضاع السياسية والأمنية على السوق، مشيراً إلى أن حالة الاضطراب السياسي كانت لها تداعيات سلبية على حركة السوق. ويعتبر أن “هذه الظروف تلعب دوراً كبيراً في تقليص النشاط العقاري، بحيث يتردد الكثيرون في اتخاذ قرارات الشراء”.

أهمية الاستثمار في العقارات
على الرغم من التحديات، يؤكد موسى أهمية العقار بالنسبة الى اللبنانيين، بحيث يعتبره مصدراً للاهتمام والاعتزاز، “فكل لبناني ناجح في الخارج يسعى الى شراء عقار في بلده، وهذا التعلق بالأرض يلعب دوراً كبيراً في عقلية اللبنانيين”.

وينظر موسى بتفاؤل إلى مستقبل السوق العقاري، مرجحاً أن يشهد السوق انتعاشاً في الفترة المقبلة. ويشدد على أن الوقت الحالي هو الأنسب للشراء، بحيث من المحتمل أن ترتفع الأسعار أكثر في المستقبل، “ومن الأفضل أن تستثمر الآن بدلاً من الانتظار”.

ويلفت الى ضرورة وجود قروض سكنية مناسبة لدعم الشباب الراغبين في شراء منازل، معتبراً أن النظام المصرفي يحتاج إلى إصلاحات هيكلية لتسهيل الحصول على هذه القروض، “فلا يمكن أن يزدهر السوق العقاري من دون وجود قروض سكنية مستدامة”.

ويرى موسى أن هناك فرصة للتغيير في لبنان، حيث يمكن أن تؤدي الاصلاحات السياسية والاقتصادية إلى تحسين الأوضاع. ويقول: “إذا جاء رئيس جديد مع حكومة فاعلة، فستكون هناك فرص حقيقية للإصلاح والنمو في السوق العقاري”.