Beirut weather 12.99 ° C
تاريخ النشر December 4, 2024
A A A
لماذا القمح المسلوق والأزياء التنكرية في عيد القديسة بربارة ابنة بعلبك وشفيعة المدفعية؟
الكاتب: دميا فنيانوس - موقع المرده
1073701
<
>

إن القمح في الدين المسيحي يشكل رمزاً للقيامة من بين الأموات: “الحقَّ الحقَّ أقول لكم إن لم تقع حبَّة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير” (يوحنّا ٢٤:١٢)… اما موضوع القمح المسلوق في عيد القديسة بربارة ابنة مدينة بعلبك اللبنانية فيُقال إن القدّيسة لما هربت من والدها الوثنيّ الذي طاردها ليقتلها بعد علمه باعتناقها للمسيحية، إختبأت في حقل قمح بين السنابل التي غطتها وأخفتها عنه. ويُروي أيضًا أنَّها عند هروبها صادفت بعض الرُّعاة وكانوا يسلقون القمح، فطلبت منهم شيئاً للأكل فأعطوها بعض القمح المسلوق لتأكله.
ومن العادات انه عشية العيد يرتدي الاولاد الازياء التنكرية ويجولون في الشوارع مرددين اهازيج مثل “هاشلي بربارة مع بنات الحارة عرفتا من عينيها ومن لمسة ايديها ومن هناك الاسواره” او “أرغيلة فوق أرغيلة صاحبة البيت بخيلة” او “شيحة فوق شيحة صاحبة البيت منيحة”.
اغاني متعددة، قمح مسلوق، عوامات، قطايف، زلابية يتم تحضيرها في هذا العيد بحسب التقاليد المتوارثة اضافة الى التنكر الذي يرمز لتنكّر القديسة بربارة بثياب الفلاحين حين هربت وهشلت من منزل والدها الغني والمعروف بتشدده، ويرمز ايضًا الى النور الذي لف القديسة عندما أمر الحاكم بأن تمشي بين الحشود عارية للسخرية منها.
وقبل انتشار الازياء التنكرية الجاهزة كان الاولاد يلوّنون وجوههم، ويرتدون ملابساً ممزقة وخرقاً بالية، للقيام بجولات على المنازل وجمع المال وتقديمه للفقراء.
وتعد القديسة بربارة شفيعة فرق المدفعية وكل من يواجه الأخطار والنيران والمتفجرات حيث تعتبر القديسة بربارة شفيعة سلاح المدفعية اليوناني وشفيعة قوات الحرس الوطني القبرصي وشفيعة سلاح المدفعية في الجيش اللبناني فيما لا تزال فرقة المدفعية في تيار المرده تحتفل بهذا العيد بغداء او عشاء يجمع افرادها عشية الرابع من كانون الاول من كل عام.
ولأننا في لبنان نمر بشدائد عديدة نتمنى من موقع المرده عيدًا مباركًا للجميع، ونتضرع للقديسة بربارة ان تصون وطننا من كل المحن.