Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر December 3, 2024
A A A
كرامي: نعيش مرحلة دقيقة واستثنائية

أكد رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي على “دور الشباب في هذه المرحلة وكلّ المراحل، فهي الفئة التي يستعان بها لبناء الأوطان ولبناء لبنان”، آملًا أن “يتمكّن جيل الشباب اليوم من إحداث التغيير”.

كلام كرامي جاء خلال ندوة طلابية أعدّها قسم الإعلام والصحافة في جامعة الشرق في طرابلس، وحضرها رئيس الجامعة الدكتور نزيه الجرَ، وعميد كلية الآداب الدكتور محمد علم الدين، ورئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر، وأساتذة الجامعة ومهتمون.
وقال كرامي: “نعيش واقعًا ومرحلة دقيقة للغاية واستثنائية في الوقت عينه، وللاسف هذه الحقبة تشبه إلى حد بعيد حقبة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، وقد شهد لبنان في تلك المرحلة كلّ التحولات التي حدثت في الإقليم والعالم وانتجت في النهاية وثيقة الوفاق الوطني عبر اتفاق الطائف”.
أضاف: “ما حصل قبل وبعد اتفاق الطائف، طبع حياتنا في لبنان على مدى أكثر من ٣٠ عامًا، وبسبب عدم معالجة الأمور بشكل جيد وصلنا إلى الأزمات التي نعيشها هذه الأيام”.
وتابع: “نحن في لبنان عشنا طوال المدة المنصرمة حوالي 35 عامًا، حالًا من الإنكار على المستوى السياسي بعدم تحقيق اتفاق الطائف، كما عشنا إنكارًا في الموضوع الاقتصادي، والاقتصاد المستتر، الاقتصاد غير الحقيقي فقد عشنا فقاعة انفجرت بنا في آخر المطاف، ربما هذا الأمر كان متوقعا حصوله خلال العام ٢٠٠٨ ولكن تأخر بفعل مختلف التطورات السياسية والاقتصادية والمالية التي حصلت على مستوى العالم”.
وأشار كرامي إلى مرحلة الثمانينات وتأثيراتها بدءًا من “اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وما حصل بعد ذلك من فراغ حكومي تبعه فراغ رئاسي بانتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل”، وقال: “حصل ذلك في ظل انقسام وتقسيم في لبنان، وانشطار العاصمة بين شرق وغرب حيث قطعت اوصال البلد الحواجز الطائفية والميليشياوية، وكان هناك اختلاف كبير طائفي إسلامي مسيحي”.
أضاف: “ان الفراغ الحكومي كان سببًا أساسيًّا لتفاقم الأزمة السياسية والدستورية في البلاد، وتبع ذلك انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، بعدها إرباكات من تكليف الرئيس العماد ميشال عون وتوليه حكومة تقابلها حكومة أخرى يترأسها الرئيس سليم الحص”.
ولفت إلى أن “لبنان بلد صغير يتأثر بكلّ المتغيرات وخاصة تلك المرتبطة بمسألة الحدود والجغرافيا وتحديدًا سورية، ذلك لأن معظم حدودنا هي حدود مشتركة معها، وطالما أن سورية ليست بخير فنحن حكما لن نكون بخير”.
وفي سياق رده على أسئلة الطلاب أوضح كرامي أن “اتفاق الطائف لم يطبق كاملًا، والهدف منه كان الحفاظ على استقرار لبنان أو التأكيد على مسألة الاستقرار فيه بشكل أساسي ووفق حاجة ضرورية”.
وقال: “اتفاق الطائف مبنيّ في جوهره على مسألة التعاون بين اللبنانيين وبين المسؤولين السياسيين وفي المواقع الدستورية، وفي ظل غياب أي تعاون، انطلاقًا من روحية اتفاق الطائف ليس من القدرة بمكان أن نعمل في لبنان، لأن الاتفاق أصلًا وضع لكي يمضي من في لبنان سويًا في العمل وفي تكافؤ العلاقات والصلاحيات”.
وختم: “بعد الطائف، رأينا أنه عند توافق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، كان البلد يتأثر فيثمر إنتاجًا على أرض الواقع، أما عند وصول رئيس جمهورية من مشرب سياسي ورئيس حكومة من مشرب سياسي آخر، فنلاحظ أن الأمور تتعرقل وتتوقف”.