Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 2, 2024
A A A
مانشيت “الأنباء”: الملف الرئاسي على نار حامية… هل من معركة “فجر الجرود” جديدة؟
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

لليوم السادس على التوالي، وقبل أن تتسلم لجنة الرقابة عملها في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وانتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، ما زال العدو الإسرائيلي يمنع سكان القرى الحدودية من العودة إلى قراهم، فيما سكان هذه القرى يصرّون على التحدي ويرفضون الانصياع الى الأوامر الإسرائيلية، وقد تجمعوا بالآلاف في موازاة هذه القرى، بانتظار السماح لهم بدخولها. وقد أحصى الجيش اللبناني الذي ينفذ انتشاراً واسعاً في المنطقة أكثر من 52 خرقا لوقف اطلاق النار حتى مساء أمس الأحد.

غير أن هذه الانتهاكات المتكررة من قبل إسرائيل والتي تتفاقم يوماً بعد يوم بشكل أثار الشكوك حول مدى احتمال صمود وقف إطلاق النار، بدّدته معلومات استقتها جريدة “الأنباء” من مصادر ديبلوماسية أشارت إلى أنه من الطبيعي خلال الأيام الـ 60 التي ينص عليها الاتفاق، أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى استكمال استهداف ما يظن أنها مخازن أسلحة وأنفاق لحزب الله على الأقل في القرى التي دخل إليها ويمنع سكانها من العودة.

وتضيف المصادر أن كل ذلك يحصل فيما لم تكتمل بعد هيكلية اللجنة المولجة الإشراف على تطبيق الإتفاق، والتي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بمشاركة ضابط فرنسي، وقد وصلا بالفعل إلى لبنان مع فريقي عملهما، وضابط لبناني هو على الأرجح قائد قطاع جنوب الليطاني.

وتركزّ المصادر الديبلوماسية على أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية أميركية – فرنسية لم يوضع لكي يسقط وأن الاستفزازات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يجب أن لا تجرّ حزب الله الذي أكد نيته وقراره الانسحاب إلى شمال الليطاني تنفيذاً للاتفاق إلى التصعيد العسكري مجدداً.

غير أن الأحداث المتسارعة في سوريا وسط شح من المعلومات الأكيدة حول حقيقة ما يجري من ما سمّي بتقدّم لقوات المعارضة في محافظتي حلب وأدلب، وحول ما إذا كان هجوم الفصائل المعارضة للنظام سيتقدم باتجاه الحدود مع لبنان، يجعل من الاهتمام الرسمي كما الشعبي منصباً حول ما إذا كان البلد سيشهد مجدداً اهتزازاً بالأمن في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا، واضطرار الجيش اللبناني للقيام بمعركة “فجر الجرود” شبيهة للعام 2017، ما يجعل من عملية انتشاره في منطقة جنوب الليطاني متعذراً.

الانتهاكات في الجنوب

مصادر أمنية وصفت ما يجري في المنطقة الحدودية بالمهزلة. وأشارت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن وقف اطلاق النار وانتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني استنادا الى القرار 1701 لا يعطي اسرائيل الحق بمنع سكان القرى الحدودية من العودة اليها حتى ولو كانت كلها مدمّرة وغير صالحة للسكن. فمن حق الأهالي العودة الى قراهم ولو أدى ذلك الى السكن في العراء، اذ لا يجوز لأي قوة أن تنغص عليهم هذه العودة فذلك حق مشروع لهم ولا يحق لأحد ان ينتزعه منهم.

المصادر رأت ان القرار 1701 يلزم اسرائيل بالانسحاب من كل المواقع التي احتلتها. وفي حال أصرّ العدو على البقاء حيث هو هذا يعني ان اسرائيل تعمل على الشيء ونقيضه وتتمرد على القرارات الدولية التي سبق ان وافقت عليها.

نتنياهو يهدد

في السياق، وعلى الرغم من الخروقات الإسرائيلية المتكررة، أعلن نتنياهو بأن كل خرق لإتفاق وقف إطلاق النار من جهة لبنان سيقابل برد شديد لا يمكن لأحد ان يتوقعه. وقد رصدت مصادر أمنية ان العدو قام بالأمس بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه في مارون الراس باتجاه بنت جبيل. كما قام بجرف بعض المنازل. ويستمر العدو بانتهاك السيادة اللبنانية دون أية مساءلة لا من لجنة المراقبة، ولا من الدولة التي تكتفي بتوثيق هذه الخروقات. وبعد ان كان مقرراً ان تبدأ لجنة الرقابة عملها امس الاحد بعد انضمام الجنرال الفرنسي اليها وكان سبقه قبل ايام وصول الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز الذي التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقائد اليونيفيل للتنسيق ووضع الخطوط الرئيسية لعمل اللجنة المقرر اليوم الاثنين. وكان الطيران الإسرائيلي قد أغار على بلدة يارون. كما استهدف بقصف مدفعي محيط ارنون، ومحيط الخيام وسهل مرجعيون.

المصادر أبدت خشيتها من قيام اسرائيل بوضع خطوط حمر حول اتفاق وقف اطلاق النار من خلال محاصرتها لعدد من القرى الحدودية المنتشرة من الناقورة غرباء حتى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقاً، بعمق قد يصل الى 5 كلم.

هل يخلع حزب الله بزّته العسكرية؟

وبعد عودة الحياة تدريجياً الى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجزء كبير من الجنوب، قد يكون من السابق أوانه السؤال اذا ما كان حزب الله سيخلع بزّته العسكرية ويتفرغ للعمل السياسي كما لمح الى ذلك أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في اطلالته الاخيرة والتحوّل الى العمل السياسي وبناء الدولة تحت سقف الطائف كما وعد. مصادر سياسية لم تستبعد في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية ان يتحوّل الحزب الى العمل السياسي المحض، لكن هذا الموضوع يتطلب وقتاً ولن يكون قبل مهلة الشهرين. ورأت في تصويت عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة على قرار التمديد لقائد الجيش، بداية جيدة يجب أن تكتمل بتخلّي الحزب عن دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية والسير بالمرشح الذي لا يشكل تحد لأحد كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري. المصادر رأت إذا سارت الأمور على هذا النحو عندها يمكن الحديث عن تحول جديد في سياسة حزب الله.

في هذا السياق، كان عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور قد لفت الى بداية حراك ساخن في الملف الرئاسي، الذي قد يحط رحاله في الرياض منتصف هذا الأسبوع، في محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور السعودية اليوم الاثنين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما تقرر ان تعقد اللجنة الخماسية اجتماعاً لها هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل.

نتنياهو قلق من الوضع في سوريا

المواجهات التي اندلعت فجأة في الشمال السوري وأدت الى سيطرة المعارضة او ما يسمى الجيش السوري الحر على ثلاثة محافظات في شمال سوريا من بينها محافظتي إدلب وحلب، ما يزال اللغز المحيّر لهذه التطورات المفاجئة دون إجابة واضحة عليه. ومع الاعلان ان النظام بالتعاون مع روسيا بدأ بهجوم معاكس كي يستعيد زمام المبادرة، كما ان التنسيق بين النظام السوري وإيران عاد الى طبيعته بعد زيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى دمشق للتأكيد ان الجمهورية الإسلامية لن تتخلى عن دعم حليفها الرئيس بشار الاسد، أشارت مصادر مراقبة ان اسرائيل تراقب عن كثب التطورات الميدانية التي تحصل في سوريا ونقلت عن نتنياهو خشيته من انتقال مقاتلي حزب الله الى سوريا واستعادة دورهم العسكري ما يسمح لهم بإعادة تكوين ترسانتهم العسكرية. وانه لن يسمح لحزب الله بخطف إنجازات الحرب وهو مضطر لحماية مصالح اسرائيل، متخوّفاً من انتشار الفوضى في سوريا في حال تعرّض نظام الأسد للاهتزاز.