Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 22, 2024
A A A
مزور التاريخ اصبح من التاريخ… المقاومة تقتل مؤرخاً اسرائيلياً متطرفاً في الجنوب
الكاتب: حسناء سعادة

كتبت حسناء سعادة في “سفير الشمال”

قُتل قبل أن يحقق حلمه، مشى الى مصيره بنفسه، كان يوهم نفسه انه ابن الارض فتصدى له أبناؤها الحقيقيون وقتلوه متلبساً بالبحث عن وهم بأن ارضي الجنوب تعود لاسرائيل كما حاول مراراً ان يفعل بأرض فلسطين متسلحاً بأدلة مزيفة ومقالات يكتبها في صحف اسرائيلية.

في البدء تكتمت اسرائيل عن مقتل الباحث والخبير الجيولوجي والمؤرخ زئيف الرايخ الا ان تسرب الخبر الى الاعلام دفع جيشها الى الإعتراف بأنه قتل في جنوب لبنان.

ماذا كان يفعل خبير جيولوجي بلباس عسكري داخل موقع اثري جنوب لبنان؟ وكيف سُمح لرجل في الواحد والسبعين من عمره ان يدخل الى مكان خطير ومن ضمن وحدة عسكرية لا ينتمي اليها ومن دون تصريح من الجيش؟.

هذه الاسئلة لم نطرحها نحن بل ان جيش الكيان الاسرائيلي هو من باشر تحقيقاً لمعرفة الاجوبة عليها لاسيما ان دخوله الى حيث لاقى حتفه يعتبر مخالفة للأوامر العسكرية وتخطياً للبروتوكولات العسكرية المتبعة اذ انه ليس بجندي في الخدمة الفعلية او في الاحتياط.

وبحسب الصحف الاسرائيلية، فان الباحث إرليخ ذو الاصل البولندي دخل برفقة قوة عسكرية بقيادة رئيس آركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم الى موقع أثري في بلدة شمع في الجنوب اللبناني حيث تصدى لهم عناصر المقاومة ما أدى الى مقتل إرليخ وجرح قائد القوة وعدد من الجنود.

ويبدو ان إرليخ، الذي لطالما زوّر التاريخ بدراساته المتطرفة التي تحاول نسب كافة المواقع الآثرية الفلسطينية لأرض اسرائيل والذي يحاول جاهداً منذ عشرات السنين تزييف الأبحاث حول الجغرافيا والتاريخ ونسب كل البلدات الفلسطينية المهمة الى اليهود تمهيداً لاحتلالها وطرد الفلسطينيين منها، كان يقوم بأبحاث داخل القلعة اللبنانية من اجل الادعاء انها اسرائيلية على شاكلة ما فعله في فلسطين الا ان يد المقاومة كانت جاهزة للقضاء على طموحاته الزائفة.

وتقول الصحف الاسرائيلية انه رغم الاعلان ان دخوله كمدني الى منطقة خطيرة هو مخالفة للأوامر الا انه ستقام له مراسم عسكرية اعترافاً بما قدمه من ابحاث ودراسات حول ما يسمى”ارض اسرائيل”.

إرليخ دخل لبنان وباعتقاده انه سيكتشف منطقة ذات قيمة تاريخية في القلعة الآثرية بإمكانه نسبها الى اليهود كما حاول ان يفعل سابقاً من خلال ادعائه بأنه تحت احد مساجد الجنوب يوجد معبد قديم بناه اليهود.

إرليخ مؤسس مدرسة “سدي عوفرا” الدينية المتطرفة على ارض استولى عليها الاحتلال الاسرائيلي من بلدتي سلواد ويبرود قرب رام الله والباحث في الجغرافيا والتاريخ بات الان من التاريخ هو واكاذيبه وادعاءاته وتطرفه الأعمى.