Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 19, 2024
A A A
هوكشتاين وأجوبة التساولات المقلقة
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

بقيت الأوساط اللبنانية التي تتعامل بحذر مع التسريبات الأميركية المتفائلة، لأن نتنياهو يُعيد تطبيق السيناريوهات لإطالة أمد الحرب في لبنان ،التي سبق ونفذها في غزة طوال ١٤ شهراً من حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في القطاع المدمر، مستخدماً كل أساليب المناورة والخداع، حتى مع حليفه الأول الرئيس الأميركي جو بايدن، رغم كل الدعم غير المحدود، وغير المسبوق، الذي قدمته الإدارة الديموقراطية للحكومة اليمينية المتطرفة في تل أبيب.
أصبح واضحاً أن نتنياهو يحاول تعديل مضمون القرار ١٧٠١، وفرض بنود جديدة في تسوية وقف إطلاق النار مع لبنان، في مقدمتها مسألة حرية التدخل العسكري الإسرائيلي في لبنان، بمجرد ملاحظة وجود تهديد لأمن الدولة العبرية. وهو أمر مرفوض ، بكل المقاييس، من الجانب اللبناني، الذي يتسلح بإجماع وطني نادر حول رفض هذا الشرط بالذات، لأنه ينتهك أبسط مبادئ السيادة اللبنانية، ويجعل البلد مشرعاً أمام التدخلات الإسرائيلية، بسبب أو بدون أي سبب، على خلفية ممارسة الرقابة الأمنية وحق التدخل المباشر، ولو من طرف واحد، دون إنتظار موافقة الطرف الآخر.

ثمة تقصير رسمي لبناني في إدارة دفة التفاوض غير المباشر مع العدو الإسرائيلي، حيث تُرك الأمر في معظمه للجانبين الأميركي والإسرائيلي، في إعداد المسودة المتداولة، وعندما تم تسليمها إلى لبنان، تصرفت المراجع الرسمية، وكأن المسألة تعني حزب الله وحده، وبمعزل عن موقف المراجع المعنية في الدولة، وبدا المشهد وكأن المفاوضات دائرة بين الطرف الإسرائيلي والحزب، والدولة اللبنانية تقوم بدور صندوقة البريد بين الطرفين!!
وعندما تم تسليم مشروع الإتفاق إلى الرئيس نبيه بري، المفوض بالتفاوض من قبل الحزب، تم تسريب معلومات، وبشكل مركز، بأن المسودة تم تسليمها لحزب الله، وصبيحة أمس الإثنين تم الإعلان عن أن رد الحزب أحيل للسفارة الأميريكية، لإبلاغ هوكشتاين بمضمونه، عشية زيارته المقررة إلى بيروت.
ثمة تساؤلات مقلقة تنغّص حياة اللبنانيين:
{ ماذا لو إستمر نتنياهو في تصعيد حربه المدمرة، بحجة القضاء على كل قدرات حزب الله العسكرية؟
{ ما هو موقف الحكومة اللبنانية في حال فشلت الجولة الراهنة من المفاوضات في التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار؟
{ كيف ستواجه الإدارة الأميركية الجديدة التصعيد المضطرد في الحرب بعد وصول القصف إلى بيروت وتل أبيب، وإحتمال إنزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة؟
لعل هوكشتاين يحمل معه بعض الأجوبة الشافية!