Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 16, 2024
A A A
افتتاحية “اللواء”: مفاوضات نارية بين الميدان والضاحية
الكاتب: اللواء

أبلغ لبنان الوسيط الأميركي بشخص آموس هوكشتاين والفريق المعاون له، بما في ذلك السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أن الضغط بالنار لحمل لبنان على صيغة وقف النار التي كتبت بواشنطن من قِبل اسرائيل وموظفين كبار في الخارجية الاميركية والبنتاغون والـC.A.I (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)، وهي مؤلفة من 5 صفحات و13 بنداً، واطلع عليها الرئيس نجيب ميقاتي من جونسون، قبل استلامه النسخة الرسمية.

وطلب لبنان حسب معلومات «اللواء» إبلاغ الجانب الاسرائيلي بحيثيات هذا الموقف، مع استمراره بدراسة الملاحظات على المقترح من زاوية حرص لبنان على وقف النار، بمرجعية القرار 1701.

أوضحت مصادر سياسية  مطلعة لـ «اللواء» ان موضوع الرد اللبناني على المقترح الأميركي للحل لوقف إطلاق النار لن يتأخر طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد الموقف مسبقا لجهة رفض المس بالسيادة اللبنانية. ورأت أن الجانب اللبناني ذكر في وقت سابق أن هناك نقاطا لا يمكن القبول بها، والمسألة هنا تتطلب تشاورا، وتفويض حزب لله لرئيس مجلس النواب منحه حق النقاش بأسم الحزب.

وقالت المصادر أن التسوية لم تقترب إلى خواتيمها وإن ما يتم تداوله لا يشي بالحل ومن هنا فإن البلد أمام مرحلة جديدة من التصعيد قبل الانطلاق باتصالات جديدة بشأن الحل المنشود..

وأكد الرئيس بري تسلمه المقترح الأميركي لوقف الحربي، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا.كما نفى بري، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.

وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً غير مقبول لبنانياً، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية.

وقال بري: هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.

وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، مشيراً إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها.

واكد ان الشغل ماشي والحق ايجابي والعبرة في الخواتيم.

رداً على سؤال عن استهداف العدو مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس: «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه… لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور «ما بتمشيش معنا».

يذكران تبنين بلدة الرئيس بري تعرضت امس لعدوان همجي صهيوني وهو الاكبر على البلدة منذ بدء العدوان عبر 8 غارات نتج عنها تدمير عدد من المنازل بينها منزل لآل برّي.

وفي اطار التهديد والضغوط  ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية : «ان نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل حزب لله وقف اطلاق النار».

وفي سياق المساعي ، افيد ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن «ناقش مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر الحاجة إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم».

وكان الرئيس بري تسلم مقترح وقف اطلاق النار رسمياً. وعكف على درسه مع الجهات المعنية (الحكومة والمقاومة) قبل ان يسلم ملاحظاته للسفيرة الأميركية المكلفة بنقل الرسائل.

وفهم ان حزب لله، سيقدم اجابته عن المقترح الخاص بوقف النار بعد غد الاثنين.

واشارت مصادر معنية ان لا صحة ان مفاوضات وقف النار، وصلت الى طريق مسدود، بحسب اعتراض لبنان على شروط يراها تمس بسيادته.

وقالت ان اللجنة التي ستراقب تنفيذ الاتفاق ستكون مؤلفة من طرف لبناني واسرائيلي ومن الامم المتحدة، مع احتمال انضمام ممثل لكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودولة عربية.

وذكر مصدر مطلع ان بري طلب 3 ايام للرد على المقترح.

وفي السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن «مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أن «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة».وقالت: «وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».

وفي الاطار، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب لله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب لله من العودة جنوبا.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين اسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع إسرائيل عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.

 

لاريجاني: دعم قرار المقاومة والحكومة

ومنعاً، لأي التباس، أعلن كبير مستشاري المرشد الايراني السيد علي خامنئي علي لاريجاني من بيروت، بعد لقاء كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي أن ايران تدعم أي «قرار تتخذه المقاومة  اللبنانية، وأي قرار  نتخذه الحكومة اللبنانية عن توافق عليه وندعمه».

وكان لاريجاني استهل زيارت من السراي، حيث التقى الرئيس ميقاتي، الذي اكد ان «المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية، ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ مواقف تولد الحساسيات لدى أي فريق»، معتبرا ان الحكومة تعطي الأولوية لوقف النار.

ثم انتقل الى عين التينة، حيث سلم الرئيس بري رسالة، وشدد على وقف بلاده مع لبنان، داعيا الى التمييز بين «الاصدقاء والاعداء».

واعتذر النائب السابق وليد جنبلاط عن لقاء لاريجاني، بسبب مواقفه من رفض ايران تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وكان جرى احتواء اشكال بين الفريق الامني الذي اتى الى المطار لاصطحاب لاريجاني، لكن قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري اصر على اخضاع الفريق التابع للسفارة للتفتيش، وجرى تفتيش الحقائب وانتهى الاشكال بعد اقفال  صالون الشرف.

 

ماغرو في الخارجية

دبلوماسياً، إستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدلله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة، من بينها تلك التي تقوم بها فرنسا، وللأفكار المطروحة، من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الاسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 .وشدد بوحبيب على أن أي إقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند الى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دوليا، والى القرار 1701 الذي أكدت الحكومة اللبنانية تمسكها بتنفيذه بكامل مندرجاته وبشكل متواز.

 

استمرار الدعم السعودي

وغداة انتهاء القمة العربية – الاسلامية، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونقل اليه استمرار دعم المملكة من اجل امن لبنان واستقراره ووقف العدوان الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني.

وأكد أن «المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصا النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب”.من جهته، ثمن المفتي دريان “المواقف المسؤولة والمشرفة التي أطلقها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد سلمان في القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض أخيرا والتي أشار فيها إلى الوضعين اللبناني والفلسطيني ودور المملكة الأساسي في دعوتها إلى التحالف الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها».

كهربائيا، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان البنك الدولي وافق على مشروع الطاقة الشمسية في عدد من المناطق بكلفة 250 مليون دولار، كما انه يعمل على مشروع المياه من نهر الأولي، الذي يستفيد منه مليوني شخص من سكان بيروت.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، ولليوم الرابع على التوالي، كثف العدو الاسرائيلي غاراته التدمير الانتقامية على احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، ونالت الغبيري حصة كبيرة من التدمير، فضلا عن استهداف دويرة الطيونة التي تربط الضاحية ببيروت بالمناط الشرقية، امتدادا الى البقاع.

ودارت اشتباكات عنيفة، في القطاع المغربي، عندما حاول الجيش الاسرائيلي التقدم نحو طيرحرفا وشمع، ودخلت قوة الى محيط مقام النبي شمعون في شمع، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجنود الاحتلال.

واعلن حزب لله عن قصف تجمع لقوات العدو الاسرائيلي عند الاطراف الشرقية لبلدة طلوسة للمرة السابعة.

وفي القطاع الشرقي، وصلت قوات الاحتلال الى طلوسة وهناك دارت اشتباكات عنيفة، وشوهدت المروحيات تنقل الجنود المصابين الى مستشفى رمبام.

كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن 9عسكريين إسرائيليين أصيبوا في قطاع غزة وجنوب لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية. ووفقاً للموقع الرسمي للجيش، فقد ارتفع عدد العسكريين المصابين في غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية الحرب ضد الفلسطينيين إلى 5360.

ومن بين المصابين، 2432 جندياً أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة، بزيادة اصابتين عن 2430 أمس الاول. ومن بين الإصابات الجديدة، أصيب 2 في غزة و7 في الجبهة الشمالية (جنوب لبنان). كما تشير الإحصائيات إلى أن 794 عسكرياً إسرائيلياً قد قُتلوا منذ 7 تشرين الأول 2023، منهم 373 في المعارك البرية في غزة التي بدأت في 27 تشرين الأول من العام نفسه.