Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر November 7, 2024
A A A
استشهادك كأنه اللحظة
الكاتب: عضو المكتب السياسي في "المرده" فيرا يمين

هل هي أربعون ثانية لأنّ استشهادك كأنّه اللحظة! هل هي أربعون سنة على حجم الوجع والشوق والقلق؟ أم هي فعلاً الأربعون نستعيد فيه ذكراك وقوانا، صوتك والمعنويات،خطاباتك وخارطة الوطن،مفرداتِك ولغتنا؟ ليس من السهل وضع أيّ مقاربة في لحظة استحضار الكلمة ولكن من العدل بمكان أن نوضح أنّك نقلت والمقاومة لبنان من دور المتفرّج الى دور اللاعب مرة مدافعا مرة حارساً ومرات مناوراً مراوغاً مسدّداً. “رجل عادي واستثنائي، عملاق ومتواضع” بهذه الكلمات وصفك سليمان فرنجيه وكم هو حقيقي هذا الوصف الذي يدلّ على توازن حضورك وزنة قراراتك وعمق تفكيرك فلست كمن يعبر بل كمن يحفر. ولست كمن يتوسل ليصل بل كمن يصل ويهدي من غير منّة أو مكسب نضعه في سلّة للقادم من الأيام أو المعادلات والحسابات الضيّقة على مقاس الصغار او غير المدركين او الجبناء. قامة كبيرة تمتدّ ظلالها على طول خارطة الوطن بل الأوطان. كنا نضبط ساعتنا على موعد الخطاب. تمرّ الدقائق من غير استعمال الهواتف ما يشكّل علامة فارقة. معك كنا نستقيل من التكنولوجيا ونعود الى فنّ الخطابة فلا شائبة لغوية ولا كلمة عابرة بل خطاباً ممتلئا بالمعنى فاتحاً الشهية على النقاش والجدل والتحليل والتأويل وبناء المقتضى. “الشرق الأوسط الجديد” رهان قديم جديد يخترعون له في كل مرة حرباً او حصاراً او صراعاً وفي كل مرة يفشلون فالرهانات تتكسّر على صخرة المرتبطين بأرضهم والمتجذرين بإيمانهم وبعد الأربعين -في مفهومنا للحزن- نأذن لنفسنا بالتقاط أنفاسنا لتجديد العهد بالحياة التى كرمى لها استشهدت كما كل الشهداء.