Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 6, 2024
A A A
سيناريوات الفوز في الانتخابات الأميركية… ميشيغان قد تحسم
الكاتب: محمد شمس الدين

كتب محمد شمس الدين في “لبنان الكبير”

الانتخابات الرئاسية الأميركية فريدة من نوعها، حيث كل ولاية من الولايات الـ51 تتمثل بعدد “مجمع انتخابي” معين وفقاً لعدد سكانها واقتصادها، مثلاً كاليفورنيا 54، وهي أعلى نسبة، بينما ألاسكا 3 فقط وهي واحدة من 7 ولايات تعتبر النسبة الأقل بعدد أصوات “المجمع الانتخابي”.

وفي كل انتخابات هناك ما يسمى ولايات متأرجحة، وهي تتغيّر من دورة انتخابية إلى أخرى بسبب عوامل ديموغرافية واقتصادية وسياسية، ويختلف عدد هذه الولايات في كل انتخابات رئاسية تحصل كل 4 سنوات، وفي انتخابات 2024 هناك 7 ولايات متأرجحة، وفي هذه الدورة تضم ميشيغان (التي تملك 15 صوتاً انتخابياً)، وجورجيا (16 صوتاً)، وبنسلفانيا (19 صوتاً)، ونورث كارولينا (16 صوتاً)، ونيفادا (6 أصوات)، وأريزونا (11 صوتاً)، وويسكونسن (10 أصوات)، وتمثل هذه الولايات 93 صوتاً من مجمل 538 عدد أصوات “المجمع الانتخابي”.

لدى المرشح الجمهوري دونالد ترمب حالياً 219 صوتاً في “المجمع الانتخابي”، وهذا مجموع الأصوات في الولايات التي يتوقّع إلى حدّ كبير أن تصوّت لصالحه، ويحتاج إلى 51 صوتاً إضافياً من الولايات المتأرجحة كي يصل إلى 270 صوتاً ويتمكن من الفوز.

في المقابل، لدى المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس 225 صوتاً هي مجموع أصوات الولايات التي تصوّت عادة للحزب الديموقراطي، وتحتاج إلى 45 صوتاً إضافياً من الولايات كي تفوز بالانتخابات.

السيناريوات متعددة لدى المرشحين، حتى أن هناك 3 سيناريوات يتعادل فيها المرشحان وفق تصويت الولايات المتأرجحة، أما سيناريوات فوز هاريس فهي 20، 10 منها تحتاج إلى الفوز بـ 3 ولايات متأرجحة و10 أخرى تحتاج إلى الفوز بـ 4 ولايات، بينما هناك 21 سيناريو لفوز ترامب 1 فقط يمكنه أن يحصل فيه على 3 ولايات هي بنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا، وفي الـ 20 الأخرى يحتاج إلى الفوز بـ 4 من الولايات المتأرجحة.

ميشيغان التي تمتلك 15 صوت “مجمع انتخابي” قد تكون حاسمة في الانتخابات، فهي واحدة من 4 ولايات متأرجحة تعطي الفوز لترامب في 13 سيناريو.

أما بالنسبة الى هاريس فيمكن لميشيغان أن تعطي الفوز لهاريس بـ 5 من 10 سيناريوات التي تحتاج فيها الى الفوز بـ 3 ولايات متأرجحة، و6 من 10 سيناريواات تحتاج الى الفوز فيها بـ 4 ولايات متأرجحة.

وعلى الرغم من أن الأميركيين العرب والمسلمين لا يشكلون أكثر من ثلث المليون شخص في ميشيغان التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، فإن نتائج التصويت كانت متقاربة في السابق، إذ فاز ترامب بنحو 11 ألف صوت عام 2016 وحصل عليها بايدن بـ154 ألف صوت في العام 2020، وبالتالي قد تكون أصوات العرب والمسلمين ذات أهمية.

تاريخياً تميل أصوات عرب ميشيغان ومسلميها إلى المعسكر الديموقراطي، وبالأرقام فإن جميع المرشحين الديموقراطيين فازوا بميشيغان منذ انتخابات عام 1992 باستثناء هيلاري كلينتون التي اقتنص دونالد ترامب منها الولاية عام 2016، قبل أن يستردها جو بايدن عام 2020. والدليل على ثقلها أن من صوّتت له ميشيغان فاز بالبيت الأبيض في تسع مرات خلال آخر 12 انتخابات رئاسية.

وبينما تدوي أصوات المدافع وغارات الطائرات الحربية في لبنان وقطاع غزة، فإن صدى تلك الضربات يسمع بشدة في الولايات المتحدة وتحديداً في أهم الولايات المتأرجحة ميشيغان.

وكون المرشحين يتبنيان سياسة دعم واضحة لاسرائيل، قد يقرر عرب ميشيغان ومسلموها مقاطعة الانتخابات أو التصويت لخيار ثالث كمرشحة حزب “الخضر” جيل ستاين، “المنتقدة الشرسة” للحرب ضد غزة، فيما تقول استطلاعات الرأي إن اهتمامات العرب والمسلمين في ميشيغان هي بالدرجة الأولى الاقتصاد، وهو ما يرفع من إمكان تسرب الأصوات إلى ترامب الذي يعتمد سياسة جلب الأموال لأميركا بدلاً من أن تعطيها دعماً للدول الحليفة كأوكرانيا مثلاً.