Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر November 4, 2024
A A A
جموح نتنياهو الإجرامي يفشل في تحقيق أهداف العدوان على لبنان
الكاتب: د. مازن ع. خطاب

كتب د. مازن ع. خطاب في “اللواء”

على مدار عام، فشلت حكومة نتنياهو في تحقيق الأهداف التي أعلنتها من العدوان على لبنان وهي تشمل استعادة الأسرى، وإعادة نازحي شمال فلسطين المحتلّ إلى مستوطناتهم، وغزوّ جنوب لبنان بريّاً لفرض تراجع «حزب لله» إلى ما وراء نهر الليطاني، وتدمير قدراته الصاروخية، وإنهاء تهديده للأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. كما انّ إستراتيجية حرب الاستنزاف التي تشنّها حكومة الاحتلال أخفقت في ردع «حزب لله» ودفعه إلى التخلّي عن ربط وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية بإنهاء الحرب على غزة. كثيرون داخل الكيان الصهيوني ومن خلفه يُدركون أن أهداف نتنياهو الحقيقيّة في لبنان تتجاوز في الواقع هذه الأهداف التي يُعلنها للرأي العام الإسرائيلي والدولي.
وفي ظلّ خيبات نتنياهو المتتالية وسّع الكيان الصهيوني من نطاق هجماته على لبنان بشكل كبير ووحشيّ، وهو يحاول دون جدوى أن يحقّق غزواً برياً في الجنوب اللبناني بذريعة التخلّص من تهديد الحزب. لكن، يتبيّن أنّ التكاليف المُترتبة على طموحات نتنياهو في لبنان مرتفعة جداً للاعتبارات التالية:

أوّلاً – قدرة الترسانة العسكرية الضخمة التي تمتلكها المقاومة على إلحاق ضرر كبير بالكيان الغاصب لأنها تستهدف المنشآت والأنظمة والآليات العسكريّة المُكلِفة والتي يتم تمويلها من الميزانية العسكريّة في ظل غياب مصادر التمويل؛
ثانياً – استهداف المقاومة لعديد الجيش الصهيوني، وخصوصاً الوحدات النخبويّة وآلياتها العسكريّة، ما يسبب تراجع ملحوظ في قدرات العدوّ القتاليّة، واتكالها على جنود الاحتياط؛
ثالثاً – ارتفاع تكاليف الذخيرة المستخدمة في لبنان ونفقات الحرب التي تبلغ نحو ١٣٤ مليون دولار يومياً، فيما بلغت تكلفة الحرب على الجبهة الجنوبيّة للبنان نحو ٧ مليارات دولار منذ بداية أيلول الماضي؛

رابعاً – قامت حكومة نتنياهو بخفض انفاقها بقيمة ١١ مليار دولار بالتزامن مع إقرار حزمة من الزيادات الضريبية لتغطية تكاليف الحرب، فيما ارتفعت ميزانية الجيش الى ٢٨ مليار دولار للعام المقبل، الأمر الذي سيزيد إنفاق كل أسرة في الكيان الصهيوني بمقدار ٦ آلاف دولار سنوياً في الحد الأدنى؛
خامساً – إنّ أي تماديا في الدخول البرّي الى لبنان سيُدخل حكومة نتنياهو في مستنقع حرب استنزاف طويلة الأمد لا يُمكن كسبها أبداً، وبذلك ستحتاج الحكومة الصهيونيّة الى زيادة الإنفاق العسكري في ظلّ تباطؤ الاقتصاد بشدّة بسبب نقص في اليد العاملة وتضرّر الركائز الأساسية للاقتصاد بشدّة ومنها التكنولوجيا والبناء والزراعة، ما يزيد من أزمتها الاقتصادية؛
وأخيراً – استهداف «الحوثيين» سفن الشحن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي بصواريخ ومسيّرات قطع شريان امدادات النفط عن الكيان الصهيوني الذي بات يعتمد بشكل أساسي على النفط الاذربيجاني الذي يصله عبر الموانئ التركية.
لم يعد باستطاعة نتنياهو تضليل الصهاينة أو العالم بأنه قادر على إنجاز مهمته في لبنان بتكاليف معقولة وبنصر مضمون، وهو حتماً يسلك مسار التصعيد التدميري للكيان الصهيوني الذي سبقه إليه المجرم ارييل شارون عقب غزو عام ١٩٨٢.