Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 23, 2024
A A A
حتى انت يا…بروتوس
الكاتب: موقع المرده

هناك مقولة بأنه “عند تغيير الدول إحفظ رأسك” ولكن هل حفظ الرأس، فيما رؤوس كل من حولك ومن أوصلك الى ما انت عليه تستبسل وتقاتل وتدافع وتستميت في صد عدو مجرم ومتوحش ومبيد للارض والشعب والحجر والبشر والشجر حتى الحيوانات الاليفة لم تسلم من نجاسته، شطارة ام نجاسة؟
بالحقيقة في هذه الحالة يكون حفظ الرأس خيانة عظمى وطعن ليس فقط في الظهر بل في الوجه وبكل وقاحة ما يذكر بالخيانة الاشهر في التاريخ وهي طعنة بروتوس ليوليوس قيصر والتي جاءت به مقتلاً بعد ان صمد امام كافة الطعنات التي تلقاها.
وللتاريخ وحسب كتب المؤرخين لم يقل قيصر حتى انت يا بروتس بل قال: “حتى انت يا ولد”، وربما يكون هذا هو لسان حال المقاومة واهلها اليوم مع من خان العشرة في عز الحشرة.
لا المقاومة يوليوس قيصر ولا طعنة بالزائد او بالناقص ستأتي بها مقتلاً ولكن البيع بثلاثين من الفضة عار ويهوذا لما ايقن ما فعلت يداه بمعلمه شنق نفسه لغسل عاره فيما الحاكم بيلاطس لما وجد نفسه لا يفعل شيئا وسيحدث شغباً اخذ ماء وغسل يديه امام الجميع قائلا اني بريء من دم هذا الصديق الا ان التاريخ لعنه ايضاً لانه لم يحكم بالعدل.
في الحرب قد تكسب ولكنك قد تخسر ايضاً المعركة بكاملها وهذه هي حال اسرائيل اليوم حيث ربحت جولة في التدمير والابادة ولكنها بميزان المعارك خاسرة فلا السلام عاد للمستوطنات ولا اهلها، ولا القبة الحديدة فعلت فعلها، ولا استخباراتها تمكنت من رصد المسيرات التي دقت ابواب رئيس حكومتها في عقر داره، وهي تدفع يومياً اثماناً باهظة وقد يصل بها الامر الى حرب اهلية.
صحيح ان اثمان الحرب كبيرة جداً على لبنان وناسه ولكن الطعن في الظهر في عز المعارك وان كان هذه المرة غير مميت الا انه قسوة وجحود وقلة اخلاق لا بل وساخة عن حق وحقيقة.