Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر October 1, 2024
A A A
العالم منشغل بـ”مرحلة ما بعد الحزب”… وحسابات الميدان تسابق الحلول
الكاتب: رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في “لبنان الكبير”

نفض العالم يده من إسرائيل واختار الضغط على لبنان للاستسلام وإعلان وقف إطلاق النار، من غير أن يقدم أي ضمانات لوضع رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عند حده ووقف إجرامه بحق المدنيين والسيادة اللبنانية.

لم يقدم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أي مقترح حل جديد، ولم يحصل على أي موقف إسرائيلي بالعودة الى الاتفاق الفرنسي الأميركي الأخير، لا بل وفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فإن الفرنسي يعتبر أن أميركا تريد الاقتصاص من “حزب الله” أكثر من الاسرائيلي، وهي لا تريد منع نتنياهو عن الغزو البري لا بل تعطيه الضوء الاخضر بالتزامها الصمت وإحجامها عن الضغط، بهدف القضاء على “حزب الله”.

من هذا المنطلق، كان الفرنسي مستمعاً أكثر مما كان مبادراً الى الطرح، إذ إنه لم يقدم أي جديد على صعيد الحل الديبلوماسي، إنما شدد فقط على الحل الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية فوراً. وسمع بارو من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه ملتزم المبادرة الرئاسية ولكن الميدان اليوم يتقدم على كل الملفات الأخرى، إذ إن كل الحلول الديبلوماسية تبدأ من وقف إطلاق النار، وكل الحلول السياسية “ملحوق” عليها، وحتى اللحظة تستمر إسرائيل في إحباط كل المبادرات الدولية التي تصب في مصلحة الهدنة ووقف إطلاق النار.

تلازم مساري لبنان وغزة، فصلته الأولويات الاسرائيلية، إذ لم يعد نتنياهو مهتماً باستمرار الحرب على غزة وحوّل معركته باتجاه لبنان، مفترضاً أن المقاومة تهالكت ولن يُواجَه بأي تلاحم شرس من “حزب الله”، وهو يسارع الى توجيه الضربات للمقاومة لعدم الافساح في المجال أمامها لاستيعاب الصدمة التي كان أصعبها اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وينقل مصدر مقرّب للأميركيين والأوروبيين لموقع “لبنان الكبير” إن العالم انتقل الى البحث في مرحلة “ما بعد حزب الله” ويعتبر أن الفرصة باتت سانحة للقضاء عليه وانتزاع سلاحه.

الا أن القدرة العسكرية لـ”حزب الله” لا تزال قوية وكبيرة، وفق ما أعلن نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، وتقول مصادر ميدانية إن الحزب استوعب الضربة وهو مستعد لمواجهة الغزو الاسرائيلي وجعل أرض الجنوب مقبرة لغزاته. أما الحلول الديبلوماسية فيتعامل معها بانفتاح تحت سقف التزام القرار 1701 بكامل مندرجاته، وهو لم يرفض يوماً زيادة عديد الجيش اللبناني في الجنوب ليكون مدافعاً عن السيادة اللبنانية لا حرس حدود لاسرائيل، كما يريده الغرب. ولكن هل إن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار وملتزمة بالقرارات الدولية؟ وهل إن المجتمع الدولي يساهم إيجاباً في الضغط على إسرائيل؟ لذلك لا خيار أمام الحزب سوى المقاومة، ومفاعيل كلام السيد حسن نصر الله مستمرة: بيننا الميدان والأيام والليالي.