Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر September 30, 2024
A A A
أبو هادي نال ما كان يتمنّى… بات أقرب الى الشهداء والقدس من عليائه
الكاتب: علي ضاحي - الديار

كأنه كان يعلم انه سيغادرنا، وهو الذي لطالما طلب الشهادة في خط الانبياء والائمة والاولياء، وخط اهل البيت وكربلاء.

وفي آخر إطلالاته المتلفزة في 19 ايلول الجاري، كان يعلم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله انه سيودعنا، حين قال: «الى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، الى اللقاء في الشهادة، الى اللقاء في جوار الأحبة»، اليس هو من سلالة الحسين واهل البيت، وممن زقوا العلم زقاً؟

منذ ايام غادرنا، وهو مطمئن انه يغمض عينيه للمرة الاخيرة، واخوانه المجاهدون حاضرون في كل ساح ويمتشقون السلاح.

غادرنا في الطريقة التي يحب، وقد يكون تنبأ بها منذ سنوات، عندما قال: «هذا الطريق سنكمله ولو استشهدنا جميعاً، ولو دمرت منازلنا فوق رؤوسنا سنكمل المسيرة، ولن نتخلى عن خيار المقاومة الاسلامية».

نعم، استشهاد السيد حسن نصرالله، حدث جلل ومصاب عظيم لأهله واحبته وجمهوره والمقاومين، وكل الحلفاء والاصدقاء في محور المقاومة، وانتكاسة لغياب القائد «الكاريزماتي»، والشخصية الجنوبية واللبنانية والعربية والاقليمية والدولية، والشخصية الاكثر ايماناً بلبنان.

وأليس هو من خلف الامين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي، وقاد انتصار نيسان 1996 والتحرير في العام 2000 وانتصار تموز الالهي في العام 2006، وكذلك انتصار فجر الجرود في العام 2016 ضد الارهاب والتكفير، وبطل القدس وملهمها في معركة طوفان الاقصى، وهو الذي كان متأكداً ان «اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت، واننا اقرب من اي وقت مضى لتحرير القدس، وكله امل اننا سنصلي وإياه في القدس».

استشهاد السيد نصرالله بقدر ما هو نبأ عظيم وفاجعة حزينة، وخسارة لكل من آمن بالتحرير للبنان وفلسطين من البحر الى النهر وكل شبر عربي محتل، الا انه تأكيد على صوابية خيار المقاومة، وعلى صدقية هذه القضية وهذا الخط القويم، والذي ينشد تحرير القدس والمقدسات ورفع الظلم عن كل المستضعفين والاحرار، وكف يد الغدر والاحتلال عن كل عربي ولبناني وفلسطيني وسوري.

ويعرف كل من هو قريب الى السيد نصرالله وحزب الله والمقاومة، ومؤمن بنهجهم وفكرهم وخيارهم ضد العدو، ان القائد على رمزيته ومكانته، ولو استشهد هو والقيادة بصفها الاول وربما الثاني والثالث، لا ينهي الخط ومسيرة المقاومة، ولا يعطل المسيرة نحو تحرير لبنان وصد العدوان والانتصار، وصولاً الى القدس وعلى طريقها المقدسة، ولو تعمدت بدماء ابي هادي ورفاقه الابرار.

نعم، التحديات كبيرة في إكمال المسيرة القيادية. ورغم الخسارة، المقاومة مستمرة والنهج مستمر، وهناك قادة ومجاهدون اعاروا الله جماجمهم، وسيأخذون بثأر كل طفل وسيدة وشيخ وشهيد، وعلى رأسهم سيد الشهداء اللبنانيين والعرب والفلسطينيين وعلى طريق القدس وعلى طريق سيد الشهداء الامام الحسين في كربلاء.