Beirut weather 23.54 ° C
تاريخ النشر September 18, 2024
A A A
توزيع أدوار أميركي فرنسي للجم الاندفاع نحو الحرب
الكاتب: وجدي العريضي

كتب وجدي العريضي في “النهار”:

يبقى الوضع القائم جنوباً في منتهى الخطورة، وخصوصاً بعد قرار الحكومة الإسرائيلية القيام بعملية عسكرية كبيرة على الحدود الشمالية مع لبنان، ما ترك تساؤلات كبيرة حول دور الديبلوماسية الدولية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية، حيث مارس موفد الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لثنيه وردعه عن القيام بأي مغامرة قد تؤدي إلى حرب شاملة وتشعل المنطقة برمّتها. وفي موازاة ذلك، السؤال الآخر: أين فرنسا وديبلوماسيتها ولا سيما أنها دائماً كانت في الطليعة من خلال جهودها ودورها بحكم العلاقة التاريخية مع لبنان، وأن الرئيس إيمانويل ماكرون سبق له أن قام بدور لافت في هذا السياق؟

يُنقل أن ثمة اتصالات تجري مع باريس بعيداً عن الأضواء، ولا سيما من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تربطه صداقة متينة مع ماكرون، فيما عُلم أن ماكرون يقوم بدوره عبر اتصالات أجراها مع الرئيس الأميركي جو بايدن ويواكب ويتابع الوضع، لكن بات جلياً أن هناك توزيع أدوار، بمعنى أن باريس تتولى الملف الرئاسي عبر موفدها إلى لبنان جان إيف لودريان، فيما يتولى هوكشتاين التحرك مع إسرائيل ولبنان، ومساعيه واضحة في هذا الإطار، في ظل حالة ترقب ثقيلة لما أسفرت عنه لقاءاته، وتحديداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اتخاذ حكومته القرار بعمل عسكري في جنوب لبنان.

ويؤكد أحد النواب البارزين الذين تربطهم علاقة وثيقة بباريس، أن فرنسا مستمرة بجهودها لكن لنكن واضحين وصادقين، فالولايات المتحدة هي التي تتولى معالجة هذه الأوضاع في المنطقة، على المستوى الديبلوماسي والاتصالات الجارية حول هذه المسألة، وإن دور هوكشتاين في إسرائيل وربما زيارته للبنان، تؤكد المؤكد بأن واشنطن تدير الدفة على المستوى الديبلوماسي، فيما باريس من خلال صداقتها مع لبنان وعلاقاتها الوطيدة مع واشنطن وبريطانيا وسواها، تقوم بدورها وهي ليست بعيدة عن الاتصالات الجارية عبر ممارسة الضغط والتمنّي لكي يتجاوز لبنان قطوع هذه الحرب.

العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين يقول “لا أعتقد أن هناك حرباً شاملة، وبالتالي ثمة مسألة لافتة، هي أن إسرائيل أشارت إلى أن الحرب هي لعودة سكان شمال إسرائيل، وكانوا متواضعين في هذا الطرح، أي لا كلام كما كان يدلي به قادة العدو، عندما يتحدثون عن عودة لبنان إلى العصر الحجري وتحويله إلى غزة، فالهدف فقط عودة سكان شمال إسرائيل، وهو ضمن المعقول وفتح الباب للمفاوضات، لذا لا أعتقد أن ثمة عدواناً كبيراً كما يُتداول قبل ثلاثة أشهر، أي الحرب تأتي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولا يمكن أن تتورّط الإدارة الأميركية الجديدة فيها بحيث تشكل ضغطاً عليها على أكثر من مستوى وصعيد”.

ويخلص ياسين قائلاً: “لا حلّ إلا بعد الانتخابات الأميركية إن على المستوى العسكري أو الديبلوماسي، ولا سيما الأمور المتعلقة بالقرار 1701، وكل ذلك سيأتي بعد حرب غزة لا قبلها، أي أن يكون هناك الحل الشامل وعندها تحصل المفاوضات ويجري الحديث عن هذه المسائل بما فيها الترتيبات حول القرار 1701، ولذا فالموفد الأميركي آموس هوكشتاين يتابع مهمته عبر الضغط على إسرائيل، لأن واشنطن لا تريد هذه الحرب، وأعود وأؤكد أنه ليس هناك أي عمل ميداني كبير قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولكن ربما يرتفع منسوب التصعيد هنا وهناك، والأمور ستبقى على ما هي عليه إلى أن تتوضح ماهية المرحلة المقبلة، على صعيد الانتخابات الرئاسية الأميركية أو ما يجري في غزة، باعتبار أن لذلك ارتباطاً وصلة مباشرة بالوضع القائم في جنوب لبنان”.