Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 10, 2024
A A A
حوادث السير في لبنان… قاتلة وموجعة والضحايا كثر
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

ذهب جيمي الى مثواه الاخير، هناك في السماء لن يشعر بحزن او وجع ولكن هنا على الارض كمية فائقة من الوجع عند اهله ومحبيه.
قبل جيمي عشرات الشباب اذ ان نسبة ضحايا حوادث السير في لبنان كبيرة وكبيرة جداً في بلد بمساحة صغيرة وتكاد تكون الاكبر في العالم ولزغرتا حصتها الكبيرة ايضا من موت الشباب المجاني على الطرقات التي باتت افخاخاً مميتة ان لجهة سوء اوضاع الطرقات والحفر المتعددة وغياب الصيانة الدورية وان لجهة تهور بعض السائقين وعدم تحليهم بالمسؤولية اثناء القيادة وهذا ما تسبب بمقتل الشاب جيمي انطوان فنيانوس الذي قهر موته كل من عرفه وعرف اهله لان لا ناقة له بالحادث ولا جمل بل ذنبه انه وجِد على طريق تتسابق عليه سيارتان من دون احتساب المخاطر.
ودّعت اهدن بالامس جيمي بعرس موت حاشد وقبله خليل وشربل وغيرهم واللائحة تطول في كل المناطق حيث يسرق الموت سنوياً نحو ٧٠٠ ضحية جراء حوادث السير وقد سجل شهر تموز الماضي وحده بحسب احصاءات غرفة التحكم المروري ٦٠ حادثاً اسفر عن موت ١٦ شخصاً اي بمعدل وفاة شخص كل يومين مع اصابة نحو ٧٠ اخرين بجراح من دون ان ننسى الحوادث غير الموثقة اذ كشفت الدولية للمعلومات ان حوادث السير ارتفعت بنسبة ١٨.٢% وهذا يشكل نسبة كبيرة تجعل لبنان من بين الدول الاعلى بمعدل حوادث السير في العالم.
ويؤكد احد خبراء السير لموقع المرده ان اسباب ارتفاع المعدل كثيرة منها عدم تطبيق قانون السير بشكل كامل، اهمال المعاينة الميكانيكية، عدم احترام الاشارات، قيادة سيارات غير مستوفية الشروط، السرعة الفائقة، غياب الصيانة والانارة على الطرقات، شرب الكحول، التهور بالقيادة وهو السبب الرئيسي والاساسي لحوادث السير.
السلامة المرورية حق واتخاذ اجراءات حاسمة لردع السائقين المتهورين واجب الدولة والا تكون متواطئة ومستهترة هي الاخرى بحياة الناس.
جيمي مثل ومثال وما شهدناه خلال تشييعه من وجع وألم وحرقة قلب يجب ان يشكل رادعاً لكل من تسوله نفسه قيادة سيارته من دون مسؤولية لانه بذلك لا يقتل فقط الشخص وهذه جريمة موصوفة ولكنه يقتل ايضاً قلوب اهله ومحبيه فعسى ان يتعظ المتهور وعسى ان تقوم الدولة بواجباتها.