Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 30, 2024
A A A
هذا ما ورد في افتتاحية “البناء”
الكاتب: البناء

قال أهالي الجولان كلمتهم في بيان رفضوا فيه استغلال مأساة فقد أبنائهم لتبرير العدوان على لبنان والتسبّب بجرائم تشبه تلك التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وبعدما طرد أهالي مجدل شمس وسائر بلدات الجولان وزير المالية العنصري بتسلئيل سوتريتش، طردوا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورفض أهالي شهداء مجدل شمس الذين سقطوا في مجزرة الصاروخ الإسرائيلي، أن يدخل نتنياهو الى مجلس العزاء وأن يتقبّلوا مواساته، ورفع نشطاء من الجولان لافتات كتب عليها «نتنياهو مجرم حرب ارحل من هنا». وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً عن مجزرة مجدل شمس قالت فيه، «إن شعبنا في الجولان السوري المحتل، والذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية لن تنطلي عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانيّة بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، ولا سيما أن أهلنا في الجولان السوري كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتلّ ومقاومة سياساته العدوانية التي تستبيح الأرض والهوية».
في لبنان واصلت المقاومة عمليّاتها باستهداف مواقع الاحتلال بعشرات الصواريخ غير آبهة بالتهديدات الصادرة عن قيادات الكيان وجيشه. وأكدت قيادات لبنانيّة رفض توصيف العدوان الإسرائيلي الذي يهدد الاحتلال بشنه على لبنان بالردّ، وقالوا إن المقاومة هي من سوف يكون في موقع الرد، وما سيجري هو عدوان، لأن الحديث عن ردّ إسرائيلي يعني قبول الكذبة الإسرائيلية بمحاولة إلصاق مسؤولية مجزرة مجدل شمس بالمقاومة. وقالت مصادر متابعة للمواجهة والتهديدات، إن جيش الاحتلال معني بأن يقيم حساباته جيداً قبل التورط بحرب كبرى أو حرب صغرى، والمقاومة غير معنية بالتسميات، ومعادلتها بسيطة، الردّ بالتماثل والتوازي والتوازن، فكل اعتداء له رد والرد من الحجم والنوع والمدى نفسه، وعلى جيش الاحتلال أن يحسب حساباته جيداً قبل أن يتورط بما هو أعظم وأخطر من ورطته التي زيّنها له نتنياهو في حرب غزة.
في لبنان أيضاً يودّع اليوم محبّو المقاومة المفكر الاستراتيجي العميد أمين حطيط الذي توفّى بجلطة دماغية يوم أمس. والعميد حطيط هو الضابط اللبناني الذي قاد عملية إظهار حدود لبنان يوم التحرير في أيار عام 2000 مكلفاً من الرئيس المقاوم العماد أميل لحود، وهو من كتّاب جريدة «البناء» منذ 15 سنة، وشخصية إعلامية وأكاديمية أسهمت في صناعة وصياغة ثقافة المقاومة وأدبياتها، وشملت مساهماته الأوضاع في لبنان وسورية والعراق واليمن وبقيت بوصلته دائماً فلسطين، وكان من الذين رأوا من اليوم الأول لطوفان الأقصى أن كيان الاحتلال دخل في العدّ التنازلي للزوال.
ولليوم الثاني على التوالي واصل العدو الإسرائيلي حملة التهويل ضد لبنان مع تسجيل انخفاض في سقف التهديد من رد واسع يطال العاصمة وبنى تحتية، إلى ضرب أهداف لحزب الله مع عدم الذهاب إلى الحرب الشاملة مع الحزب ولا إلى الحرب في المنطقة.
وفي سياق ذلك نقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء «حزب الله» لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين «ان «إسرائيل» تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان».
من جانبها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على حزب الله سيكون «محدوداً لكنه ذو مغزى».
بدوره زعم وزير حرب العدو الإسرائيلي يوآف غالانت أن «حزب الله» سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وادعى المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف حزب الله ونصرّ على إبعاده عن حدودنا. وهذا هو الهدف الأكبر».
لكن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي على أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق رويترز، بلينكن ورئيس الكيان الإسرائيلي بحثا في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
ورجّح خبراء عسكريون ان يكون «القصف الإسرائيلي لمناطق مفتوحة تدّعي «إسرائيل» أنها أهداف عسكرية لحزب الله مثل مصانع صواريخ كما حصل في غارة عدلون منذ أيام او لقواعد تنطلق منها الصواريخ على شمال «إسرائيل»، وتظهر حكومة الاحتلال هذه الضربات على انها إنجازات ولو إعلامية ووهمية للاستخدام السياسي لكن لا مفعول عسكرياً لها».
ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «لا قدرة للجيش الاسرائيلي على خوض حرب واسعة النطاق مع حزب الله في ظل قوة الردع التي يفرضها حزب الله في الجنوب مقابل تجوّف قدرة الردع الاسرائيلية بشكل تدريجي وسريع منذ ٧ تشرين الاول الماضي في ظل بلوغ الجيش الإسرائيلي المرحلة القصوى من طاقته القتالية والمعنوية والتسليحية وصولاً الى نقطة النزف، وبالتالي أي جبهة جديدة خاصة مع حزب الله الذي يظهر معادلات القوة ويبعث برسائل الردع، ستشكل ضربة قاصمة للجيش لا يمكن أن يتعافى من تداعياتها». ويلفت الخبراء إلى أن أي حرب شاملة على جبهة الجنوب يستطيع الجيش الإسرائيلي ضرب الضاحية والعاصمة وتدمير مناطق واسعة وبنى تحتية في لبنان، لكن حزب الله سيردّ بالمثل ويلحق خسائر فادحة في «إسرائيل» خاصة في الساحل البحريّ وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب وستتحوّل إلى كارثة على الكيان الإسرائيلي اذا انخرطت جبهات أخرى داعمة للحزب في هذه الحرب مثل اليمن وسورية والعراق وإيران وقوى أخرى في المنطقة».
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن الرسائل التي وصلت الى الحكومة اللبنانية تطلب أن يصمت الحزب عن الضربة الإسرائيلية مقابل عدم شن حرب شاملة على لبنان تهدف الى الضغط على لبنان للي ذراع حزب الله ودفعه لتخفيف العمليات العسكرية في جبهة إسناد غزة، كما وتسجيل انتصارات وهمية لصالح الإسرائيلي لإيهام الرأي العام ومستوطني الشمال باستعادة هيبة الردع والأمن الى الشمال لتخفيف الضغط السياسي والشعبي عن الحكومة». وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تؤخذ بحملة الإشاعات، لأن مَن استعدّ وأعد لحرب مفتوحة لا ترهبه ترهات وألاعيب استخباراتية وإعلامية كهذه، ولكن اي عدوان على لبنان سيقابل فوراً برد مماثل حتى لو تدحرجت الى الحرب المفتوحة، فلن تسمح المقاومة للعدو بفرض معادلات ميدانية جديدة وانتزاع مكاسب بالتهديد والتهويل ما عجزت عن انتزاعه بالقوة العسكرية».
وعلمت «البناء» أن المسؤولين اللبنانيين أكدوا للمسؤولين الأميركيين الذين اتصلوا بهم لا سيما موفد الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين ان لبنان ملتزم القرارات الدولية ولا يريد التصعيد ولا الحرب، لكن لن يقبل بأي عدوان على أي منطقة لبنانية ولبنان كله سيكون موحداً ضد أي عدوان إسرائيلي كما ينفي الاتهامات الإسرائيلية للحزب بإطلاق الصاروخ على مجدل شمس في الجولان المحتل ويرفض التهديدات.
وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية الرسمية تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي جرى خلاله عرض الوضع في لبنان في ضوء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة والعدوان المستمر على جنوب لبنان.
وخلال الاتصال، شدّد رئيس الحكومة على ان الحل يجب أن يقوم على قاعدة التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701.
بدوره عبّر الوزير المصري عن تضامن بلاده مع لبنان، ووقوفها الى جانبه ورفض أي اعتداء يطاله. وشدد على «ان هدا الموقف تم إبلاغه الى جميع المعنيين، مع التشديد على ان الحل السياسي هو وحده كفيل بإنهاء الازمات والحروب».
وافادت شبكة «سي إن إن»، عن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، بأننا «تلقينا تأكيداً من جهات دولية أن الضربة الإسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة».
واشارت الى أن «الضربة المحدودة تعني لنا عدم استهداف الضاحية الجنوبية أو المطار».
وكان ميقاتي تلقى اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي «جدد دعوة جميع الأطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد». كما دعا «الى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».
بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال Edward Ahlgren ادوارد اليغرين والوفد المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان وقطاع غزة.
وسط هذه الأجواء، انعكست الاجواء السائدة على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. وتوقفت أوساط سياسية عند التوقيت المريب لبيانات السفارات الاجنبية في لبنان بدعوة رعاياها لعدم السفر الى لبنان ووقف رحلاتها الجوية، مشيرة وكأن هناك تعليمة واحدة وصلت الى الجميع! واشارت الاوساط لـ«البناء» الى ان هذه البيانات جزء من الحرب النفسية على لبنان.
واعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره أعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من بيروت وإليها حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغداً. وعلقت شركة «الملكية الأردنية» رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات «يورو وينغز» من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.
في موازاة هذا، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت.
من جهته أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم على أنّ «شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي اتخذت القرار عينه بالنسبة إلى مطار تل أبيب، وهي بالتالي معادلة تفرض للمرة الأولى: وقف الرحلات في مطار بيروت يعني وقف الرحلات في مطار تل أبيب».
وأكد أن «السلطات اللبنانية ردت بدورها على التحذيرات الدولية التي وصلت وأكدت أن حزب الله لا يمزح، وصمته يدل على ثقة كبيرة لديه بأنه قادر على توجيه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي». وقال: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يبين للإسرائيليين أنه لم يتخل عن شمال «إسرائيل» والجولان، وعليه خلق هذه الفتنة عبر افتعاله مجزرة مدانة أصابت أهلنا السوريين الدروز في مجدل شمس».
ميدانياً، وفي إطار عمليّاتها الداعمة للشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته الباسلة، وردًا على جريمة ‌‌‌‌‌‏‌‌‌‏‌‌‏الاعتداء والاغتيال التي نفذها العدو الصهيوني في بلدة شقرا امس، استهدفت ‏المقاومة الإسلامية موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏
كما استهدف مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية تموضعًا لجنود العدو في موقع ‏»الراهب» بالصواريخ الموجهة، واستهدفوا ايضًا منظومة فنية ‏تجسسية تم تثبيتها مؤخرًا في موقع المالكية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.
كذلك، استهدف مجاهدو ‌‌‏المقاومة التجهيزات الفنية ‌‏المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في تلة الكرنتينا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما ‏أدى ‏إلى تدميرها، كما كمنوا لدبابة ميركافا في موقع الراهب، وعند وصولها إلى دائرة نيران ‏المجاهدين استهدفوها بصاروخ موجّه وأصابوها ‏إصابة مباشرة.
واستهدف مجاهدو ‌‏المقاومة موقع العباد ودشمه ‏وتجهيزاته التجسسية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدمير التجهيزات ‏المستهدفة، واستهدفوا ايضًا التجهيزات التجسسية في ‏موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدميرها.‏
واستهدف مجاهدو ‌‏المقاومة تجمعاً لجنود العدو في ‏محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وتعقيبًا على كلام وزير حرب العدو الصهيوني يوآف غالانت بأن «الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها أن تصل إلى الليطاني»، عرضت كتائب القسام مشاهد من تدمير مجاهديها لدبابات الاحتلال المتوغلة في رفح جنوب قطاع غزة، ووجّهت كتائب القسام رسالة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان قائلةً: «هذه مدرّعات غالانت التي تخرج من رفح، ونحن على يقين أنكم ستكملون المهمة».