Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر June 19, 2024
A A A
فرحة العيد ينغصها التخوف من حرب شاملة
الكاتب: راما الجراح

كتبت راما الجراح في موقع “لبنان الكبير”

يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام مع بداية فصل الصيف والفرحة ناقصة إزاء الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وسط مخاوف من حرب شاملة على البلاد إلى جانب الأزمات السياسية والاقتصادية المتراكمة.

ومن أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد في لبنان عموماً وفي البقاع خصوصاً إقامة صلاة العيد جماعة في ساحات البلدات، حيث يجتمع المئات وبحوزتهم سجادة للصلاة ليصلوها في الصباح الباكر، ثم يعودون إلى منازلهم من أجل “ترويقة العيلة” فيجتمع الكل على طاولة واحدة لتناول الفطور الصباحي، ثم يخرجون لمعايدة الجيران والأقارب، ويمكن ملاحظة حقائب النساء الممتلئة بضيافة العيد من الحلوى والشوكولا والحلويات الشعبية وأبرزها المعمول والكعك.

وفي جولة في “الكسكادا مول” الذي بات يعتبر من أهم أماكن الرفاهية المقصودة في البقاع بسبب وجود سلسلة من المطاعم وألعاب الأطفال داخله بالاضافة إلى منتزة وبحيرة، أكد كل مَن التقيناهم أن القلق يسيطر عليهم من احتمال شن اسرائيل حرباً على لبنان خصوصاً بعد استهداف ضرباتها داخل البقاع، وأنهم يحاولون الفرح بحلول العيد على الرغم من الغصة، وأعربوا عن أملهم في أن تحل بركة العيد بخلاص فلسطين من الحرب ولبنان من أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية.

وفي هذا السياق، أكدت سجى. ع، من بعلبك، عبر “لبنان الكبير” أن “الخروج لاستنشاق الهواء في الخارج والذهاب الى مطعم لا يمكنه أن يزيل عنا خوفنا من أي ضربة إسرائيلية مفاجئ يمكن أن تودي بحياتنا، فهذا الوضع بات غير محتمل وأعان الله أهلنا في جنوب لبنان وغزة على هذه الحرب الصعبة”.

أما علي. ي، من البقاع الاوسط، فقال: “أصبحنا شبه مقتنعين بأن قدر اللبناني دائماً أن لا يشعر براحة البال، وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة فالحرب على الأبواب وكل يوم يتوعد مسؤول اسرائيلي بضرب لبنان وارجاعه سنوات إلى الوراء”.

ويضطر عدد كبير من اللبنانيين إلى تغيير عادات محددة في طريقة عيشه كما يختار بعضهم اللجوء إلى تقليص هذه العادات من أجل مجاراة الواقع الراهن خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار. ويهلل اللبنانيون للعيد وحلول بركته على الرغم من فرحتهم الناقصة تحت وطأة أزماتهم الاقتصادية والسياسية والغلاء الفاحش، إلا أن آمالهم تبقى بأن يحمل العيد الخلاص من مشكلاتهم وضغوطهم المعيشية والحياتية.

هناك غياب لمظاهر بهجة العيد والرخاء الاقتصادي، فغالبية البقاعيين هي من المزارعين الموسميين والموظفين الحكوميين، وقد عانت الكثير في ظل أزمة انهيار العملة الوطنية. وعلى الرغم من العجقة في المطاعم وأماكن الترفيه هناك عدد كبير من الناس اضطر إلى حصر خروجه بنزهات فقط في العيد، مع التمني بابتعاد شبح الحرب عن البلاد.